خامنئي على خطى هتلر
سكان كاراج: الدماء ملأت الشوارع .. نيران الرشاشات فتحت من على المنازل
نظام الملالي فعل في الإيرانيين 6 أضعاف ما فعله صدام حسين في العراق
كيفان حسيني: مذبحة نوفمبر ستصبح إرثا لا يتكرر لزعيم إيراني
مظفري: إنها إبادة جماعية.. يجب ألا يظل العالم صامتا في وجه الجريمة
غازي: لا يمكن لداعش أن يقتل هذا الرقم خلال 4 أيام لو تولى حكم طهران
الحرس الثوري وميليشيات الباسيج لجآ للقوة المميتة لإخماد الاضطرابات
المرشد الأعلى أعطى الضوء الأخضر للمجزرة التي قدر ضحاياها بـ1500 شخص
سكان كاراج: الدماء ملأت الشوارع .. نيران الرشاشات فتحت من على المنازل
نظام الملالي فعل في الإيرانيين 6 أضعاف ما فعله صدام حسين في العراق
كيفان حسيني: مذبحة نوفمبر ستصبح إرثا لا يتكرر لزعيم إيراني
مظفري: إنها إبادة جماعية.. يجب ألا يظل العالم صامتا في وجه الجريمة
غازي: لا يمكن لداعش أن يقتل هذا الرقم خلال 4 أيام لو تولى حكم طهران
الحرس الثوري وميليشيات الباسيج لجآ للقوة المميتة لإخماد الاضطرابات
المرشد الأعلى أعطى الضوء الأخضر للمجزرة التي قدر ضحاياها بـ1500 شخص
الخميس - 26 ديسمبر 2019
Thu - 26 Dec 2019
على خطى هتلر.. ذبح المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أكثر من 1500 إيراني، خرجوا عزلا من منازلهم احتجاجا على رفع أسعار البنزين، والقمع والفساد الذي استشرى في كل مكان.
نفى مسؤول في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني تقريرا لرويترز مفاده أن علي خامنئي هو من أصدر أمرا بحملة القمع التي أودت بحياة نحو 1500 محتج إيراني خلال المظاهرات الأخيرة.
وذكر رضا ظريفان، مسؤول العلاقات العامة في المجلس الأعلى للأمن القومي، أن تقرير رويترز عبارة عن «أخبار مزيفة»، لكنه في المقابل فشل في تقديم رقم دقيق عن الخسائر البشرية.
وصنف ظريفان التقرير في المصطلحات التقليدية للحكومة الإيرانية على أنه «حرب نفسية»، وأضاف أن تقرير رويترز لا يمكن التحقق منه على النحو الواجب، وأنه يضر بمصداقية الوكالة، ولكن الأخبار المتعلقة بالعدد غير المسبوق من المتظاهرين الذين قتلوا على أيدي قوات الأمن تفيد بأن المرشد الأعلى أمر بمذبحة هزت الإيرانيين، وسيكون لها تأثير دائم، بحسب راديو فرادا.
ماذا حمل تقرير رويترز؟
ذكرت وكالة أنباء رويترز في تقرير خاص بعد أيام من الاحتجاجات في جميع أنحاء إيران أن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بدا غير صبور على ما يحدث، جمع كبار مسؤولي الأمن والحكومة في اجتماع عاجل، وأصدر أمرا بقمع المتظاهرين، ومنعهم من التعبير عن رأيهم.
استجابة لمطالب من داخل الحكومة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي لتقديم تقارير شفافة عن عدد المتظاهرين الذين قتلوا على أيدي قوات الأمن خلال المظاهرات، يقول المسؤولون الإيرانيون إن الأرقام «يتم فحصها وتصنيفها» بناء على أسباب الوفاة وعوامل أخرى، بمعنى آخر، رفضوا الإفصاح حتى عن الأرقام الجزئية.
