المؤامرة تعشش في عقول الحرس الثوري الإيراني

معهد توني بلير يحث الحكومات والمنظمات على تصنيفه على قائمة الإرهابأيديولوجية العنف والتطرف ترسخ ولاية الفقيه وتضع الغرب على رأس الأعداء يسيطر على 40% من الناتح المحلي ويهيمن على مفاصل الاقتصاد الإيرانيينشر التشدد في الشرق الأوسط ويعد أكثر المنظمات الإرهابية دموية يبرر القتل والدمار ويحرض على محاربة أصحاب الديانات السماوية
معهد توني بلير يحث الحكومات والمنظمات على تصنيفه على قائمة الإرهابأيديولوجية العنف والتطرف ترسخ ولاية الفقيه وتضع الغرب على رأس الأعداء يسيطر على 40% من الناتح المحلي ويهيمن على مفاصل الاقتصاد الإيرانيينشر التشدد في الشرق الأوسط ويعد أكثر المنظمات الإرهابية دموية يبرر القتل والدمار ويحرض على محاربة أصحاب الديانات السماوية

الجمعة - 21 فبراير 2020

Fri - 21 Feb 2020

حث معهد توني بلير الإنجليزي دول العالم على تصنيف الحرس الثوري الإيراني على قوائمها الإرهابية، ودعا المنظمات والشركات إلى عدم التعامل معه بوصفه أحد أخطر الجهات الإرهابية على سطح المعمورة.

وربط المعهد بين الهجمات الإرهابية التي شهدها العالم على مدار العقود الأربعة الماضية واختطاف الرهائن والقرصنة البحرية والاغتيالات السياسية وانتهاكات حقوق الإنسان وسحق المعارضة الداخلية في جميع أنحاء إيران، ومنظمة الحرس الثوري التي صنفتها الولايات المتحدة الأمريكية على قائمة الإرهاب العالمي.

وشدد على أن نظرية المؤامرة تعشش في عقول المسؤولين عن الحرس الثوري، حيث تقدم الكتب المدرسية الإيرانية المرشد الأعلى الإيراني والقائد الأعلى للحرس الثوري علي خامنئي بوصفه المسؤول عن تصدير الإسلام للعالم، وأحد الأئمة الاثني عشر، وتبني المنظمة أيديولوجيتها على العنف والتطرف، وترسخ لولاية الفقيه التي تضع الغرب على رأس الأعداء.

نشر مواد متطرفة

ينشر الحرس الثوري الإيراني أدلة التدريب الأيديولوجية العنيفة والمتطرفة على الانترنت بحرية ويقوم بتحديثها بشكل دوري.

وتشير سهولة الوصول إلى هذه المواد عبر الانترنت إلى مشكلة أوسع، حيث يقوم الحرس الثوري الإيراني بإنتاج ونشر المواد المتطرفة باللغة الفارسية، سواء في الطباعة المحلية أو عبر الانترنت على مواقع الحكومة الإيرانية الرسمية.

عقوبات شاملة

يشير موقع معهد توني بلير إلى أنه يجب على الحكومات والمنظمات تصنيف الحرس الثوري الإيراني باعتباره منظمة إرهابية.

وسيمكن تصنيف الحرس الثوري كإحدى المنظمات غير الحكومية من بذل الجهود للحد من انتشار وشرعية رسالته، ويوفر ولاية ومسؤولية واضحة للحكومات والمجتمع المدني وشركات التكنولوجيا لفرض عقوبات شاملة على نشاط الحرس الثوري الإيراني وتحديه وتقييده.

الأكثر دموية

في 15 أبريل 2019 صنفت الحكومة الأمريكية فيلق القدس التابع للحرس الثوري كمنظمة إرهابية أجنبية، إلى جانب الجهات الفاعلة غير الحكومية، مثل تنظيم القاعدة وحزب الله وحماس وداعش.

وركز النقاش الدائر حول تجريم الحرس الثوري الإيراني بشكل أساسي بسبب ضلوعه في عمليات الإرهاب، مع التركيز على أعمال العنف التي تقوم بها الجماعة منذ 1979.

وعلى مدار 4 عقود كان الحرس الثوري الإيراني مسؤولا عن تخطيط وتنفيذ الهجمات الإرهابية العالمية والاغتيالات السياسية على الأراضي الأجنبية وسحق المعارضة الداخلية في إيران. ومنذ إنشائه كرس نفسه لتعزيز التشدد في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وإنشاء وتسليح وتدريب وتمويل بعض أكثر المنظمات الإرهابية دموية في العالم.

