أمريكا بعد مقتل سليماني: متأهبون لتهديدات طهران

وسائل إعلام عراقية وثقت لحظات القصف الأمريكي قرب مطار بغداد مارك ميلي: كان يخطط لحملة كبيرة وعنيفة ضد مصالح الولايات المتحدة القوات الأمريكية في إيطاليا تعلن جاهزيتها لصد أي هجوم محتمل خبراء ومراقبون يتوقعون سلسلة من الإجراءات الانتقامية المتبادلة الجنازة خرجت من الكاظمية بحضور شخصيات عراقية بارزة
وسائل إعلام عراقية وثقت لحظات القصف الأمريكي قرب مطار بغداد مارك ميلي: كان يخطط لحملة كبيرة وعنيفة ضد مصالح الولايات المتحدة القوات الأمريكية في إيطاليا تعلن جاهزيتها لصد أي هجوم محتمل خبراء ومراقبون يتوقعون سلسلة من الإجراءات الانتقامية المتبادلة الجنازة خرجت من الكاظمية بحضور شخصيات عراقية بارزة

السبت - 04 يناير 2020

Sat - 04 Jan 2020

سيطرت أجواء الحرب على المنطقة أمس، وذلك في أعقاب مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي وصف بـ(مهندس ميليشيات طهران في المنطقة)، حيث قتل في عملية أمريكية قرب مطار بغداد.

وفيما تزايدت التوترات في المنطقة، بثت وسائل إعلام عراقية لقطات تظهر لحظة قصف موكب سليماني، والثواني التي شهدت وميض انفجار قوي بجانب جدار المطار، ثم اشتعال النيران في المكان، وتشابه المكان الذي رصده الفيديو كثيرا مع صور أخرى نشرت في وقت سابق لعملية الاغتيال وتظهر سيارات في موكب سليماني محترقة بجانب جدار.

تشييع سليماني

وتجمع آلاف العراقيين في العاصمة بغداد في موكب حول نعشي قائد فيلق القدس قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبومهدي المهندس، أبرز مساعديه في العراق، والذي قتل في الغارة نفسها التي نفذتها الولايات المتحدة صباح الجمعة، وهتف المشاركون ضد أمريكا.

وأفاد بيان رسمي بأن رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبدالمهدي شارك في مراسم التشييع في بغداد، بحضور شخصيات سياسية بارزة منها رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، ورئيس الكتلة النيابية الموالية لإيران في البرلمان هادي العامري، وزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، وجرى التشييع في حي الكاظمية قبل أن تنظم مراسم تشييع وطنية في المنطقة الخضراء بحضور عدد من القادة العراقيين.

ضبط النفس

وكان صرح مصدر مسؤول بأن المملكة تابعت الأحداث في العراق الشقيق والتي جاءت نتيجة لتصاعد التوترات والأعمال الإرهابية التي شجبتها وحذرت المملكة فيما سبق من تداعياتها.

ومع معرفة ما يتعرض له أمن المنطقة واستقرارها من عمليات وتهديدات من قبل الميليشيات الإرهابية تتطلب إيقافها، فإن المملكة وفي ضوء التطورات المتسارعة تدعو إلى أهمية ضبط النفس لدرء كل ما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع بما لا تحمد عقباه.

وتؤكد المملكة على وجوب اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لاتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان أمن واستقرار هذه المنطقة الحيوية للعالم أجمع.

حملة عنف

قال رئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي إن هناك معلومات استخباراتية «مقنعة»، وأدلة واضحة على أن سليماني كان يخطط لحملة عنف كبيرة ضد الولايات المتحدة في الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة، وفي حديثه للصحفيين، قال إن التهديدات الإيرانية كانت وشيكة، معتبرا أن الإدارة الأمريكية «ستكون مهملة إذا لم تقم بخطوات لوقف ذلك».

وعبر رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، عن تفهم الولايات المتحدة الأمريكية لتبعات استهداف قاسم سليماني، مؤكدا «نحن نفهم بالكامل المخاطر والنتائج الاستراتيجية لقتل القائد العسكري الإيراني»، وتابع «خطر التقاعس عن العمل يتجاوز خطر الفعل».تأهب أمريكيوحول توقيت ذلك الهجوم، قال ميلي، إن حجم ونطاق خطط وتهديدات سليماني هما ما دفعا الإدارة الأمريكية لاستهدافه.

