ماذا علمتني الـ GTD!
الخميس - 09 يناير 2020
Thu - 09 Jan 2020
الـ GTD بداية ترمز لإحدى طرق «إنجاز المهام» الحديثة التي ابتكرها ديفيد آلي عام 2001، وتقوم فكرتها - بكل بساطة - على أن الوسيلة الأمثل لكي تكون منجزا يجب أن تمر بخمس مراحل، وهي: تدوين الأفكار، ثم تقييم فيما إذا كانت قابلة للتطبيق أو لا، ثم تصنيفها حسب وقت إنجازها «عاجل_ غير عاجل» أو حسب فئتها «عمل، بحث، تطوير ذات.. إلخ»، ثم المراجعة الدورية لهذه المهام، وأخيرا التنفيذ.
والحقيقة أن هذه الطريقة ليست الوحيدة في هذا الجانب، فيوجد عديد من الطرق الأخرى التي قد تختلف أو تتفق في بعض المراحل، ولكل طريقة مريدوها وعشاقها. وسأعرض في هذا المقال موجزا لتجربتي لهذا النظام ومدى فاعليته.
بدأ استخدامي لهذه الوسيلة لحاجتي لوسيلة فاعلة لتنظيم الوقت بما يكفل إنجاز المهام المسندة إلي بكل كفاءة وذلك في ثلاثة جوانب رئيسية: التدريس والبحث العلمي بحكم عملي الأكاديمي، والعمل الإداري الذي كنت مكلفا به، والمهام الشخصية الخاصة بي. وكان يزعجني كثيرا ما كنت ألمسه وألاحظه من ركاكة في إنجاز عديد من المهام بسبب الاتكالية، وعدم وجود خطة عمل واضحة ومحاسبة دقيقة تضمن سرعة الإنجاز والتنفيذ. وكان الحل هو تبني هذه المنهجية من خلال أحد التطبيقات المخصصة على الهاتف، وهو ما كان له أبرز الأثر في سهولة التنفيذ والمتابعة والمشاركة مع فريق العمل الذي كنت أعمل معه.
حقيقة هذه المنهجية علمتني كثيرا من الدروس، أولها تسجيل ملاحظة كيف أن الإنسان، الغربي خاصة، الآن قد تحول من إنتاج الماديات من أجهزة ومنتجات إلى بيع الأفكار والمنهجيات، وهو ما يعد درسا من دروس الاستثمار الأمثل للموارد الذاتية. وفيما يخص المنهجية ذاتها، فقد تعلمت أننا نعيش ضمن موارد محدودة في كل شيء مثل الوقت والأفكار والجهد، ولذا فإن الاستثمار الأمثل لكل ما هو محدود هو سبيل الإنجاز، وتعلمت أيضا أن كثيرا من الأفكار الجميلة تذهب سدى لأننا نزعم أننا نكتفي بحفظها في عقولنا عن تدوينها، وهذا مكمن الخطر، فالعقل ليس مخصصا لحفظ المعلومات بل لإنتاجها، وتبعا لذلك فإن كثيرا من الأفكار الإيجابية كان يمكن لها أن تحدث أثرا لو وجدت العناية اللازمة من قبل أصحابها، وقس على ذلك. إننا عندما ندون مهامنا سنجد أن العديد منها يشغلنا، بينما هي غير مفيدة فعليا ويمكننا إهمالها أو تفويض غيرنا للقيام بها والتفرغ للمهام الأكثر أهمية.
وفي جانب آخر، فإن عظمة هذه المنهجية ضمن فريق عمل تكمن في تناغم والتزام الفريق معك في استخدام وتنفيذ المنهجية، وإلا فستكون كمن يحدث نفسه، ولذا فإن استثمارك في تدريب فريقك لما تتبعه من منهجيات سيختصر عليك مسافات ضوئية من الجهد والوقت، وفي السياق نفسه، ستجد أن العمل الجماعي خير محفز للالتزام والوفاء بالمهام ضمن مواعيد مقننة ومجدولة.
كما لا يفوتني أن أشير إلى أنه في ظل ثورة التطبيقات قد تجد عديدا من المواقع والبرامج التي تطبق هذه المنهجية وتقدمات خدمات مجانية أو مدفوعة لذلك، ولذا فمن الأفضل أن تبدأ بالمتاح حتى تصل لمرحلة الالتزام الذاتي وبعدها يمكنك النظر في الخدمات الإضافية التي تقدمها المواقع التجارية لتختار ما يناسبك.
ولعل من إيجابيات هذه المنهجية قدرتها على تعويدك على تفكيك المهام الكبيرة إلى مهام أبسط، ليتسنى لك العمل على إنجازها خطوة خطوة، وهو ما من شأنه تعميق نظرة التقدير الذاتي التي ستشعر بها وأنت ترى إنجازك لمهامك البسيطة، وستشعر حينها أن من أنجز هذه قدير - بعون الله- على إنجاز مهام أصعب وأعقد، وهكذا فصعود القمم يحتاج خطوات مستمرة ومتوالية.
