امتنان محمد برناوي

ومن مثلك؟!

الجمعة - 24 يونيو 2016

Fri - 24 Jun 2016

«كل فتاة بأبيها معجبة»، صدقت القول ابنة علقمة السعدي، هو فخر الفتاة دعني أقل لك لماذا؟! بالنسبة لها هو الأب أولا، وهو فارس الأحلام، البطل المغوار، بل هو الظهر والسند. هي تتباهى بك دائما في مخيلتها، تصرفاتها بل ألفاظها. عندما تسير معك في طريق مظلم أقسم بالله أنها لا تهاب شيئا حتى إن لم تكن أكتافها تحتك بك ولصيقتك، فقط وجودك في محيطها يبعث شحنات إلى فكرها ما يولد الإحساس بالأمان في نفسها. أنت لست أبا بل سندا وظهرا وفارسا بل كل شيء.

إذا عدت لزمن الطفولة والنشأة الأولى، دعني أهمس في أذنيك بشيء أخذت منك أمرا تشربته جيدا بل تفرع في مكنوني وهو كيف أحب ما أفعل، بل كيف أسعى بشراسة خلف ما أحب، وكيف أسخر نفسي ووقتي وجهدي لذلك. تعلمت منك معنى السعي والكفاح في الأرض لأحصل على مبتغاي بغض النظر عمن هم حولي، فلا يوجد مستحيل، أي شيء أريد تحقيقه فقط علي أن:

1. أتوكل على الله عز وجل

2. أثق في ذاتي وقدراتي

3. أسعى خلفه

4. أنظم وقتي وجهدي لذلك. فعلا هذا ما تشعب داخلي.

كثير مما أنا عليه الآن حصيلة ذلك، شكرا أبي، شكرا قائدي، شكرا معلمي، شكرا فارسي.

صحيح أنهم يتداولون هذه العبارة للحجاج ابن يوسف الثقفي: «ليس الفتى من قال كان أبي ولكن الفتى من قال ها أنذا»، أنا أقول، أنا هنا اليوم وهذا ما وصلت إليه ولله الحمد ولكن شكرا أبي.

أنا ابنة أبي بإصراري وكفاحي، أنا ابنة أبي باستمراري حتى أصل لهدفي، بذلك أنا ابنة أبي. من غير أن أشعر ومن غير سلطة، تشربت منه الكثير فلا داعي أن أقول كان أبي لأني أجده دائما في مكنوني، فأنا جزء لا يتجزأ منه. أدامك الله لنا وحفظك.

ومن فقدوا آباءهم جمعكم الله بهم ومن تحبون فيه في الجنة.