قانون البرغي والمفك
الأربعاء - 12 فبراير 2020
Wed - 12 Feb 2020
في كثير من الأحيان نتعامل مع بعض أمورنا الحياتية بشيء من الاستصغار، ولا نلقي لها أي اعتبار، وهي في الوقت نفسه واقع نعيشه ونتعايش معه، وعلى الرغم من بساطة هذه الأشياء ونظرتنا الدونية تجاهها، إلا أنها تعد القشة التي قد تقسم ظهر البعير وتعمل على التعطيل والتسيير، وهي رغم دقتها وحجمها المتواضع إلا أنها من الأسس الرئيسة الداعمة لصناعة الحياة، واستنادا لذلك ساق لنا المولى عز وجل في محكم تنزيله الكريم (وحملناه على ذات ألواح ودسر) سورة القمر الآية 13، وهي سفينة نوح عليه السلام، والشاهد في الآية الكريمة هو كلمة «دسر» ومفردها دسار، وهو المسمار الذي تشد به السفينة حتى يكتمل هيكلها وتتعاضد أجزاؤها، ويستطيع نبي الله أن يحمل عليها جميع الكائنات الحية.
وتوالت بعد ذلك أشكال عدة لصناعة المسمار وصولا لعام 1840، حيث طور الإنجليزي نيثلفولد المسمار التقليدي وأضاف لمسات فنية بشكل مستدير، وبعدها بسبعين عاما تقريبا ابتكر الكندي بيتر روبرتسون مفك البرغي، وحصل على شهادة براءة اختراع للإضافات التي أجراها على منتجه الفريد من نوعه آنذاك، وبعدها بأربعة وعشرين عاما ابتكر الأمريكي هنري فيليبس البرغي والمفك والمسمى فيليبس، وحصل أيضا على شهادة براءة على اختراعه التطويري، وبعد ثلاث سنوات أصبح البرغي أكثر استخداما وانتشارا في الصناعات الحديثة والعصرية.
من خلال هذا السرد التاريخي وهذه المقدمة، تعمدت أن أتوصل مع القارئ الكريم إلى أن هذا المنتج البسيط في حجمه وتصميمه، يمتلك الأثر المتعدي الكبير في فعاليته، وأخذ كل هذه الأزمنة لتطويره إلى أن وصل حاليا في صورته، وقانون «البرغي والمفك» الذي أطرحه من وجهة نظري السلوكية والمعرفية يحدث بقصد وغير قصد في سلوكياتنا وأنشطتنا الحياتية، ويتفاعل مع طبائعنا وسماتنا البشرية.
والمفك إن جاز التعبير أردت أن أسقطه رمزيا على الضغوط اليومية التي تمارس علينا بمختلف أنواعها النفسية والاجتماعية، والتي تجبرنا على التوجه القسري نحو أمور قد لا تعجبنا ولا نقتنع بها أحيانا، إيمانا ويقينا منا بأننا خلقنا في كبد، وهذا أمر مسلم به لا محالة، وهذا المفك بإلحاحه وضغطه الخارجي يوجهنا إلى اليمين تارة واليسار تارة أخرى، في طريقة عمله الديناميكية حال التثبيت أو حال الانفكاك، والبرغي في هذه الحالة يمثل جملة من حالاتنا النفسية وتراكماتنا المشاعرية القابعة في دواخلنا، فإذا أخذنا ذلك على أن الظروف تمنحنا الخبرة والدراية والمعرفة، انطلقنا باستراتيجية البرغي الذكية في إصراره الحلزوني لاختراق جسم المجتمع والحياة، للبحث بطريقة مرنة ورشيقة في الاستدارة والبحث والتنقيب أكثر وبعمق أكبر، فمرات تحكم علينا وأخرى تترك لنا المجال، وأحيانا لا نكاد ننفك من هذه الظروف المحيطة، ومرات يأتي المنقذ ليحل هذا البرغي ويريحنا قليلا من تكرار هذه الضغوط واستمراريتها.
