ربيع: رواية مشري الحصون تنعى القرية
الخميس - 23 يونيو 2016
Thu - 23 Jun 2016
أقر الدكتور محمد ربيع بأن التحولات الكبرى في القرية السعودية حدثت مع انهيار نظام العمل بإحلال الوظائف الرسمية محل العمل بالزراعة، ففقدت ثقافة القرية أواصر الارتباط الطبيعي بالأرض.
وقال في ورقته التي قدمها في الحلقة النقدية بنادي جدة الأدبي مساء أمس الأول، بعنوان (الرد بالكتابة ـ فنون القرية في أعمال المشري الروائية): من الغريب أن يتحول مكون ثقافي أساسي في حياة مجتمع ما إلى عمل مشبوه، وأشد غرابة من ذلك أن يتقبل هذه الشبهة الإنسان الذي عاش في ظل هذه الثقافة، وأن ينحاز ضد ما كان جزءا من تكوينه.
رواية الحصون
وقال: أحداث رواية الحصون لعبدالعزيز مشري تدور حول محادثات ليلية بين «المحدِث» الذي يملك مخزونا هائلا من تراث القرية، ومستمع له يسمى في الرواية «الصاحب»، هذا يسأل وذاك يجيب، حيث تشكل فنون القرية أساسا للرواية ومكونها الرئيس.
وأضاف ربيع «يبدو المشري في هذا العمل الروائي المخصص بكامله لفنون القرية وأغانيها كأنما يريد أن ينعاها ويذكِر باختفائها، ليلتقي صنيعه هذا مع الكثير المبثوث في أعماله من مظاهر النعي للقرية وما آلت إليه في ظل التحولات الجديدة التي مرت بها».
الرد بالكتابة
وأوضح أن استعارته لمفهوم «الرد بالكتابة» للنظر إلى أعمال المشري الروائية، كمفهوم يؤطر آداب ما بعد الكولونيالية، كما يقدمه كتاب (عودة إمبراطورية الكتابة) لبيل أشكروفت، تنطوي على ثلاثة معان:
من جهة أخرى قال الدكتور عبدالله الخطيب معقبا على الورقة «يبدو أن ما حدث في قرى مجتمعنا كان مغايرا عما حدث في معظم قرى العالم التي مرت هي الأخرى بتحولات كبرى على مستوى العلاقة مع المكان، وأشكال ممارسة (الاحتفاء). بمعنى أن ما حدث في قرية المشري وفي جميع القرى الأخرى في مجتمعنا أشبه ما يكون بعمليات تجويف ثقافي».
«حديث المشري عن المفهوم البرجوازي والفكر الاستهلاكي وإيقاع العصر لا يمكن له أن يحيل إلى ثقافة المركز التي تحاول أن تهيمن على ثقافات الأطراف، وإنما يحيل إلى أمر آخر يمكن تفهمه بوضع رؤاه التنظيرية في سياق تجربته، كما يمكن تفهمه بإعادة وصله بما كان يدور في الساحة الثقافية المحلية آنذاك من صراع بين اتجاهين متناقضين: الواقعية والحداثة».
سعيد السريحي – ناقد
«لماذا لم تجد كتابات المشري التأثير الذي يليق بإبداعه؟ وهل الاتكاء على الأيديولوجية الدينية شكل عائقا أكبر؟ وهل كانت أعمال المشري اختراقا مقصودا، أم إنها ردة فعل لتعلق نوستالجي بفنون القرية وتراثها؟ إن محاولتنا الإجابة على هذه الأسئلة قد تشكل في حد ذاتها (ردا بالكتابة) يقربنا خطوة نحو تحجيم الهيمنة وبناء الثقافة المنفتحة».
أميرة كشغري – ناقدة
وقال في ورقته التي قدمها في الحلقة النقدية بنادي جدة الأدبي مساء أمس الأول، بعنوان (الرد بالكتابة ـ فنون القرية في أعمال المشري الروائية): من الغريب أن يتحول مكون ثقافي أساسي في حياة مجتمع ما إلى عمل مشبوه، وأشد غرابة من ذلك أن يتقبل هذه الشبهة الإنسان الذي عاش في ظل هذه الثقافة، وأن ينحاز ضد ما كان جزءا من تكوينه.
رواية الحصون
وقال: أحداث رواية الحصون لعبدالعزيز مشري تدور حول محادثات ليلية بين «المحدِث» الذي يملك مخزونا هائلا من تراث القرية، ومستمع له يسمى في الرواية «الصاحب»، هذا يسأل وذاك يجيب، حيث تشكل فنون القرية أساسا للرواية ومكونها الرئيس.
وأضاف ربيع «يبدو المشري في هذا العمل الروائي المخصص بكامله لفنون القرية وأغانيها كأنما يريد أن ينعاها ويذكِر باختفائها، ليلتقي صنيعه هذا مع الكثير المبثوث في أعماله من مظاهر النعي للقرية وما آلت إليه في ظل التحولات الجديدة التي مرت بها».
الرد بالكتابة
وأوضح أن استعارته لمفهوم «الرد بالكتابة» للنظر إلى أعمال المشري الروائية، كمفهوم يؤطر آداب ما بعد الكولونيالية، كما يقدمه كتاب (عودة إمبراطورية الكتابة) لبيل أشكروفت، تنطوي على ثلاثة معان:
- أولها: «الرد على» القوي المهيمن والوقوف أمام هيمنته بسلاح الكتابة.
- ثانيها: «الاسترداد» بسلاح الكتابة ما فقد من مظاهر الهوية الثقافية بفعل الهيمنة.
- ثالثها: الرد بمعنى «الرفض» للهيمنة ورفض طمس معالم الهوية الثقافية.
من جهة أخرى قال الدكتور عبدالله الخطيب معقبا على الورقة «يبدو أن ما حدث في قرى مجتمعنا كان مغايرا عما حدث في معظم قرى العالم التي مرت هي الأخرى بتحولات كبرى على مستوى العلاقة مع المكان، وأشكال ممارسة (الاحتفاء). بمعنى أن ما حدث في قرية المشري وفي جميع القرى الأخرى في مجتمعنا أشبه ما يكون بعمليات تجويف ثقافي».
«حديث المشري عن المفهوم البرجوازي والفكر الاستهلاكي وإيقاع العصر لا يمكن له أن يحيل إلى ثقافة المركز التي تحاول أن تهيمن على ثقافات الأطراف، وإنما يحيل إلى أمر آخر يمكن تفهمه بوضع رؤاه التنظيرية في سياق تجربته، كما يمكن تفهمه بإعادة وصله بما كان يدور في الساحة الثقافية المحلية آنذاك من صراع بين اتجاهين متناقضين: الواقعية والحداثة».
سعيد السريحي – ناقد
«لماذا لم تجد كتابات المشري التأثير الذي يليق بإبداعه؟ وهل الاتكاء على الأيديولوجية الدينية شكل عائقا أكبر؟ وهل كانت أعمال المشري اختراقا مقصودا، أم إنها ردة فعل لتعلق نوستالجي بفنون القرية وتراثها؟ إن محاولتنا الإجابة على هذه الأسئلة قد تشكل في حد ذاتها (ردا بالكتابة) يقربنا خطوة نحو تحجيم الهيمنة وبناء الثقافة المنفتحة».
أميرة كشغري – ناقدة