خالد محمد اليافعي

ماذا بعد البكالوريوس

السبت - 15 فبراير 2020

Sat - 15 Feb 2020

زوبعة من التخبطات الفكرية والتشتت الذهني تعصف بنسب ليست قليلة من الراغبين بإكمال دراستهم بعد المرحلة الثانوية. لا يعلمون حقا إلى أين يؤول بهم الحال، وما هي المسارات العلمية التي تناسبهم؟ ينطلقون للبحث عن كثب عن يانصيب التخصص الجامعي؛ طب، هندسة، إدارة، اجتماع! لا يعلمون حقا ماذا سيختارون؟ لكنهم حتما لا يرغبون بأن ينتهي بهم الحال دون تعليم وتعلم.

بعد كثير من البحث والاستطلاع استطاع إيجاد المجال الذي كان يعتقد أنه الملاذ الأخير لحياة مليئة بالاستقرار والرفاهية. لكن بمجرد الانتهاء من سنوات عجاف تذوق فيها مرارة الحياة وقسوة المعاناة وسهر الليالي، ارتطم بعقبات لم يكن يعيرها أي اهتمام، وهي التقدم إلى الوظيفة ثم الاستقرار المهني والأسري هذا جل ما يتمنى.

مع الأسف لم تكن الرياح تجري كما كان يشتهي! لا وظائف، لا رواتب، لا استقرار، وحالات من التوهان والضياع تعصف بذلك المسكين الذي وضع كل آماله فيما بعد مرحلة البكالوريوس مباشرة. شركات ترفضه بحجة عدم امتلاكه المهارات المتنوعة، وأخرى تزف له بشرى اليأس بأنك لا تمتلك الخبرات الكافية، وأخرى تغلق أمامه الأبواب بسبب عدم نيله بعض الدورات والمؤتمرات التطويرية.

حينها تكون الخيارات لديه محصورة ما بين محاولة الثبات مرة أخرى والحصول على تسلسلات جديدة من مسارات العلم، مثل درجة الماجستير، دورات تطويرية مكثفة، اختلاق المهارات المخفية، الحصول على الخبرة الكافية، أو الخيار الجالب للتعاسة والإحباط وهو الانتظار ولا غير الانتظار، والاعتماد على ما أسمية اليانصيب، يخبر نفسه أنه ربما يصادفه الحظ وتطلبه إحدى الشركات للعمل معها، والبعض الآخر لا يسعه سوى رمي التهم على تلك الشركات، وهذا لن يفضي إلى الحصول على حل يناسبه، بل سيطول به الزمن وهو ينتظر الفرج.

لا أعتقد البتة أن الاعتماد على شهادة واحدة فقط يمكن أن يفي بالغرض، دون دمجها مع عدد من الشهادات والدورات والمهارات والخبرات التي لا بد من التصاقها ببعضها البعض لتعد سيرة ذاتية إثرائيه تدعم موقفك بكل قوة. حينئذ لن يكون هناك أي صعوبات قد تواجهك عند رغبتك بإيجاد العمل الجيد الذي سيمكنك من الحصول على حياة مستقرة.