تعد التقارير المتضاربة حول عدد الذين قتلوا خلال الحملة أمرا طبيعيا في بيئة إعلامية غير شفافة مثل إيران، يبدو أن ما أزعج بعض المسؤولين الإيرانيين هو أنه بعد شهر من الحملة الإعلامية التي أجرتها وسائل الإعلام الإيرانية الكبرى بما في ذلك التلفزيون الحكومي لإلقاء اللوم على إدارة روحاني في الحملة القمعية القاتلة، ويشير التقرير الجديد بأصابع الاتهام إلى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
قمع وغياب الشفافية
لم تنشر الحكومة الإيرانية أبدا أرقاما دقيقة حول عدد القتلى في احتجاجات 2017-2018، والاضطرابات في عام 2009، والاحتجاج الطلابي عام 1999 والعديد من المظاهرات المناهضة للحكومة قبل تلك الأحداث وبعدها وفيما بينها، ومما زاد الطين بلة، نفت الحكومة نفيا قاطعا المسؤولية عن عمليات القتل وأنكرت التهم بقتلها للمتظاهرين، كما قال وزير الداخلية رحماني فضلي والعديد من قادة الحرس الثوري الإيراني حول حملة القمع التي تمت في منتصف نوفمبر.
في حين تستبعد الحكومة التقارير الواردة من مصادر موثوقة مثل منظمة العفو الدولية، التي حددت عدد الوفيات المؤكدة حتى الآن بـ 304، فإن الإيرانيين الغاضبين على وسائل التواصل الاجتماعي لديهم رأي مختلف.
6 أضعاف ضحايا صدام
كتب أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي قائلا «لقد قتلت إيران 1500 خلال 4 أيام، وهذا يجعل 375 شخصا في اليوم الواحد، أي أكثر من 61% من إجمالي الخسائر البشرية في الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات».
وخلص إلى أن خامنئي قتل الإيرانيين ستة أضعاف ما قتل صدام حسين، إلى جانب العدد الهائل من الخسائر التي كشفت عنها وكالة رويترز، فإن النتائج التي ترتبت على ذلك مسؤولية المرشد الأعلى في إعطاء الضوء الأخضر للمذبحة.
كتب الصحفي الإيراني كيفان حسيني أنه «إذا كان الرقم صحيحا، فستصبح مذبحة نوفمبر إرثا لزعيم إيران».
أفظع من داعش
من الحقائق المهمة للغاية أن مسؤولي الحكومة الإيرانية قد كشفوا عن دور خامنئي لرويترز، في حدث لم يسبق له مثيل، وقد يشير إلى التنافس بين الفصائل والنزاعات بين النخبة في أقصى الحدود. واستذكر المحلل الإيراني علي حسين غازي زاده عنوانا لصحيفة نيوزويك قال إن داعش سيتولى الحكم إذا سقطت إيران، وكتب أن «داعش كان من الصعب أن يتمكن من قتل 1500 في ثلاثة أيام فقط»، ما سيبقى في الذاكرة الجماعية للسكان، صورة آية الله خامنئي التي لا يمكن إعفاؤها من المسؤولية الكبيرة في المذبحة.
كتب الصحفي الإيراني نيك كووسار «إذا كان هذا صحيحا، فهذا مؤشر على اليأس من نظام لا يرحم»، وأوضحت المحامية الإيرانية لحقوق الإنسان شادي الصدر سبب تعارض التقارير حول عدد الإصابات، «الرقم الذي قدمته رويترز كبير»، مضيفة أن «منظمات حقوق الإنسان تمكنت من تأكيد حوالي 400 حالة وفاة فقط، لأن أفراد الأسرة يخشون العقاب من قبل الحكومة إذا كشفوا عن حالات الوفاة»، وكتب الناشط محمد مظفري الذي كان يرسل صورة لخامنئي وهو يشبهه بأدولف هتلر «هذه إبادة جماعية في القرن الحادي والعشرين، يجب ألا يظل العالم صامتا في وجه هذه الجريمة».
القوة المميتة
نشرت السلطات الإيرانية القوة المميتة بوتيرة أسرع بكثير من البداية، مقارنة بالاحتجاجات الأخرى في السنوات الأخيرة، وفقا للنشطاء والتفاصيل التي كشفت عنها السلطات.
ففي عام 2009، عندما احتج الملايين على إعادة انتخاب الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد المتنازع عليها، قتل ما يقدر بنحو 72 شخصا. وقال مسؤولون إنه عندما واجهت إيران موجات من الاحتجاجات على المصاعب الاقتصادية في عامي 2017 و 2018، كان عدد القتلى حوالي 20 شخصا.
