التاريخ يساند ترمب ضد إيران

مراكز الأبحاث: التاريخ يساند ترمب في حملة «الضغط القصوى» على طهران نظام الخميني أطلق شرارة العداء واحتجز الدبلوماسيين 444 يوما استضافة أمريكا لمريض السرطان دفعت الإيرانيين لاقتحام السفارة فشل كارتر في حسم أزمة الرهائن دفع الناخبين إلى رفض بقائه حزب الله اختطف 96 رهينة من 21 دولة ونشر التوتر والقلق في العالم
مراكز الأبحاث: التاريخ يساند ترمب في حملة «الضغط القصوى» على طهران نظام الخميني أطلق شرارة العداء واحتجز الدبلوماسيين 444 يوما استضافة أمريكا لمريض السرطان دفعت الإيرانيين لاقتحام السفارة فشل كارتر في حسم أزمة الرهائن دفع الناخبين إلى رفض بقائه حزب الله اختطف 96 رهينة من 21 دولة ونشر التوتر والقلق في العالم

السبت - 01 فبراير 2020

Sat - 01 Feb 2020

يقف التاريخ في صالح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، عندما يتعلق الأمر بسياسته مع إيران، وترى مراكز الأبحاث في الولايات المتحدة الأمريكية أنه لم يكن المسؤول عن دق طبول الحرب، ووصول العلاقة إلى درجة الغليان.

يتفق معهد الولايات المتحدة للسلام، مع معهد بروكينز ومكتبة الرئيس السابق جيمي كارتر، على أن إيران أطلقت شرارة العداء مع اندلاع الثورة الخمينية قبل 41 عاما، حيث وصل التوتر إلى أشده في عهد الرئيسين جيمي كارتر ودونالد ريجان، بل إن المعالجة الهادئة لأزمة الرهائن وعدم الضرب بقوة لردع النظام الإيراني كانت وراء عدم انتخاب الأول لفترة ثانية، وأسقطت فضيحة «إيران كونترا» الثاني.

منذ الثورة الإيرانية عام 1979 وضعت الولايات المتحدة وإيران «قوانين للعب» بتوجهات مختلفة، وبات تراخي أي إدارة في ردع نظام الملالي يعجل برحيلها، ويسهم في إضاعة هيبة القوى العظمى الأولى في العالم.

إرث كارتر

تذكر صفحة في مكتبة جيمي كارتر، كثيرا من التفاصيل حول أزمة الرهائن، عندما تولى منصبه في يناير عام 1977، وهو الرئيس رقم 39 للولايات المتحدة الأمريكية الذي تولى المسؤولية على مدار 4 أعوام، وقد ورث علاقة فريدة مع إيران وحاكمها الطموح محمد رضا شاه بهلوي.

وخلال العامين الأولين من إدارته فوجئت واشنطن وقوات الشاه بسرعة الأحداث، ولم يستطع الشاه السيطرة على الأوضاع، واستولت قوات المعارضة، بقيادة آية الله روح الله الخميني من الخارج، على شوارع طهران في ديسمبر 1978، وغادر الشاه البلاد في الشهر التالي.

عاد الخميني إلى طهران في الأول من فبراير 1979، وبعد 10 أيام سقط النظام الملكي وحلت محله حكومة ثورية متطرفة ما زالت تتولى مقاليد الأمور حتى الآن.

الاستيلاء على السفارة

في أكتوبر 1979، سمح الرئيس الأمريكي جيمي كارتر على مضض للشاه الذي كان يعاني من مرض سرطان الغدد الليمفاوية، بدخول الولايات المتحدة لتلقي العلاج، وأثار ذلك رد فعل عنيفا في طهران، هجم الغوغائيون من الطلاب على السفارة الأمريكية في 4 نوفمبر، وأخذوا شاغليها سجناء، وطالبوا بإعادة الشاه وأصوله المالية إلى إيران، وألقى الخميني دعمه خلف الطلاب وتم طرد حكومة بازارجان وهي أول حكومة بعد سقوط الشاه، وبدأ حصار استمر 444 يوما، يشار إليه عادة باسم أزمة الرهائن.

أزمة الرهائن

نظرت إيران علنا في سحب جميع ودائعها من البنوك الغربية، لكن الولايات المتحدة ردت بتجميد جميع الأصول الإيرانية المودعة في الغرب، والتي وصلت إلى 12 مليار دولار، وسط التداعيات السريعة لأزمة الرهائن.

تم تجميد برنامج شراء الأسلحة الضخم الذي بدأه الشاه، وإلغاء أو بيع عديد من أنظمة الأسلحة بما في ذلك السفن الحربية الكبرى التي كانت قيد الإنشاء، واستخدمت العائدات لدفع تكاليف إنهاء العقود الكثيرة.

كان الرئيس كارتر مدفوعا بشكل أساسي في عملية صنع القرار من خلال الاهتمام بقضية الرهائن، وعندما هددت إيران بتقديمهم للمحاكمة، أرسل مذكرة خاصة إلى قادة إيران يحذرون فيها من أنه إذا تم إيذاء أي من الرهائن، فستوقف الولايات المتحدة التجارة الإيرانية.

لم تعترف إيران بالرسالة أبدا، لكن الحديث عن المحاكمات توقف، وعندما تم تشخيص أحد الرهائن ريتشارد كوين بمرض التصلب المتعدد، أعادته إيران بسرعة إلى الولايات المتحدة.