قوة اقتصادية

يعتبر الحرس الثوري قوة اقتصادية داخل إيران، حيث استثمر مبالغ كبيرة في السعي لتحقيق أهداف القوة الصلبة ونشر أفكارها في جميع أنحاء المنطقة من خلال القوة الناعمة.

ووفقا للتقديرات أنفقت إيران 30 مليار دولار منذ 2011 على الجهود المبذولة في سوريا وحدها لدعم نظام بشار الأسد. وأشارت التقارير إلى أن ما يقدر بـ 80000 مقاتل شيعي أجنبي تم تجنيدهم وتدريبهم من قبل الحرس الثوري الإيراني سافروا للقتال في سوريا.

سياسة مدمرة

يسيطر الحرس الثوري الإيراني على ما يقارب من 40% من الناتج المحلي الإجمالي لإيران، ومن المحتمل أن يكون للحظر تأثير طويل الأجل، ليس فقط على المنظمة، ولكن أيضا على الاقتصاد الإيراني.

ووصفت وزارة الخزانة الأمريكية الحرس الثوري الإيراني بأنه «أقوى ممثل اقتصادي في إيران، يهيمن على عدد من قطاعات الاقتصاد، بما في ذلك الطاقة والبناء والخدمات المصرفية»، ومن خلال معاقبة الحرس الثوري الإيراني بصفته جهة إرهابية، تسعى الإدارة الأمريكية إلى تقييد الشبكة الاقتصادية للحرس الثوري الإيراني لتقييد الأنشطة الشريرة للجماعة، وخاصة دعمها للجماعات الإسلامية العنيفة، مثل حزب الله اللبناني ولواء بدر العراقي. ويؤكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن التصنيف «يساعد على تجويع نظام خامنئي ويقوض تنفيذ سياسة الحرس الثوري المدمرة».

وأكدت أمريكا أن أي شركة تقدم دعما ماليا للحرس الثوري ستطالها العقوبات.

التصنيف الإرهابي.. لماذا؟

يهدف قرار تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية إلى عرقلة وصول أي شخص أو شركة إلى الميليشيات الإرهابية، ويعزز العقوبات الجنائية لأي شخص يقدم الدعم المادي إلى الحرس الثوري.

ويوضح التصنيف بوضوح أن التعامل مع الحرس الثوري الإيراني سيعتبر دعما للإرهاب، وهي خطوة لم يسبق لها مثيل، حيث إنها المرة الأولى التي تصنف فيها الولايات المتحدة ممثل دولة كمنظمة إرهابية.

جيش أيديولوجي

أنشئ الحرس الثوري الإيراني في مايو 1979، واعتبره الدستور الإيراني «جيشا أيديولوجيا» مكلفا بخدمة استراتيجية الثورة الإيرانية في الداخل والخارج على السواء.

وعلى عكس الجيش الإيراني النظامي (أرتش)، الذي هدفه الأساسي هو حماية وحدة أراضي إيران، فإن مهمة الحرس الثوري الرئيسة هي حماية وتعزيز مصالح نظام الملالي الإيراني في ولاية الفقيه. ولهذا السبب فإن الحرس الثوري الإيراني لا ينفصل عمليا عن مصلحة المؤسسة الدينية الإيرانية. ويشغل المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإيرانية، بما في ذلك الحرس الثوري.

وسعى الخميني، وهو أول زعيم ومرشد إيراني للثورة، ليس فقط إلى «إثبات الانقلاب» للجيش ولكن لإنشاء القوة الموالية التي ستكون قادرة على تحييد التهديدات للثورة، وقد تم تأكيد هذا محليا منذ عام 1979. وتم نشر الحرس الثوري ضد موجات الاحتجاجات المحلية في الأعوام 1993، 1999، 2003 ، 2009 ، 2017، وآخر ذلك في نوفمبر 2019.

توسيع الثورة

لم يكن ضمان بقاء النظام هو الهدف الوحيد بالنسبة إلى الخميني وأتباعه في إيران، فالهدف النهائي لم يكن قط دولة، لقد كان توسع الثورة وأيديولوجيتها.

وأعلن الخميني نفسه أن الثورة الإيرانية كانت «مجرد نقطة لبداية الثورة «وكان الحرس الإيراني محاولة الثوريين لتشكيل جيش يجعل هذه المدينة الفاضلة العابرة للحدود الوطنية ممكنة. ويؤكد الدستور الإيراني هذا الهدف، حيث ينص على أن الحرس الثوري الإيراني لديه «مهمة أيديولوجية للجهاد».

ووجدت الأبحاث السابقة التي أجراها معهد توني بلير أن الأيديولوجية الإيرانية لا يمكن فصلها تقريبا عن الرواية التي استخدمها كبار المسؤولين الإيرانيين، بمن فيهم قائد الحرس الثوري السابق قاسم سليماني.