تحول خامنئي، الذي حكم إيران لمدة ثلاثة عقود، إلى قوات النخبة لإخماد الاضطرابات الأخيرة «الحرس الثوري وميليشيات الباسيج الدينية التابعة لها».
الضرب بدون رحمة
وقال عضو كبير في الحرس الثوري في مقاطعة كرمانشاه الغربية إن حاكم المقاطعة أصدر تعليمات في اجتماع طارئ في وقت متأخر من الليل في مكتبه في 18 نوفمبر.
وأشار عضو الحرس الثوري «لقد تلقينا أوامر من كبار المسؤولين في طهران لإنهاء الاحتجاجات، لم يعد هناك رحمة، إنهم يهدفون إلى الإطاحة بإيران، لكننا سنقضي عليها»، ورفض مكتب المحافظ التعليق.
مع انتشار قوات الأمن في جميع أنحاء البلاد، أطلع مستشارو الأمن خامنئي على حجم الاضطرابات، وفقا للمصادر الثلاثة المطلعة على المحادثات في مقره.
عرض وزير الداخلية عدد الإصابات والاعتقالات، وركز وزير الاستخبارات ورئيس الحرس الثوري على دور جماعات المعارضة، وعندما سئل عن دور وزير الداخلية والمخابرات في الاجتماع، رفض مكتب المتحدث باسم الحكومة التعليق.
انهيار وبطالة وتضخم
قالت المصادر الثلاثة «الحرس الثوري، والاستخبارات، والداخلية» إن خامنئي كان قلقا بشكل خاص من الغضب في البلدات الصغيرة من الطبقة العاملة، والتي كان ناخبوها من ذوي الدخل المنخفض دعامة لدعم الجمهورية الإيرانية، ولم ينس أنهم سيحتاجون إلى أصواتهم في الانتخابات البرلمانية لشهر فبراير، وهو اختبار بسيط لشعبية حكام رجال الدين منذ أن خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترمب من الصفقة النووية الإيرانية، وهي الخطوة التي أدت إلى انهيار صادرات النفط الإيرانية بنسبة 80% منذ العام الماضي.
يملك خامنئي موارد قليلة لمعالجة ارتفاع معدلات التضخم والبطالة، ووفقا للأرقام الرسمية، يبلغ معدل البطالة حوالي 12.5% بشكل عام، لكن الأمر يتعلق بحوالي الضعف بالنسبة لملايين الشباب في إيران، الذين يتهمون بسوء الإدارة الاقتصادية والفساد، دعا خامنئي ومسؤولون آخرون السلطة القضائية إلى تكثيف معركتها ضد الفساد.
الدم في الشوارع
قال مسؤولون في 4 محافظات إن الرسالة كانت واضحة، الفشل في القضاء على الاضطرابات سيشجع الناس على الاحتجاج في المستقبل.
وقال مسؤول محلي في كاراج، وهي مدينة للطبقة العاملة بالقرب من العاصمة، إن هناك أوامر لاستخدام أي قوة ضرورية لإنهاء الاحتجاجات على الفور «الأوامر جاءت من طهران»، قال شريطة عدم الكشف عن هويته «ادفعهم إلى منازلهم، حتى بإطلاق النار عليهم»، ورفض مسؤولو الحكومة المحلية التعليق.
وقال سكان كاراج إنهم تعرضوا لإطلاق النار من فوق أسطح المنازل، حيث قام الحرس الثوري والشرطة على الدراجات النارية بإطلاق نيران الرشاشات، كان هناك دم في كل مكان، قال أحد السكان عبر الهاتف «دماء في الشوارع»، ولم تستطع رويترز التحقق بشكل مستقل من هذا الحساب.
حفلة قتل
في محافظة ماهشهر بمقاطعة خوزستان المهمة استراتيجيا في جنوب غرب إيران، سعى الحرس الثوري في عربات مدرعة ودبابات لاحتواء المظاهرات، وقال التلفزيون الحكومي إن قوات الأمن فتحت النار على «مثيري الشغب» المختبئين في الأهوار.
