العين الكاشفة!
تفاعل
تفاعل
الخميس - 23 يونيو 2016
Thu - 23 Jun 2016
جلس سمير مع أصدقائه في أحد المقاهي الشهيرة التي تعج بالبشر بشتى صنوفهم، كان المكان غريبا على سمير، إذ خيل إليه أنه يجلس في مكان تفوح منه رائحة قذرة لا يستطيع أن يطيقها، لكنّ أصدقاءه سعداء جدا ولا يبدو عليهم الضيق أو التقزز، وباقي الناس في كافة الجلسات بالمقهى تعمهم الفرحة والسرور وقليل من الكدر الذي يصاحب الإنسان كالقرين.
استغرب من تقبلهم لهذه العفونة والنتانة، كيف يعيش إنسان في هذا المكان المليء بالقاذورات! لم ينتبه سمير إلى سرّ هذه الرائحة، راح يتلفت يمنة ويسرة، يسأل أصدقاءه ويستفسر منهم، لكنهم أبدوا استغرابا مضاعفا لاستغرابه، بل اتهموه بالتوهم والدلال والنعومة، لكنه أفاق من غيبوبته عندما شاهد صديقه الآخر يأكل من صحن مليء بأعضاء بشرية، ووجده يستمتع بلذة الطعام، تجهمت ملامح سمير، وشعر وكأن أفاعي تنهش بطنه، نهض من مكانه كالملسوع، ليتأكد من باقي الجلسات، وإذا به يراهم يأكلون من صنوف كثيرة ومن أعضاء متفرقة بشرية وهم متلذذون ومستمتعون!
تساءل وهو يجري خارج المقهى وأنفاسه تتسارع، (ما الذي يحدث هنا، ما هذا المكان الفظيع، ما الذي يفعلونه، حتى رفاقي! كيف يأكل الإنسان أعضاء بشرية بكل لذة وكأنه يأكل كعكة شهية؟
اتصل به صديقه وقال له: ما الذي جعلك تغادر كالهارب؟
فأجابه سمير: لا أعلم.. صدقني لا أعلم، شاهدتكم تأكلون أعضاء بشرية دون أدنى تقزز!
فرد عليه صديقه ضاحكا: سمير! يبدو أنك تكثر من مشاهدة أفلام الرعب.. دعك من هذا الكلام الفارغ وارجع إلينا.
لم يتوان سمير وعاد ليتأكد ممّا رآه، وما إن دخل المقهى وإذا بالرائحة تفوح من المكان بصورة مفزعة فتحامل على نفسه ودخل المقهى ورمق الجلسات من حوله، وشاهدهم يأكلون من نفس الأعضاء وبطريقة تتفاوت، فمنهم من يأكل بنهم ومنهم من يستلذ، وقليل جدا منهم من يأكل متقززا وكأنه عارف بنوع الأكل الذي يلتهمه.
جلس مع رفاقه وبدأ سمير يدقق النظر ويصيخ السمع لرفاقه وفجأة اتسعت عيناه وكأنه أدرك حقيقة ما يراه، نعم لقد أدرك ما يحدث حوله، نعم إن ما يحدث حوله هي عادة لا تفارق كل مجلس إلا لماما، إن ما يراه هو تجسيد جريمة «الغيبة» التي نعلم مدى عظم ذنبها لكننا نتغافل عنها ونتناساها بحجج واهية وأعذار غير مقبولة.
ولك أن تتخيل عزيزي القارئ أنك تمتلك هذه العين الكاشفة ليوم واحد فقط، لترى فداحة ما نفعله بإدراك منّا أم بغير إدراك!
استغرب من تقبلهم لهذه العفونة والنتانة، كيف يعيش إنسان في هذا المكان المليء بالقاذورات! لم ينتبه سمير إلى سرّ هذه الرائحة، راح يتلفت يمنة ويسرة، يسأل أصدقاءه ويستفسر منهم، لكنهم أبدوا استغرابا مضاعفا لاستغرابه، بل اتهموه بالتوهم والدلال والنعومة، لكنه أفاق من غيبوبته عندما شاهد صديقه الآخر يأكل من صحن مليء بأعضاء بشرية، ووجده يستمتع بلذة الطعام، تجهمت ملامح سمير، وشعر وكأن أفاعي تنهش بطنه، نهض من مكانه كالملسوع، ليتأكد من باقي الجلسات، وإذا به يراهم يأكلون من صنوف كثيرة ومن أعضاء متفرقة بشرية وهم متلذذون ومستمتعون!
تساءل وهو يجري خارج المقهى وأنفاسه تتسارع، (ما الذي يحدث هنا، ما هذا المكان الفظيع، ما الذي يفعلونه، حتى رفاقي! كيف يأكل الإنسان أعضاء بشرية بكل لذة وكأنه يأكل كعكة شهية؟
اتصل به صديقه وقال له: ما الذي جعلك تغادر كالهارب؟
فأجابه سمير: لا أعلم.. صدقني لا أعلم، شاهدتكم تأكلون أعضاء بشرية دون أدنى تقزز!
فرد عليه صديقه ضاحكا: سمير! يبدو أنك تكثر من مشاهدة أفلام الرعب.. دعك من هذا الكلام الفارغ وارجع إلينا.
لم يتوان سمير وعاد ليتأكد ممّا رآه، وما إن دخل المقهى وإذا بالرائحة تفوح من المكان بصورة مفزعة فتحامل على نفسه ودخل المقهى ورمق الجلسات من حوله، وشاهدهم يأكلون من نفس الأعضاء وبطريقة تتفاوت، فمنهم من يأكل بنهم ومنهم من يستلذ، وقليل جدا منهم من يأكل متقززا وكأنه عارف بنوع الأكل الذي يلتهمه.
جلس مع رفاقه وبدأ سمير يدقق النظر ويصيخ السمع لرفاقه وفجأة اتسعت عيناه وكأنه أدرك حقيقة ما يراه، نعم لقد أدرك ما يحدث حوله، نعم إن ما يحدث حوله هي عادة لا تفارق كل مجلس إلا لماما، إن ما يراه هو تجسيد جريمة «الغيبة» التي نعلم مدى عظم ذنبها لكننا نتغافل عنها ونتناساها بحجج واهية وأعذار غير مقبولة.
ولك أن تتخيل عزيزي القارئ أنك تمتلك هذه العين الكاشفة ليوم واحد فقط، لترى فداحة ما نفعله بإدراك منّا أم بغير إدراك!