ختاما، إن هذه المنهجية ليست الوحيدة، فغيرها كثير، ولكن الأهم ليس المنهجية في المقام الأول، بل الالتزام بطريقة معينة، وثني الذات عن التمرد عليها بحجة الكسل أو التسويف، فالالتزام والانضباط الذاتي هما أصل نجاح أي مهمة. وسترى مع مرور الوقت ثمرة استثمارك في تطوير ذاتك من خلال ما تحققه من مكاسب على الصعيد الشخصي أو العملي.
falmalki1@
والحقيقة أن هذه الطريقة ليست الوحيدة في هذا الجانب، فيوجد عديد من الطرق الأخرى التي قد تختلف أو تتفق في بعض المراحل، ولكل طريقة مريدوها وعشاقها. وسأعرض في هذا المقال موجزا لتجربتي لهذا النظام ومدى فاعليته.
بدأ استخدامي لهذه الوسيلة لحاجتي لوسيلة فاعلة لتنظيم الوقت بما يكفل إنجاز المهام المسندة إلي بكل كفاءة وذلك في ثلاثة جوانب رئيسية: التدريس والبحث العلمي بحكم عملي الأكاديمي، والعمل الإداري الذي كنت مكلفا به، والمهام الشخصية الخاصة بي. وكان يزعجني كثيرا ما كنت ألمسه وألاحظه من ركاكة في إنجاز عديد من المهام بسبب الاتكالية، وعدم وجود خطة عمل واضحة ومحاسبة دقيقة تضمن سرعة الإنجاز والتنفيذ. وكان الحل هو تبني هذه المنهجية من خلال أحد التطبيقات المخصصة على الهاتف، وهو ما كان له أبرز الأثر في سهولة التنفيذ والمتابعة والمشاركة مع فريق العمل الذي كنت أعمل معه.
حقيقة هذه المنهجية علمتني كثيرا من الدروس، أولها تسجيل ملاحظة كيف أن الإنسان، الغربي خاصة، الآن قد تحول من إنتاج الماديات من أجهزة ومنتجات إلى بيع الأفكار والمنهجيات، وهو ما يعد درسا من دروس الاستثمار الأمثل للموارد الذاتية. وفيما يخص المنهجية ذاتها، فقد تعلمت أننا نعيش ضمن موارد محدودة في كل شيء مثل الوقت والأفكار والجهد، ولذا فإن الاستثمار الأمثل لكل ما هو محدود هو سبيل الإنجاز، وتعلمت أيضا أن كثيرا من الأفكار الجميلة تذهب سدى لأننا نزعم أننا نكتفي بحفظها في عقولنا عن تدوينها، وهذا مكمن الخطر، فالعقل ليس مخصصا لحفظ المعلومات بل لإنتاجها، وتبعا لذلك فإن كثيرا من الأفكار الإيجابية كان يمكن لها أن تحدث أثرا لو وجدت العناية اللازمة من قبل أصحابها، وقس على ذلك. إننا عندما ندون مهامنا سنجد أن العديد منها يشغلنا، بينما هي غير مفيدة فعليا ويمكننا إهمالها أو تفويض غيرنا للقيام بها والتفرغ للمهام الأكثر أهمية.
وفي جانب آخر، فإن عظمة هذه المنهجية ضمن فريق عمل تكمن في تناغم والتزام الفريق معك في استخدام وتنفيذ المنهجية، وإلا فستكون كمن يحدث نفسه، ولذا فإن استثمارك في تدريب فريقك لما تتبعه من منهجيات سيختصر عليك مسافات ضوئية من الجهد والوقت، وفي السياق نفسه، ستجد أن العمل الجماعي خير محفز للالتزام والوفاء بالمهام ضمن مواعيد مقننة ومجدولة.
كما لا يفوتني أن أشير إلى أنه في ظل ثورة التطبيقات قد تجد عديدا من المواقع والبرامج التي تطبق هذه المنهجية وتقدمات خدمات مجانية أو مدفوعة لذلك، ولذا فمن الأفضل أن تبدأ بالمتاح حتى تصل لمرحلة الالتزام الذاتي وبعدها يمكنك النظر في الخدمات الإضافية التي تقدمها المواقع التجارية لتختار ما يناسبك.
ولعل من إيجابيات هذه المنهجية قدرتها على تعويدك على تفكيك المهام الكبيرة إلى مهام أبسط، ليتسنى لك العمل على إنجازها خطوة خطوة، وهو ما من شأنه تعميق نظرة التقدير الذاتي التي ستشعر بها وأنت ترى إنجازك لمهامك البسيطة، وستشعر حينها أن من أنجز هذه قدير - بعون الله- على إنجاز مهام أصعب وأعقد، وهكذا فصعود القمم يحتاج خطوات مستمرة ومتوالية.
ختاما، إن هذه المنهجية ليست الوحيدة، فغيرها كثير، ولكن الأهم ليس المنهجية في المقام الأول، بل الالتزام بطريقة معينة، وثني الذات عن التمرد عليها بحجة الكسل أو التسويف، فالالتزام والانضباط الذاتي هما أصل نجاح أي مهمة. وسترى مع مرور الوقت ثمرة استثمارك في تطوير ذاتك من خلال ما تحققه من مكاسب على الصعيد الشخصي أو العملي.
falmalki1@