وقالت جماعات حقوقية إنها تعتقد أن ماهشهر لديها واحد من أعلى حصيلة القتلى في إيران، بناء على ما سمعوه من السكان المحليين.
وقال المسؤول المحلي «في اليوم التالي عندما ذهبنا إلى هناك، كانت المنطقة مليئة بجثث المتظاهرين، وخاصة الشباب، ولم يسمح لنا الحرس بنقل الجثث»، وقدر عدد القتلى بالعشرات.
قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها تلقت مقاطع فيديو عن الحرس الثوري يفتح فيها النار دون سابق إنذار على المتظاهرين في ماهشهر، وعندما فر المتظاهرون إلى الأهوار القريبة، تابعهم الحرس وقاموا بتطويقهم بالرشاشات المركبة على شاحنات، ورشوا المحتجين بالرصاص وقتلوا 100 إيراني على الأقل في حفلة دموية.
نفى مسؤول في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني تقريرا لرويترز مفاده أن علي خامنئي هو من أصدر أمرا بحملة القمع التي أودت بحياة نحو 1500 محتج إيراني خلال المظاهرات الأخيرة.
وذكر رضا ظريفان، مسؤول العلاقات العامة في المجلس الأعلى للأمن القومي، أن تقرير رويترز عبارة عن «أخبار مزيفة»، لكنه في المقابل فشل في تقديم رقم دقيق عن الخسائر البشرية.
وصنف ظريفان التقرير في المصطلحات التقليدية للحكومة الإيرانية على أنه «حرب نفسية»، وأضاف أن تقرير رويترز لا يمكن التحقق منه على النحو الواجب، وأنه يضر بمصداقية الوكالة، ولكن الأخبار المتعلقة بالعدد غير المسبوق من المتظاهرين الذين قتلوا على أيدي قوات الأمن تفيد بأن المرشد الأعلى أمر بمذبحة هزت الإيرانيين، وسيكون لها تأثير دائم، بحسب راديو فرادا.
ماذا حمل تقرير رويترز؟
ذكرت وكالة أنباء رويترز في تقرير خاص بعد أيام من الاحتجاجات في جميع أنحاء إيران أن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بدا غير صبور على ما يحدث، جمع كبار مسؤولي الأمن والحكومة في اجتماع عاجل، وأصدر أمرا بقمع المتظاهرين، ومنعهم من التعبير عن رأيهم.
استجابة لمطالب من داخل الحكومة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي لتقديم تقارير شفافة عن عدد المتظاهرين الذين قتلوا على أيدي قوات الأمن خلال المظاهرات، يقول المسؤولون الإيرانيون إن الأرقام «يتم فحصها وتصنيفها» بناء على أسباب الوفاة وعوامل أخرى، بمعنى آخر، رفضوا الإفصاح حتى عن الأرقام الجزئية.
تعد التقارير المتضاربة حول عدد الذين قتلوا خلال الحملة أمرا طبيعيا في بيئة إعلامية غير شفافة مثل إيران، يبدو أن ما أزعج بعض المسؤولين الإيرانيين هو أنه بعد شهر من الحملة الإعلامية التي أجرتها وسائل الإعلام الإيرانية الكبرى بما في ذلك التلفزيون الحكومي لإلقاء اللوم على إدارة روحاني في الحملة القمعية القاتلة، ويشير التقرير الجديد بأصابع الاتهام إلى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
قمع وغياب الشفافية
لم تنشر الحكومة الإيرانية أبدا أرقاما دقيقة حول عدد القتلى في احتجاجات 2017-2018، والاضطرابات في عام 2009، والاحتجاج الطلابي عام 1999 والعديد من المظاهرات المناهضة للحكومة قبل تلك الأحداث وبعدها وفيما بينها، ومما زاد الطين بلة، نفت الحكومة نفيا قاطعا المسؤولية عن عمليات القتل وأنكرت التهم بقتلها للمتظاهرين، كما قال وزير الداخلية رحماني فضلي والعديد من قادة الحرس الثوري الإيراني حول حملة القمع التي تمت في منتصف نوفمبر.
