برجس حمود البرجس

عدادات الكهرباء الذكية

الثلاثاء - 28 يناير 2020

Tue - 28 Jan 2020

اقتربت رحلة الـ120 مليون زيارة سنويا لقراءة عدادات كهرباء المنازل بالمملكة والمتاجر والمصانع والمباني الحكومية إلى نهايتها، فالعدادات الالكترونية الذكية قادمة قريبا، حاملة معها مزايا كثيرة، ومواكبة للتحولات الرقمية والتكنولوجية وذكاء الأعمال بفوائدها العديدة.

عدادات الكهرباء الالكترونية الذكية وربطها عبر شبكات الاتصالات بمركز رئيسي للكمبيوتر داخل شركة الكهرباء أمر مهم وضروري لأسباب كثيرة ومفيدة. كل شيء حولنا يتغير ويتطور، وتتطور طريقة أعماله فالتكنولوجيا غيرت مفاهيم وطرق الأعمال. الأتمتة والفوائد التكنولوجية ليست فقط لأعمال السداد وتقديم الخدمات، بل حتى في عناصر مهمة في الخدمات المقدمة.

العدادات الذكية - وأحيانا تسمى العدادات الالكترونية - فوائدها كثيرة، والفائدة الرئيسية هي تحويل العداد الميكانيكي إلى الكتروني، حيث يمكن معرفة أي خلل به «عن بعد» وإصلاحه أيضا «عن بعد» ويكون متصلا دائما بمركز رئيسي بالشركة، ويمكن أيضا فحصه بشكل دوري، وبه مؤشرات ترسل إلى المركز عند أي خلل، ويمكن فصل التيار عنه إذا حدث خطأ أو حريق لا قدر الله، وفصل التيار وإعادته «عن بعد»، وهناك مزايا أخرى كثيرة تشغيلية تتاح من خلال التواصل المستمر مع المركز الرئيسي.

شركة الكهرباء وقعت عقودا مع تحالف شركات لتحويل العدادات من عدادات ميكانيكية تقليدية إلى الكترونية لنحو 10 ملايين عداد ستركب خلال 15 شهرا ابتداء من الأسبوع المقبل، وهذا سيغطي جميع العدادات الكهربائية بالمملكة.

العدادات الحالية الميكانيكية التقليدية تتوجب قراءاتها من قبل أشخاص يقفون عليها أمام كل منزل وكل شقة وكل مدرسة وكل متجر ومصنع والمحلات والمستشفيات.. إلخ، وهو وقوف فعلي وقراءة حقيقية لنحو 10 مليون عداد خلال 120 مليون زيارة سنويا، وهذا معرض لبعض النسب من القراءات الخاطئة -أخطاء بشرية - والتي تلزم تصحيحها في قراءة الشهر الذي يليه. الآن ستصبح القراءة الكترونية بشكل أدق وسريع.

هذا المشروع سيفتح وظائف لتصنيع العدادات، حيث إن 35% منها سيُصنّع محليا، وأعمال متقدمة لمراقبتها «عن بعد» وصيانتها والتحكم بها، ووظائف صيانة وتشغيل الكترونية تتماشى مع التقدم العالمي لنوعية الوظائف والأعمال.

ميزة التنبؤ بعطل العداد الكهربائي ومزايا التنبيه عند حصول خلل بالعداد وعند انقطاع التيار وإصلاحه وإعادة الكهرباء للمساكن والمحلات تسهم في حل المشاكل الحالية المرتبطة بصعوبة الوصول، ففكرة العدادات الالكترونية للكهرباء أتت أساسا لتعالج مشاكل بالعمل التقليدي، والذي تعاني منه جميع دول العالم.

عند اكتمال مشروع العدادات الالكترونية سيكون المجال مفتوحا للإبداع بالتطبيقات التي تسهل وتشارك إيجابيا في التعامل مع فاتورتك الشهرية، حيث سيمكن تطوير تطبيقات على أجهزة الهواتف الذكية تستطيع من خلالها معرفة استهلاكك، وكم وصلت فاتورتك الشهرية في أي يوم من أيام الشهر، وهذا سيكون محفزا للترشيد بالاستهلاك والتوفير لكل الزوائد.

ستتيح أيضا بعض التطبيقات معرفة مصروفك الشهري مقارنة بأسر مشابهة لظروفك، تخيل أنك تعرف حجم استهلاكك الشهري مقارنة بكل الأسر التي تسكن بالمملكة في ظروف مناخية مشابهة لمدينتك ولديهم عدد أفراد الأسرة نفسه ويسكنون في وحدة سكنية مشابهة لمسكنك، هذا سيساعد الكل على معرفة أشياء موجودة اليوم، ولكن بدون تكنولوجيا والكترونيات لا نعرف مكانتنا هل نحن معتدلون في الاستهلاك أم مقتصدون أم مسرفون؟

مشروع العدادات الكهربائية الالكترونية الذكية مشروع يتماشى مع التحولات الرقمية ومع تطوير الأعمال وتطويرنا لكل أجهزتنا المنزلية والمحمولة في المنازل والمكاتب والمحلات، نسأل الله التوفيق للمشروع والقائمين عليه وإتمامه بأفضل نتائج للمواطن والتاجر وبقية المستفيدين من خدمات شركة الكهرباء.

Barjasbh@