الحوثيون ينهبون العملة الوطنية الجديدة

الجمعة - 17 يناير 2020

Fri - 17 Jan 2020

بعد ساعات من إحاطة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث بشأن اليمن وتقديمه ثلاثة مقترحات لمجلس الأمن الدولي للمساعدة في حل الأزمة اليمنية، تشمل التشجيع على المحافظة على خفض الأعمال العدائية، وتقديم الدعم الكامل لاتفاقيتي الحديدة (غرب) والرياض، والإسراع بإجراءات بناء الثقة بين الأطراف اليمنية، حشدت ميليشيات الحوثي عناصرها باتجاه جبهتي الساحل الغربي بالحديدة والضالع جنوبا، واستحدثت الميليشيات الحوثية الموالية لإيران نقاطا وتحصينات عسكرية في الكيلو 16 شرق مدينة الحديدة غرب اليمن، فيما يبدو استعدادا لتفجير الوضع عسكريا.

وقالت مصادر عسكرية ميدانية، إن الحوثيين استحدثوا أنفاقا وحفروا خنادق في منطقة كيلو 16 شرق مدينة الحديدة الواقعة تحت مراقبة نقاط الارتباط التي تشرف عليها لجنة الرقابة الأممية، واعتبرت المصادر أن إقدام الميليشيات الحوثية على مثل هذه الأعمال هو انتهاك جديد للهدنة الأممية التي وقعتها مع الحكومة اليمنية في 13 ديسمبر 2018 في العاصمة السويدية ستوكهولم وبرعاية الأمم المتحدة، وهو سلسلة من التصعيد العسكري المتواصل. ونشر المركز الإعلامي لألوية العمالقة مشاهد مصورة تظهر قيام الميليشيات بحفر أنفاق امتدت لمسافات طويلة داخل مزارع المواطنين وصولا إلى المنازل والمؤسسات العامة والخاصة وفي الطرقات الرئيسية وبمحاذاتها. ومنذ اتفاق ستوكهولم، لجأت الميليشيات الحوثية إلى حفر الخنادق والأنفاق في مزارع المواطنين والأحياء السكنية بمناطق متفرقة من الحديدة، وتفجير الطرقات بخط كيلو 16 وشارع صنعاء، لمنع الوصول إلى هذه المنطقة.

مجاعة جديدة

وحذر منسق الشؤون الإنسانية في اليمن، راميش رجاسينغام، أمام مجلس الأمن الدولي من خطر مجاعة جديد في اليمن، وأضاف المسؤول لمجلس الأمن عبر الدائرة المغلقة «مع التدهور السريع لقيمة الريال (اليمني) والاضطرابات في دفع الرواتب، نلاحظ مجددا بعض العوامل الرئيسية التي جعلت اليمن على شفير مجاعة قبل عام. علينا ألا ندع ذلك يتكرر».

وتابع أن «برنامج الأغذية العالمي وشركاءه يقدمون الغذاء لأكثر من 12 مليون شخص كل شهر في مختلف أنحاء البلاد، بدعم من الوكالات الإنسانية».

وقال مندوب اليمن في الأمم المتحدة السفير عبدالله السعدي «إن استمرار التعنت وسياسة المماطلة من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية في تنفيذ التزاماتها بموجب اتفاق ستوكهولم يؤكد عدم جديتها في تحقيق السلام وتحديها لجهود الأمم المتحدة والمجتمع الدولي».

وأضاف في كلمته في مجلس الأمن الدولي «أن أي محاولة للقفز على تنفيذ الاتفاق لن تخدم العملية السياسية المرجوة بل تهدد مسار تحقيق السلام برمته». وأكد موقف الحكومة الثابت «من أهمية تنفيذ اتفاق ستوكهولم بمكوناته كافة، ولا سيما تنفيذ اتفاق الحديدة فيما يتعلق بقوات الأمن المحلية والسلطة المحلية وانسحاب الميليشيات من موانئ ومدينة الحديدة وفتح الممرات الإنسانية».

وطالب مجلس الأمن باتخاذ موقف حازم من الخروقات الحوثية في استهداف مقر الفريق الحكومي الشهر الماضي ومستشفى أطباء بلا حدود، والتي تعد تحديا سافرا لكل الجهود الرامية لتحقيق السلام. ولفت السعدي إلى «أن تدخلات النظام الإيراني ودوره التخريبي في اليمن من خلال علاقته الوثيقة بالميليشيات الحوثية أصبحت واضحة وجلية، مما يشكل تهديدا لأمن واستقرار اليمن والمنطقة». وقال «لن يقبل الشعب اليمني أن تكون اليمن ساحة لمغامرات ومشاريع النظام الإيراني، وغدا أكثر إصرارا من أي وقت مضى على استكمال إجهاض المشروع الحوثي الإيراني».

مصادرة العملة الوطنية

وتطرق إلى المعاناة الكارثية والأضرار الفادحة التي لحقت بالاقتصاد الوطني واستقرار سعر العملة، بسبب قيام الميليشيات الحوثية الانقلابية بمنع تداول ومصادرة العملة الوطنية الجديدة في مناطق سيطرتها، وأشار السعدي «أن تأثير قرار منع تداول العملة الوطنية لن يقتصر على حرمان عشرات الآلاف من الموظفين والمتقاعدين من تسلم رواتبهم، بل سيؤدي إلى توقف النشاط الاقتصادي في مناطق سيطرة الميليشيات وستكون تبعاته الإنسانية كارثية». وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة والبنك وصندوق النقد الدوليين، بتحمل مسؤولياتهم تجاه هذه الاجراءات التي تفاقم الأزمة الإنسانية التي تسببت بها الميليشيات الحوثية.

ووصف المراقبون الاقتصاديون قرار ميليشيات الحوثي الموالية لإيران المتعلقة بالعملة الوطنية الجديدة، وانتهاء المهلة الحوثية بمصادرة المدخرات من العملة الجديدة بمناطق سيطرتها بأنها تمثل خطورة أشد من العمليات العسكرية، وقالت منظمة سام في تقريرها «إنها تابعت بقلق بالغ تطورات الموقف الاقتصادي المتدهور، بفعل قرار التصعيد المفاجئ ضد العملة المحلية حديثة الإصدار من فئتي (500 – 1000) ريال، من قبل البنك المركزي اليمني فرع صنعاء الذي تعده الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، متمردا على قرارات الشرعية. وأضافت أن «قرار فرع المركزي بصنعاء الخاضع لسلطات الحوثيين بمصادرة مدخرات المواطنين وذوي الدخل المحدود من العملات الجديدة والمتداولة منذ يناير 2017، من شأنه تحميل المواطن اليمني تبعات مالية لا تقل كارثية عن تبعات الحرب العسكرية».

مشاهدات يمنية


  • ميليشيات الحوثي تختطف القيادي في المؤتمر، عضو اللجنة الدائمة، أمين الغذيفي بعد خروجه من قاعة أعراس في قرية أرتل بصنعاء








  • مشايخ وأبناء منطقة العود يحذرون ميليشيات الحوثي من مواصلة استدراج عشرات الشباب وإخضاعهم لدورات عقائدية ومذهبية