في حين تستبعد الحكومة التقارير الواردة من مصادر موثوقة مثل منظمة العفو الدولية، التي حددت عدد الوفيات المؤكدة حتى الآن بـ 304، فإن الإيرانيين الغاضبين على وسائل التواصل الاجتماعي لديهم رأي مختلف.
6 أضعاف ضحايا صدام
كتب أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي قائلا «لقد قتلت إيران 1500 خلال 4 أيام، وهذا يجعل 375 شخصا في اليوم الواحد، أي أكثر من 61% من إجمالي الخسائر البشرية في الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات».
وخلص إلى أن خامنئي قتل الإيرانيين ستة أضعاف ما قتل صدام حسين، إلى جانب العدد الهائل من الخسائر التي كشفت عنها وكالة رويترز، فإن النتائج التي ترتبت على ذلك مسؤولية المرشد الأعلى في إعطاء الضوء الأخضر للمذبحة.
كتب الصحفي الإيراني كيفان حسيني أنه «إذا كان الرقم صحيحا، فستصبح مذبحة نوفمبر إرثا لزعيم إيران».
أفظع من داعش
من الحقائق المهمة للغاية أن مسؤولي الحكومة الإيرانية قد كشفوا عن دور خامنئي لرويترز، في حدث لم يسبق له مثيل، وقد يشير إلى التنافس بين الفصائل والنزاعات بين النخبة في أقصى الحدود. واستذكر المحلل الإيراني علي حسين غازي زاده عنوانا لصحيفة نيوزويك قال إن داعش سيتولى الحكم إذا سقطت إيران، وكتب أن «داعش كان من الصعب أن يتمكن من قتل 1500 في ثلاثة أيام فقط»، ما سيبقى في الذاكرة الجماعية للسكان، صورة آية الله خامنئي التي لا يمكن إعفاؤها من المسؤولية الكبيرة في المذبحة.
كتب الصحفي الإيراني نيك كووسار «إذا كان هذا صحيحا، فهذا مؤشر على اليأس من نظام لا يرحم»، وأوضحت المحامية الإيرانية لحقوق الإنسان شادي الصدر سبب تعارض التقارير حول عدد الإصابات، «الرقم الذي قدمته رويترز كبير»، مضيفة أن «منظمات حقوق الإنسان تمكنت من تأكيد حوالي 400 حالة وفاة فقط، لأن أفراد الأسرة يخشون العقاب من قبل الحكومة إذا كشفوا عن حالات الوفاة»، وكتب الناشط محمد مظفري الذي كان يرسل صورة لخامنئي وهو يشبهه بأدولف هتلر «هذه إبادة جماعية في القرن الحادي والعشرين، يجب ألا يظل العالم صامتا في وجه هذه الجريمة».
القوة المميتة
نشرت السلطات الإيرانية القوة المميتة بوتيرة أسرع بكثير من البداية، مقارنة بالاحتجاجات الأخرى في السنوات الأخيرة، وفقا للنشطاء والتفاصيل التي كشفت عنها السلطات.
ففي عام 2009، عندما احتج الملايين على إعادة انتخاب الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد المتنازع عليها، قتل ما يقدر بنحو 72 شخصا. وقال مسؤولون إنه عندما واجهت إيران موجات من الاحتجاجات على المصاعب الاقتصادية في عامي 2017 و 2018، كان عدد القتلى حوالي 20 شخصا.
تحول خامنئي، الذي حكم إيران لمدة ثلاثة عقود، إلى قوات النخبة لإخماد الاضطرابات الأخيرة «الحرس الثوري وميليشيات الباسيج الدينية التابعة لها».
الضرب بدون رحمة
وقال عضو كبير في الحرس الثوري في مقاطعة كرمانشاه الغربية إن حاكم المقاطعة أصدر تعليمات في اجتماع طارئ في وقت متأخر من الليل في مكتبه في 18 نوفمبر.
وأشار عضو الحرس الثوري «لقد تلقينا أوامر من كبار المسؤولين في طهران لإنهاء الاحتجاجات، لم يعد هناك رحمة، إنهم يهدفون إلى الإطاحة بإيران، لكننا سنقضي عليها»، ورفض مكتب المحافظ التعليق.
