ولي عهد إيران: الخلاص اقترب

قال لمجلة ناشيونال إنترست إنه يسعى لديمقراطية حقيقية في طهران طالب بـ«صندوق الإضراب» لمساعدة العمال على إسقاط نظام الملالي دعا إلى توحيد الجهود للإطاحة بالعمائم التي عزلت وطنه عن العالم
قال لمجلة ناشيونال إنترست إنه يسعى لديمقراطية حقيقية في طهران طالب بـ«صندوق الإضراب» لمساعدة العمال على إسقاط نظام الملالي دعا إلى توحيد الجهود للإطاحة بالعمائم التي عزلت وطنه عن العالم

الجمعة - 07 فبراير 2020

Fri - 07 Feb 2020

«الخلاص اقترب، ربما يكون بعد شهور قليلة جدا، نظام خامنئي ينهار»، هكذا قال الأمير رضا بهلوي ولي عهد إيران، في مقابلة مع مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية.

كلمات ابن الشاه الإيراني السابق محمد رضا بهلوي جذبت أنظام الصحافة العالمية، وكانت محط انتباه الكثيرين، ولا سيما أنها جاءت في وقت دقيق تشهد بلاده فيه احتجاجات لا تتوقف بسبب القمع والفساد ورعاية الإرهاب، فيما ما زال نظام الملالي الحالي يتبنى عقيدة الدم والقتل والدمار، ويواصل حياكة مؤامراته في المنطقة.

لا يريد رضا بهلوي أن يكون ملكا لإيران، واقترح في حواره الإعلامي نظاما متعدد الأحزاب، لكنه بالتأكيد يريد المساعدة في التخطيط لوقوع انقلاب عسكري يطيح بالمرشد الأعلى علي خامنئي وأتباعه، حيث طالب بعمل «صندوق الإضراب» لمساعدة العمال البسطاء في إيران على تنفيذ خطة إضراب طويلة تسقط حكومة روحاني، وتطيح بالعمائم التي وضعت طهران في عزلة كبيرة عن العالم.

الأغلبية الصامتة

يؤكد رضا بهلوي أنه يتحدث باسم الأغلبية الصامتة الذين لا يستطيعون أن يعلنوا ذلك صراحة داخل البلاد، لكنهم يرغبون في أن يستخدم الأمير المنبر نيابة عنهم، ويدعو عناصر الحرس الثوري إلى الانشقاق عن النظام لتسهيل حدوث انتقال أكثر سلاسة في السلطة، يرتكز على استراتيجية أساسها العصيان المدني السلمي، بحسب تقرير من مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية.

وشدد على ضرورة تكاتف كل الجهود من أجل تنسيق العمل لإسقاط المرشد الأعلى علي خامنئي ونظامه الذي يزداد قمعا وتجبرا على الشعب الإيراني الأعزل، ويصدر الإرهاب إلى العالم، ويواصل جرائم القتل والتدمير بشكل يومي.

خطة بهلوي

طرح بهلوي خطته لتحويل إيران إلى نظام متعدد الأحزاب في إحدى المناسبات التي استضافها مايك دوران، أحد كبار الباحثين في معهد هدسون الذي يضم عددا ممن يسمون بالصقور أو المتشددين، ويشجع الصقور المحيطين بإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ومن بينهم مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، تأييد عملية تغيير النظام الإيراني تماما، لكنهم لم يقدموا بديلا جيدا لنظام ولاية الفقيه الحالي.

يقول بهلوي إنه يرفض المطالبة باستعادة عرش البلاد، وقال لمجلة ناشيونال إنترست «أود أن أكون على هذا الجانب لأواجه السلطات وأدافع عن حقوق الناس حتى نتمكن من إقامة ديمقراطية حقيقية نكون فيها مسؤولين أمام الناس، بدلا من أن أكون في موقف القائمين على الحكم أو السلطة، أنا لا أرى أن هذا هو دوري».

وعندما سئل لماذا يكون لصوته أهمية إذا لم يعد يطالب باستعادة العرش؟ قال بهلوي «عليك أن تسأل شعب إيران في هذا الأمر»، ومن غير الواضح ما الذي كان يشير إليه.