فقانون «البرغي والمفك» أجده أسلوبا لمسايرة الحياة ومنهجية لتعديل السلوك وجملة لتحقيق الأهداف، وجميعها تعمل بلا كلل ولا ملل، والنظر لهذا القانون يكون كما أسلفت بنظرة إيجابية، ويعتمد ذلك أيضا على المقومات الشخصية والاستعدادات النفسية، فالظروف مكتوبة حتما على بني البشر، وعملية الإدراك والوعي تساعد في البحث والدوران والحفر على الأسطح والجدران كما هي منهجية المرونة للبرغي، فإن واجهتنا الظروف فهي مؤشر يجبرنا على التنقيب للوصول إلى تلك الأهداف العميقة. والأمر يرجع إلى الاستعدادات المحفزة التي تدفعنا وتحمسنا وتقودنا إلى تبني دور البرغي لاستجماع القوى النفسية بأسلوب إيجابي، للتخفيف من تعرضنا لضغوطات المفك الخارجي.
@Yos123Omar
وتوالت بعد ذلك أشكال عدة لصناعة المسمار وصولا لعام 1840، حيث طور الإنجليزي نيثلفولد المسمار التقليدي وأضاف لمسات فنية بشكل مستدير، وبعدها بسبعين عاما تقريبا ابتكر الكندي بيتر روبرتسون مفك البرغي، وحصل على شهادة براءة اختراع للإضافات التي أجراها على منتجه الفريد من نوعه آنذاك، وبعدها بأربعة وعشرين عاما ابتكر الأمريكي هنري فيليبس البرغي والمفك والمسمى فيليبس، وحصل أيضا على شهادة براءة على اختراعه التطويري، وبعد ثلاث سنوات أصبح البرغي أكثر استخداما وانتشارا في الصناعات الحديثة والعصرية.
من خلال هذا السرد التاريخي وهذه المقدمة، تعمدت أن أتوصل مع القارئ الكريم إلى أن هذا المنتج البسيط في حجمه وتصميمه، يمتلك الأثر المتعدي الكبير في فعاليته، وأخذ كل هذه الأزمنة لتطويره إلى أن وصل حاليا في صورته، وقانون «البرغي والمفك» الذي أطرحه من وجهة نظري السلوكية والمعرفية يحدث بقصد وغير قصد في سلوكياتنا وأنشطتنا الحياتية، ويتفاعل مع طبائعنا وسماتنا البشرية.
والمفك إن جاز التعبير أردت أن أسقطه رمزيا على الضغوط اليومية التي تمارس علينا بمختلف أنواعها النفسية والاجتماعية، والتي تجبرنا على التوجه القسري نحو أمور قد لا تعجبنا ولا نقتنع بها أحيانا، إيمانا ويقينا منا بأننا خلقنا في كبد، وهذا أمر مسلم به لا محالة، وهذا المفك بإلحاحه وضغطه الخارجي يوجهنا إلى اليمين تارة واليسار تارة أخرى، في طريقة عمله الديناميكية حال التثبيت أو حال الانفكاك، والبرغي في هذه الحالة يمثل جملة من حالاتنا النفسية وتراكماتنا المشاعرية القابعة في دواخلنا، فإذا أخذنا ذلك على أن الظروف تمنحنا الخبرة والدراية والمعرفة، انطلقنا باستراتيجية البرغي الذكية في إصراره الحلزوني لاختراق جسم المجتمع والحياة، للبحث بطريقة مرنة ورشيقة في الاستدارة والبحث والتنقيب أكثر وبعمق أكبر، فمرات تحكم علينا وأخرى تترك لنا المجال، وأحيانا لا نكاد ننفك من هذه الظروف المحيطة، ومرات يأتي المنقذ ليحل هذا البرغي ويريحنا قليلا من تكرار هذه الضغوط واستمراريتها.
فقانون «البرغي والمفك» أجده أسلوبا لمسايرة الحياة ومنهجية لتعديل السلوك وجملة لتحقيق الأهداف، وجميعها تعمل بلا كلل ولا ملل، والنظر لهذا القانون يكون كما أسلفت بنظرة إيجابية، ويعتمد ذلك أيضا على المقومات الشخصية والاستعدادات النفسية، فالظروف مكتوبة حتما على بني البشر، وعملية الإدراك والوعي تساعد في البحث والدوران والحفر على الأسطح والجدران كما هي منهجية المرونة للبرغي، فإن واجهتنا الظروف فهي مؤشر يجبرنا على التنقيب للوصول إلى تلك الأهداف العميقة. والأمر يرجع إلى الاستعدادات المحفزة التي تدفعنا وتحمسنا وتقودنا إلى تبني دور البرغي لاستجماع القوى النفسية بأسلوب إيجابي، للتخفيف من تعرضنا لضغوطات المفك الخارجي.
@Yos123Omar