مع انتشار قوات الأمن في جميع أنحاء البلاد، أطلع مستشارو الأمن خامنئي على حجم الاضطرابات، وفقا للمصادر الثلاثة المطلعة على المحادثات في مقره.
عرض وزير الداخلية عدد الإصابات والاعتقالات، وركز وزير الاستخبارات ورئيس الحرس الثوري على دور جماعات المعارضة، وعندما سئل عن دور وزير الداخلية والمخابرات في الاجتماع، رفض مكتب المتحدث باسم الحكومة التعليق.
انهيار وبطالة وتضخم
قالت المصادر الثلاثة «الحرس الثوري، والاستخبارات، والداخلية» إن خامنئي كان قلقا بشكل خاص من الغضب في البلدات الصغيرة من الطبقة العاملة، والتي كان ناخبوها من ذوي الدخل المنخفض دعامة لدعم الجمهورية الإيرانية، ولم ينس أنهم سيحتاجون إلى أصواتهم في الانتخابات البرلمانية لشهر فبراير، وهو اختبار بسيط لشعبية حكام رجال الدين منذ أن خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترمب من الصفقة النووية الإيرانية، وهي الخطوة التي أدت إلى انهيار صادرات النفط الإيرانية بنسبة 80% منذ العام الماضي.
يملك خامنئي موارد قليلة لمعالجة ارتفاع معدلات التضخم والبطالة، ووفقا للأرقام الرسمية، يبلغ معدل البطالة حوالي 12.5% بشكل عام، لكن الأمر يتعلق بحوالي الضعف بالنسبة لملايين الشباب في إيران، الذين يتهمون بسوء الإدارة الاقتصادية والفساد، دعا خامنئي ومسؤولون آخرون السلطة القضائية إلى تكثيف معركتها ضد الفساد.
الدم في الشوارع
قال مسؤولون في 4 محافظات إن الرسالة كانت واضحة، الفشل في القضاء على الاضطرابات سيشجع الناس على الاحتجاج في المستقبل.
وقال مسؤول محلي في كاراج، وهي مدينة للطبقة العاملة بالقرب من العاصمة، إن هناك أوامر لاستخدام أي قوة ضرورية لإنهاء الاحتجاجات على الفور «الأوامر جاءت من طهران»، قال شريطة عدم الكشف عن هويته «ادفعهم إلى منازلهم، حتى بإطلاق النار عليهم»، ورفض مسؤولو الحكومة المحلية التعليق.
وقال سكان كاراج إنهم تعرضوا لإطلاق النار من فوق أسطح المنازل، حيث قام الحرس الثوري والشرطة على الدراجات النارية بإطلاق نيران الرشاشات، كان هناك دم في كل مكان، قال أحد السكان عبر الهاتف «دماء في الشوارع»، ولم تستطع رويترز التحقق بشكل مستقل من هذا الحساب.
حفلة قتل
في محافظة ماهشهر بمقاطعة خوزستان المهمة استراتيجيا في جنوب غرب إيران، سعى الحرس الثوري في عربات مدرعة ودبابات لاحتواء المظاهرات، وقال التلفزيون الحكومي إن قوات الأمن فتحت النار على «مثيري الشغب» المختبئين في الأهوار.
وقالت جماعات حقوقية إنها تعتقد أن ماهشهر لديها واحد من أعلى حصيلة القتلى في إيران، بناء على ما سمعوه من السكان المحليين.
وقال المسؤول المحلي «في اليوم التالي عندما ذهبنا إلى هناك، كانت المنطقة مليئة بجثث المتظاهرين، وخاصة الشباب، ولم يسمح لنا الحرس بنقل الجثث»، وقدر عدد القتلى بالعشرات.
قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها تلقت مقاطع فيديو عن الحرس الثوري يفتح فيها النار دون سابق إنذار على المتظاهرين في ماهشهر، وعندما فر المتظاهرون إلى الأهوار القريبة، تابعهم الحرس وقاموا بتطويقهم بالرشاشات المركبة على شاحنات، ورشوا المحتجين بالرصاص وقتلوا 100 إيراني على الأقل في حفلة دموية.