صندوق الإضراب

رسم بهلوي صورة لإيران على أنها على شفا الانهيار، وقدم خطته باعتبارها الطريقة الوحيدة لإدارة الانفجار الداخلي المقبل بأدنى قدر من الخسائر، وذكر ولي العهد السابق أن المناخ الآن في البلاد يذكره بـالأشهر الثلاثة الأخيرة عام 1978 قبل الإطاحة بوالده.

وأضاف بهلوي «لطالما سعيت إلى تكثيف حواراتي باستمرار مع أشخاص داخل إيران، وهؤلاء الأشخاص يمكن أن يمثلوا قوى التغيير، نظرا لتمتعهم بالمهارات الإدارية اللازمة»، موضحا أن «هؤلاء الأشخاص بمنتهى الصراحة مضطرون في ظل هذه الظروف إلى العمل سرا؛ لأنه لا يمكن الكشف عن شخصياتهم قبل الأوان، ومن ثم يمكن أن يكونوا بمثابة مكونات أساسية لسد هذه الفجوة».

وطلب بهلوي من المجتمع الدولي تمويل ما يسمى بـ»صندوق الإضراب»؛ ليتيح للعمال الإيرانيين تعطيل البلاد، وناشد إدارة ترمب بمواصلة حملتها المتمثلة في فرض أقصى ضغوط اقتصادية لتحقيق هدف صريح وهو القضاء على إيران.

خلاص الإيرانيين

وقال بهلوي، الذي يعيش في ولاية ميريلاند الأمريكية «إن أفراد الشعب الإيراني سيشدون الحزام إذا أدركوا أن التضحية التي يتعين عليهم تحملها والمتمثلة في الصعوبات الاقتصادية هي في الواقع جزء من خلاصهم».

إن دعاة تغيير النظام الإيراني في واشنطن رأوا حظوظهم ترتفع وتنخفض، ثم ترتفع مرة أخرى بسرعة هائلة، إذ أمر ترمب باغتيال اللواء الإيراني قاسم سليماني في 3 يناير، ولكنه أكد أن إيران تبدو وكأنها استرخت بعد أن أطلقت عشرات الصواريخ على قاعدة أمريكية في العراق.

استعادة العرش

وأكد بهلوي أن عودة ظهور الشعارات التي تطالب بإسقاط النظام تدل على أن بعض جوانب الخوف قد تبددت، ويبدو أن وزارة الخارجية الأمريكية تتبنى التقييم نفسه، وتردد أنها ألغت الحظر المفروض على اجتماع أعضاء مجاهدي خلق بعد أقل من أسبوع من إصداره.

وتؤيد الإدارة الأمريكية الآن دعاة استعادة العرش البهلوي، ونشر حسابها الرسمي على تويتر شريط فيديو يعبر عن الحنين إلى حكم الشاه بهلوي قبل ساعات قليلة من المناسبة التي نظمها معهد هدسون، وحضرها ولي العهد الإيراني السابق.

خيانة الشعب

وفي كلمته أمام معهد هدسون، أيد بهلوي بشكل كبير حملة «الضغوط القصوى» التي يقوم بها الرئيس دونالد ترمب ضد إيران، والتي تسعى لعزل النظام من خلال فرض عقوبات قاسية عليه، مشيرا إلى أن المفاوضات السابقة فشلت، وقال بهلوي «حان الوقت لندرك أن هذا ليس نظاما طبيعيا، وأن هذا النظام لن يغير من سلوكه».

وأضاف «الإيرانيون يدركون أنه لا يمكن إصلاح هذا النظام الذي يجب الإطاحة به»، ولفت إلى أن الإيرانيين «يتوقعون من العالم أن يظهر أكثر من مجرد دعم معنوي، ويتوقعون أيضا ألا تتم خيانتهم باسم الدبلوماسية والتفاوض».

وأكد بهلوي أن الإيرانيين «هذه المرة يشمون رائحة هذه الفرصة للمرة الأولى منذ 40 عاما».

أحداث طهران

وأمرت وزارة الخارجية دبلوماسييها في 7 يناير بعدم لقاء أعضاء منظمة مجاهدي خلق المعارضة، وهي جماعة عسكرية سابقة مثيرة للجدل تقدم نفسها على أنها حكومة إيرانية في المنفى، فضلا عن جماعة انفصالية كردية.