عنف وتطرف

يتولى الحرس الثوري تدريب ضباطه وأعضائه على الأيديولوجية التي تقرها الدولة، والتي تتسم بالعنف والتطرف، وعلى نظام ولاية الفقيه الذي ينقل السلطة السياسية إلى رجال الدين.

ويلتزم الحرس بما يوصف بأنه تدريب «أيديولوجي- سياسي» للمجندين، عبر أساليب متطرفة وعنيفة، فهو يضع الغرب على رأس الأعداء، إضافة إلى المسيحيين واليهود، والإيرانيين الذين يعارضون النظام، ويدعو إلى الجهاد باسم تصدير الثورة.

مؤامرة عالمية

تشكل وثائق التدريب الأيديولوجية للحرس الثوري مؤامرة عالمية، ويرسخ قادة الحرس في عقول الصغار والجدد أن هناك تهديدا وجوديا للشيعة في العالم، من «المحور العربي الصهيوني - الغربي»، بما يغذي التوترات الطائفية الإقليمية، ويوهمونهم بأن دول الخليج السنية في شراكة ضمنية مع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، بهدف القضاء على الشيعة ومواقعهم المقدسة، وتحويل الانتباه عن القضية الفلسطينية.

ومن أجل بلورة هذه المؤامرة يدعي الحرس الثوري الإيراني أن السلفية أنشأها المستعمرون البريطانيون لتدمير الإسلام من الداخل. وتدعي وثائق الحرس أن داعش والقاعدة قد تم إنشاؤهما ودعمهما من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل ودول خليجية، بالإضافة إلى وسائل الإعلام الغربية، بما في ذلك هيئة الإذاعة البريطانية.

طموحات توسعية

- لدى الحرس الثوري الإيراني طموحات توسعية واضحة، فلا تشير كتب الحرس إلى إيران أو الإيرانيين في تأطير مهمتهم في المجندين، بل هدفهم هو توسيع وضمان بقاء ولاية الفقيه.

ويجري تقديم المرشد الأعلى آية الله خامنئي على أنه يتمتع بالاختصاص نفسه الذي يتمتع به الأئمة الاثني عشر.

وبالتالي تؤكد الكتب المدرسية أنه يتمتع بالسلطة الدينية لتوسيع حدود الإسلام، واستخدام الأموال العامة والأصول للمجتمع لتطوير برامج عسكرية وسياسية وثقافية وغيرها لتصدير الإسلام إلى بلدان أخرى.

تبرير القتل

لا يختلف الحرس الثوري في أفكاره عن داعش والقاعدة، فهو يبرر القتل والدمار، ويستبيح دماء المسيحيين واليهود والزرادشتيين، على أساس أن كتبهم المقدسة قد تم تشويهها وتغييرها، وأنهم «ليس لديهم إيمان حقيقي ومقبول»، ولا يعترف بأنهم من أصحاب الديانات السماوية، بل ينظر إليهم على أنهم عبدة للأوثان.

ويصف الحرس الثوري الإيراني أيضا التدابير نفسها، أي العنف ضد الأعداء، ويتلاعب بالكتب الدينية لتوفير مبرر لهذه الأعمال. وينص الحرس على أنه «من واجب المسلمين محاربتهم والضغط عليهم للتخلي عن معتقداتهم الملتوية وقبول الإسلام».

استهداف المعارضين

تستهدف أيديولوجية الحرس الثوري الإيراني معارضي النظام داخل إيران كأعداء للإسلام.

ويعرف الحرس «أعداء الإسلام» على أنهم ضد العقيدة الإسلامية وليس الدولة الإيرانية فقط. وفي المقام الأول، تقسم رؤية الحرس الثوري العالم إلى مسلمين (دار الإسلام) وغير مسلمين (دار الكفار).

وضمن ذلك، تشتمل الكتب على «المتآمرين الداخليين»و»أعداء الله» كأعداء لاستهداف المجندين، حيث سعى الحرس الثوري الإيراني إلى تعميم هذه الرواية لتبرير قتل المتظاهرين الإيرانيين في أحدث الاحتجاجات المناهضة للنظام في نوفمبر 2019.

زعزعة الاستقرار

لا يركز الحرس الثوري الإيراني على استراتيجيات زعزعة الاستقرار فحسب، بل يركز على رؤية بديلة لمجنديه، حيث يرسم صورة للمجتمع الإسلامي في عيون الدولة الإيرانية التي يجب حمايتها وتأمينها من قبل جنود الحرس الثوري الإيراني.

وتعتمد هذه الرؤية على العودة إلى النظام المتطرف، مع التركيز بشكل خاص على قدسية قيم الأسرة الدينية.