هيئة كبار العلماء ومبادرة الحوار مع الشيعة

تفاعل
تفاعل

الثلاثاء - 21 يونيو 2016

Tue - 21 Jun 2016

كان تصريح معالي الشيخ عبدالله المنيع عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية عن تحضير حوارات مع عقلاء الشيعة من الأحساء والقطيف والعراق وإيران وغيرها جديدا وغير مسبوق في الهيئة ولا يعبر ذلك إلا عن مبادرة علمائية قيمة وتشكر عليها الهيئة المعتبرة في العالم الإسلامي أجمع.

ومن هذا المنطلق أجد ما أسميته بـ «المبادرة» وهي التي طرحتها هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية التي حوت علماء أجلاء لهم قدرهم وعلمهم وفقههم وأثرهم لهي مبادرة تعبر عن مدى الهم الذي تحمله الهيئة للتحاور مع علماء الشيعة العقلاء والذين تجمعهم «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، فما بعد الضيق بعون الله إلا الفرج وما بعد القطيعة إلا الوصال وما بعد الشحناء إلا الوداد.

إن الأمة الإسلامية وفي مقدمتها علماؤها بحاجة إلى حوارات تجمعها كلما هددها عدو، ليتقاربوا ويصلوا إلى كلمة سواء، ولينزعوا عنهم رداء الشقاق. إن كل طرف يقول نحن الأصح وليتنا نترك كلمتي نحن وأنتم ونرفع كلمة نحن جميعا، ولتكن هذه المبادرة بداية خير لنزع فتيل الطائفية المقيتة.

من هذه المبادرة نرجو أن يكون عنوانها «وتعاونوا على البر والتقوى»، إذ بداية التعاون بالملتقيات التي لا خلاف فيها لتكون بعون الله بذرة خير لا سيما من أولئك العلماء الكرام المؤثرين على العامة بأن يساهموا جميعا في سقي تلك البذرة لتكون شجرة يستظل بها الناس ويتعايشون مع بعضهم في ظلالها.

ونرجو أن تكون هذه المبادرة الحوارية التي طرحتها هيئة كبار العلماء على إخوانهم من علماء المذهب الشيعي حوارا يسوده الهدوء والألفة التي ستنعكس حتما على عامة الناس، والكل بحاجة إلى مثل هذه الحوارات التي تؤدي إلى إخماد نيران الفتنة الطائفية التي ينتفع بها أعداء الإسلام.

فإلى متى وتلك الفتنة متواصلة؟ وإلى أي مدى سيصل حدها؟ وهو باب استغله ضعاف النفوس من الجهلة المسيرين من أولئك المتشددين إلى إحداث حركات وأحزاب يبرأ الإسلام منها وهي ترفع شعاره، والكل قد جرم وتبرأ من تلك الحركات والأحزاب التي شوهت الإسلام بأفعالها وأصبحت أداة في أيدي أعداء الإسلام، فالمشتركات أكثر مما اختلف فيه خاصة بين العلماء العقلاء، غير أن الإعلام الطائفي خدم لتكبر الفجوة بين الإخوة .

فلتنظر تلك المبادرة أولا إلى إعادة روح الإسلام الناصع، فالاختلاف موجود غير أنه لا يصل إلى حد العداوة وثانيا إلى نشر تلك المبادرة ومخرجاتها وما ينتج عن تلك الحوارات ولتقم وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية التي تعي رسالتها السامية بإبراز هذه الحوارات ودعمها بكل إيجابية، فرسالة الإسلام هي أسمى الرسائل ولتشد الأيادي بعضها بعضا.