واعترفت الحكومة الإيرانية أنها أسقطت بطريق الخطأ طائرة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية، الرحلة 752، وسط حالة من الفوضى، بعد تكتم على تفاصيل الحادث لمدة ثلاثة أيام.

وتسبب ذلك في تحويل الاحتجاجات التي اندلعت في الحرم الجامعي إثر مقتل 176 ضحية كانوا على متن رحلة الطيران رقم 752 إلى احتجاجات واسعة النطاق ضد الحكومة، ولم يعلن عن مقتل أي شخص نتيجة للإجراءات القمعية التي مارستها الحكومة لفرض النظام، على عكس ما جرى في شهر نوفمبر، عندما قتلت قوات الأمن مئات الأشخاص ردا على احتجاجات واسعة النطاق من الطبقة العاملة.

سلالة بهلوي

بدأت سلالة بهلوي مسيرتها في إيران عام 1921 عندما أطاح ضابط قوزاق فارسي يدعى رضا خان بأسرة قاجار الأكبر في تغيير عسكري، واتخذ لنفسه لقب الشاه رضا بهلوي، تيمنا بإمبراطورية فارسية سادت في العصور الوسطى، وحكم حتى عام 1941 عندما طردت قوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية المستشارين النازيين من إيران وأجبرت الشاه الموالي لألمانيا على التنازل عن العرش.

تولى ابنه محمد رضا العرش، واتخذ لنفسه لقب نور الآريين، وفر البهلوي الأصغر سنا من البلاد لفترة قصيرة بعد أن خسر صراعا على السلطة مع رئيس الوزراء الوطني محمد مصدق في عام 1953، ولكن خلال فترة وجيزة أعيد تنصيبه على العرش عبر تغيير عسكري ساندته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وعندما علم محمد رضا بنجاح عودته، ذكر أنه صرخ قائلا «عرفت أن هذا سيحدث! إنهم يحبونني».

الحكم للتاريخ

وقال بهلوي الصغير للمجلة «أترك الحكم للمؤرخين تحديد ما كان عليه الأمر، ولكن عادة ما يكون الانقلاب من أسفل هرم السلطة إلى أعلاه، وليس من قمة الهرم لأسفله»، وأصر الأمير الصغير على أنه لا توجد آلية محددة تقول إن أمر والده للجيش بإسقاط مصدق كان أمرا غير دستوري.

وفي عام 1975 حظرت أسرة بهلوي الحاكمة الأحزاب السياسية، وذكر رئيس منظمة العفو الدولية إيفان موريس، في خطاب له عن التعذيب في العام التالي، أن إيران لديها أسوأ سجل للقمع السياسي في العالم، لكن أسرة بهلوي سقطت في نهاية عام 1979 عندما أطاح الثوار المعادون للولايات المتحدة بالشاه محمد رضا، ونصبوا مكانه النظام الحاكم الحالي.

مات في مصر

وتوفي الشاه محمد رضا بهلوي بسبب إصابته بمرض السرطان في أحد المستشفيات المصرية عام 1980، لكن ابنه الأكبر في المنفى، رضا الثاني، لا يزال نشطا سياسيا، ويطلقون عليه ولي العهد ووريث الحكم في إيران، وهو اللقب الذي يلقى قبولا في المواد الصادرة عن معهد هدسون.

وقال بهلوي في لقائه في معهد هدسون «غالبية الناس الذين كانوا ضد نظام والدي قالوا: دعوا الشاه يذهب، ثم سنرى ما سوف يحدث»، وأضاف «حسنا، يمكنكم أن تتوقعوا ما هو الوضع الآن؟ لا نريد أن نقع مرة أخرى في فخ العجز عن التنبؤ بالأحداث».

من هو ولي عهد إيران


  • الأمير رضا بهلوي يحمل لقب ولي العهد.



  • يعد الابن الأكبر لشاه إيران محمد رضا بهلوي.



  • والدته هي فرح ديبا الزوجة الثالثة للشاه.



  • ولد في مدينة طهران في 31 أكتوبر 1960.



  • كان في الولايات المتحدة الأمريكية أثناء اندلاع الثورة الخمينية عام 1979.



  • انتقل إلى العيش مع باقي أسرته في الولايات المتحدة الأمريكية.