وهم الكمال .. ورفض النقد
الثلاثاء - 21 يونيو 2016
Tue - 21 Jun 2016
نحن كأي شعب من الشعوب، كأي مجتمع، لنا سلبياتنا ولنا إيجابياتنا، فينا الخير وفينا الشر، عندنا الصالح وعندنا الطالح، ولكن هناك من يصرون على أننا مجتمع ملائكي يوتوبي، مجتمع كله خير وكل أفراده صالحون، ليس فينا من يخطئ وليس بيننا من يتجاوز، وكأننا بدع من الأمم، كأن الخطيئة ليس لها بيننا مكان، والشر أمر نجهله جميعا.
لماذا يرفض البعض الحديث عن سلبياتنا؟ لماذا يتحسس البعض من النقد لأخطائنا؟ لماذا يهاجم هؤلاء كل من يحاول تشخيص الداء، ومعرفة أماكن الخلل ومواطن الضعف فينا؟ لنتمكن بالتالي من العلاج والإصلاح والسير بمجتمعنا نحو الأفضل؟
لا يوجد مجتمع واحد في كل الدنيا يخلو من الخطأ، لا يوجد مجتمع واحد في كل الدنيا متكامل، ولا يوجد مجتمع واحد في كل الدنيا ليس هناك مجال لتحسينه وتطويره وجعله أفضل، والنقد ليس تعرية أو تعريضا أو تجريحا، النقد ليس انتقاصا أو تشهيرا أو ترصدا لإظهار المعايب وإبداء النقائص، النقد أول خطوة نحو الإصلاح الحقيقي، ضرورة قصوى تمثل الأساس لأي بناء يُراد له البقاء والتنامي، ولا يمكن لأي مجتمع أن ينهض ويسير نحو الأفضل وأفراده يدعون الكمال، ولا يمكن لأي مجتمع أن يحقق موقعا متقدما بين مجتمعات الدنيا، وهو يخصص إدارات وأجهزة ومؤسسات عامة وخاصة لتعقب الأخطاء، والبحث عن السلبيات ورصد النقائص بحثا عن الكمال، وسعيا نحو الأفضل وتحقيقا للإصلاح، وبعضنا بالمقابل يزعجه النقد ويضايقه الحديث عن السلبيات.
إنني هنا لا أتحدث عن مسؤولين، ولا أتحدث عن أصحاب قرار، وإنما أتحدث عن شريحة كبيرة من المواطنين، مجموعة تصر على ألا تسمع إلا الثناء والإشادة، مجموعة تشعر وكأن النقد موجه لها، يستهدفها، وأن الناقد غرضه الإساءة إليهم، ولا يرون أن الناقد إنما هو أحدهم، منهم وفيهم، ابن من أبناء هذا الوطن.
هذا البلد وهذا المجتمع، قدره أنه حريص على الوطن، وقدره أنه مؤمن بالوطن، وقدره أنه يبحث عن الأفضل لهذا الوطن وأهله، ولو كان الناقد لنا من خارج وطننا لرفضناه ورفضنا انتقاده، ووقفنا في وجهه بأن أهل البيت أولى وأدرى ببيتهم وحالهم وشؤونهم وشؤون بيتهم، لكنه ناقد من أهل البيت أشغله البيت وأهله، حبا وولاء وانتماء، بحثا عن الأفضل والأصلح والأكمل.
[email protected]
لماذا يرفض البعض الحديث عن سلبياتنا؟ لماذا يتحسس البعض من النقد لأخطائنا؟ لماذا يهاجم هؤلاء كل من يحاول تشخيص الداء، ومعرفة أماكن الخلل ومواطن الضعف فينا؟ لنتمكن بالتالي من العلاج والإصلاح والسير بمجتمعنا نحو الأفضل؟
لا يوجد مجتمع واحد في كل الدنيا يخلو من الخطأ، لا يوجد مجتمع واحد في كل الدنيا متكامل، ولا يوجد مجتمع واحد في كل الدنيا ليس هناك مجال لتحسينه وتطويره وجعله أفضل، والنقد ليس تعرية أو تعريضا أو تجريحا، النقد ليس انتقاصا أو تشهيرا أو ترصدا لإظهار المعايب وإبداء النقائص، النقد أول خطوة نحو الإصلاح الحقيقي، ضرورة قصوى تمثل الأساس لأي بناء يُراد له البقاء والتنامي، ولا يمكن لأي مجتمع أن ينهض ويسير نحو الأفضل وأفراده يدعون الكمال، ولا يمكن لأي مجتمع أن يحقق موقعا متقدما بين مجتمعات الدنيا، وهو يخصص إدارات وأجهزة ومؤسسات عامة وخاصة لتعقب الأخطاء، والبحث عن السلبيات ورصد النقائص بحثا عن الكمال، وسعيا نحو الأفضل وتحقيقا للإصلاح، وبعضنا بالمقابل يزعجه النقد ويضايقه الحديث عن السلبيات.
إنني هنا لا أتحدث عن مسؤولين، ولا أتحدث عن أصحاب قرار، وإنما أتحدث عن شريحة كبيرة من المواطنين، مجموعة تصر على ألا تسمع إلا الثناء والإشادة، مجموعة تشعر وكأن النقد موجه لها، يستهدفها، وأن الناقد غرضه الإساءة إليهم، ولا يرون أن الناقد إنما هو أحدهم، منهم وفيهم، ابن من أبناء هذا الوطن.
هذا البلد وهذا المجتمع، قدره أنه حريص على الوطن، وقدره أنه مؤمن بالوطن، وقدره أنه يبحث عن الأفضل لهذا الوطن وأهله، ولو كان الناقد لنا من خارج وطننا لرفضناه ورفضنا انتقاده، ووقفنا في وجهه بأن أهل البيت أولى وأدرى ببيتهم وحالهم وشؤونهم وشؤون بيتهم، لكنه ناقد من أهل البيت أشغله البيت وأهله، حبا وولاء وانتماء، بحثا عن الأفضل والأصلح والأكمل.
[email protected]