وفيما يتعلق بالهجمات المتوقعة على المصالح الأمريكية، أشار رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية إلى أنه «تم وضع القوات الأمريكية بمحطة في إيطاليا، في حالة تأهب وجاهزية إذا لزم الأمر لحماية السفارة الأمريكية في بيروت»، لافتا إلى أن القوات الأمريكية التي تم نشرها في الشرق الأوسط، الجمعة، هي لحماية السفارات والأفراد والبنى التحتية وليس القتال.

واختتم ميلي، تصريحاته بالتأكيد على أن «كل شخص في الإدارة المعنية يدرك تماما التكاليف والمخاطر والنتائج. تم اطلاعهم عليها جميعا».

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أمس صورا تظهر بكاء ابني قاسم سليماني، بعد مقتله في غارة أمريكية، ونشرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية صورا للابنين ووالدتهما خلال استقبال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الذي جاء معزيا بعد تعزية العائلة من قبل المرشد الأعلى بإيران علي خامنئي.

أجواء حرب

وعدت وسائل الإعلام العالمية مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني تصعيدا خطيرا، وبمثابة دخول الولايات المتحدة وإيران في حرب قد تكون لها عواقب كبيرة.

وتوقع خبراء أن تشهد الفترة المقبلة سلسلة من الإجراءات والأفعال الانتقامية قد يترتب عليها اقتراب المواجهة العسكرية المباشرة بين البلدين، ووضع مستقبل واشنطن في العراق على المحك، كما من شأنه اختبار استراتيجية الرئيس ترمب للمنطقة.

ووصف منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط والخليج في إدارة أوباما، فيليب جوردون، عملية مقتل سليماني بأنها «إعلان حرب» على إيران من جانب الأمريكيين.

أهداف محتملة

وتوقعت وسائل إعلام أمريكية أن تكون قوات الولايات المتحدة البالغ عددها 5 آلاف جندي في العراق هدفا واضحا محتملا، مع تصاعد التوتر أيضا في الخليج، والتأثير على ارتفاع أسعار النفط، فيما تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها لتعزيز دفاعاتهم. وقد أرسلت واشنطن بالفعل عددا صغيرا من التعزيزات الأمنية إلى سفارتها في بغداد، وإذا لزم الأمر ستكون ثمة خطط لزيادة وجودها العسكري في المنطقة بسرعة.

ويتوقع أن تعود الميليشيات التابعة لإيران لمحاصرة السفارة الأمريكية في بغداد، وتضع الحكومة العراقية في موقف صعب، ويمكن لها أن تستخدم إثارة الاحتجاجات في أماكن أخرى كغطاء لهجمات جديدة.

من هو قاسم سليماني؟


  • أطلق عليه المرشد الأعلى علي خامنئي لقب «الشهيد الحي».



  • رجل إيران القوي في الشرق الأوسط، ورأس حربة الإرهاب الإيراني بحسب المراقبين.



  • العقل المدبر لتوسيع النفوذ الإيراني في اليمن ولبنان والعراق وسوريا.



  • التحق بالحرس الثوري منذ 40 عاما.



  • قاد خلال الحرب العراقية الإيرانية فيلق «41 ثار الله» وهو فيلق محافظة كرمان.



  • نشاطه الميداني وضعه على رأس «قوة قدس» في الحرس الثوري أو الوحدة المسؤولة عن العمليات خارج الحدود الإقليمية الإيرانية.



  • ترقى عام 2011 من رتبة عقيد إلى لواء، أعلى رتبة بين الحرس الثوري.



  • قدم مساعدات عسكرية للميليشيات والجماعات الكردية المناهضة لصدام في العراق وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.



  • في عام 2012 ساعد في دعم الحكومة السورية.



  • دعم قيادة قوات الحكومة العراقية والحشد الشعبي المشتركة التي قاومت ضد داعش في العراق والشام.



  • كان من الأسماء الإيرانية الأبرز المتهمة بالإرهاب لدى الولايات المتحدة الأمريكية.