حملة الضغط

كانت حملة «الضغط» الأمريكية، واحدة من أكثر الحملات الدبلوماسية شمولا في التاريخ الأمريكي لإجبار الحكومة الإيرانية الثورية على الإفراج عن الرهائن، وتم إقناع الدول في جميع أنحاء العالم ورجال الدولة الإسلاميين الرئيسيين بالتدخل مع القيادة الإيرانية على أساس أن احتجاز السجناء الدبلوماسيين يمثل انتهاكا واضحا ليس فقط للقانون الدولي، ولكن أيضا للقانون والممارسات الإسلامية.

فشل الإنقاذ

فكرت إدارة كارتر في مهمة إنقاذ خلال الأيام الأولى للأزمة، لكنها رفضت سريعا باعتبارها غير قابلة للتطبيق.

جرى احتجاز الرهائن الـ 52 داخل مجمع محصن في قلب مدينة معادية بعيدة عن أي منشآت عسكرية أمريكية، ولكن في أوائل عام 1980، حدث عديد من التطورات لعملية إنقاذ أكثر جدوى. طورت المخابرات الأمريكية شبكة من العملاء في إيران، وحددت الاستطلاع أيضا عددا من المنشآت الإيرانية التي يمكن استخدامها لدعم هذه المهمة.

تدربت القوات الخاصة منذ أشهر على الاختراق الفعلي لجدران السفارة، وكانت هناك معلومات جديدة متاحة حول الموقع المحدد لكل رهينة داخل مجمع السفارة.

بدأت المهمة ليلة 24-25 أبريل، وتضمنت 8 طائرات هليكوبتر نقل عسكرية كبيرة أطلقت من حاملة أمريكية في خليج عمان، واجهت البعثة مشكلة في وقت مبكر، وفشلت بسبب عوامل جوية أدت إلى مقتل 8 جنود، وأعلن كارتر عن فشل البعثة وتوضيح أن هذه كانت مهمة إنقاذ محدودة وليست غزوا عسكريا، وحتى إعلان تفاصيل الخطة لم تكن إيران على علم بالعملية.

تحدي ريجان

مع أداء الرئيس 40 للولايات المتحدة الأمريكية دونالد ريجان لليمين الدستورية في 20 يناير 1981، أطلقت إيران سراح 52 أمريكيا احتجزوا كرهائن في السفارة الأمريكية في طهران لمدة 444 يوما.

كان التوقيت متعمدا، حيث لم يرغب النظام في إطلاق سراح الرهائن إلا بعد أن غادر جيمي كارتر الذي دعم الشاه وسمح له بدخول الولايات المتحدة، خافت إيران من تعرضها لهجوم كاسح من إدارة جمهورية جديدة تعهدت باتخاذ موقف أكثر صرامة بشأن الإرهاب وقضية الرهائن.

إرهاب حزب الله

كان حزب الله الإرهابي، أحد أذرع الشر الإيرانية، مسؤولا عن أول تفجيرات انتحارية ضد أهداف أمريكية في عامي 1983 و1984 على سفارتين أمريكيتين في بيروت، وثكنات قوات حفظ السلام الأمريكية.

وفي عام 1982 بدأ حزب الله أيضا اختطاف الأمريكيين وغيرهم من الغربيين، في محاولة أخرى لإجبار الولايات المتحدة على إنهاء تدخلها السياسي والعسكري في لبنان، وكان من بين الرهائن رئيس محطة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام باكلي، الذي قبض عليه عام 1984، وتعرض للتعذيب والقتل في نهاية المطاف، وبين عامي 1982 و1991، جرى اختطاف 96 رهينة على الأقل من 21 دولة، بحسب موقع متحدون ضد إيران.

فضيحة إيران كونترا

خلال فترة ولايتها الثانية، أجرت إدارة ريجان اتصالات سرية مع إيران، استند التواصل إلى الاعتقاد الخاطئ بأن النظام الإيراني ضم بعض السياسيين «المعتدلين» الذين كانوا مستعدين لعقد صفقة مع الولايات المتحدة، في وقت كان فيه إيرانيون آخرون يضغطون من أجل تحالف مع الاتحاد السوفيتي.

عام 1985، وقع ريجان على اكتشاف يجيز برنامجا سريا لتوفير الأسلحة، يتم توجيهه مبدئيا عبر إسرائيل للقوات الإيرانية التي تم ضغطها بواسطة عملية ستانتش، كانت واشنطن تأمل أن يساعد الإيرانيون بدورهم في تحرير الرهائن الأمريكيين المحتجزين في لبنان من قبل حزب الله.

وفي تطور دون علم ريجان، جرى إيداع الأموال الناتجة من مبيعات الأسلحة لإيران سرا في البنوك السويسرية لتمويل كونتراس، وهي جماعة معادية للشيوعية تقاتل حكومة نيكاراغوا، وجرى الكشف عن تفاصيل قضية إيران كونترا السرية عام 1986، وهي القضية التي أسقطت ريجان. وفي النهاية، اختطف حزب الله 3 أمريكيين آخرين في بيروت، بحسب بحث من جامعة بروان.

حرب الناقلات

كان التحدي الأخير لإدارة ريجان هو ضمان المرور الحر للنفط المصدر من الخليج إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أدت الحرب بين إيران والعراق التي استمرت 8 سنوات في عدم الاستقرار المتزايد الذي امتد إلى ممرات الشحن في الخليج.

وفي نهاية فترة ولاية ريجان الأولى، اندلعت ما سميت حرب الناقلات عندما هاجم العراق ناقلات النفط الإيرانية ومحطة نفطها في جزيرة الخارج، واستمر الصراع بين حكام الملالي وأمريكا حتى جاءت إدارة أمريكية جديدة.