الإهمال يحول عين زبيدة إلى أحراش ومستنقعات

السبت - 18 يناير 2020

Sat - 18 Jan 2020

بعد نحو 1200 عام في خدمة سقاية حجاج بيت الله الحرام، تحولت عين زبيدة بفعل الأمطار التي هطلت أخيرا إلى أحراش ومستنقعات وبرك عقب خروج المياه عن مسار العين، بسبب تدمير أجزاء منها.

وأوضح الباحث في تاريخ مكة الدكتور سمير برقة للصحيفة أن مجرى العين لم يعد متصلا ببعضه بعضا، بعد تدمير أجزاء منه وإقامة عقارات على سطحه، قطعت الطريق على المجرى، وحالت دون وصول المياه إلى القناطر بمنطقة الشرائع.

وأضاف أن تدفق مياه العين قادمة من جهة الأصل والتجمع، وهو وادي حنين وجبل طاد في شمال شرق مكة المكرمة، وصولا لشرائع النخل، حيث سحبت المياه من مكانين معروفين، أحدهما وادي النعمان أسفل جبل كرا، والآخر وادي حنين جهة جبل طاد الذي يعرف اليوم بشرائع النخل، والمكانان تتدفق منهما مياه الأمطار.

وتابع أنه «لما بلغ زبيدة زوجة هارون الرشيد معاناة الناس في مكة وتحملهم المشاق بسبب قلة المياه أمرت جماعة من المهندسين بجلب مياه العيون من خارج حدود حرم مكة المكرمة وإيصال مياهها إلى داخل منطقة الحرم، وبعثت بأموال طائلة لتحقيق هدفها وعلى هذا فقد أخذت الأعمال على طريقين هما عين حنين وعين عرفة، واتجه المهندسون والعمال إلى منطقة عين حنين التي اشترت زبيدة بساتينها وأنشؤوا في موضع ذلك سدا لاجتماع السيول المغذية بمياهها لتلك المنطقة وجلبوا المياه عبر القنوات إلى مكة المكرمة وكان ذلك في عام 194، حيث تقدر المسافة من المنطقة التي بها موضع نبع عين إلى المسجد الحرام بنحو 41 كلم، وقد مرت على القناة أعمال إصلاح وترميم في العصور الإسلامية المختلفة إلى أن توقفت مياهها الرئيسة في بداية القرن الرابع عشر للهجرة».

ودعا برقة الجهات ذات العلاقة إلى الاهتمام بالعين والاستفادة منها في المتنزهات والتراث والتاريخ، وإقامة مرفق مائي يكون محطة سياحية وترفيهية يستفيد منها أهالي مكة والمعتمرون والزوار طوال أيام العام.