ناصر الهزاني

المنصات الرقمية وتعزيز المحتوى المحلي

الثلاثاء - 24 ديسمبر 2019

Tue - 24 Dec 2019

في ظل تنامي وسائل تكنولوجيا الاتصال والمعلومات وظهور المنصات الرقمية، أصبح الإعلام الجديد يمثل إحدى أهم أدوات إدارة الدول في تحقيق غاياتها وأهدافها، وتشكيل الرأي العام الالكتروني، فالمنصات الرقمية أحدثت ثورة في نماذج أنشطة الأعمال التقليدية. ولم يعد الحضور الشخصي شرطا لممارسة النشاط. فالمنصات أصبحت تربط بين البشر والشركات والأماكن، أي إنها تعد إحدى الأدوات الحيوية في الاقتصاد الرقمي التجاري والمعرفي والثقافي، وأداة مهمة لنقل الأفكار عبر شبكات التواصل الاجتماعي والتفاف عديد من المتابعين حول فكرة أو موضوع معين.

لقد وفر نمو المنصات الرقمية عددا من الخدمات السمعية والبصرية، وبدائل لتوزيع المحتوى المحلي لوصوله للجمهور عبر السينما أو التلفزيون. وقد ارتفع استهلاك المحتوى السمعي البصري عبر الوسائل الرقمية ارتفاعا ملحوظا في العالم. وفي ظل هذا الدور المتنامي لوسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الفرصة مهيأة لإطلاق مبادرات لتشجيع إنتاج وتمويل المحتوى السمعي البصري، بما يتيح للهيئات الإعلامية المعنية بالبث المحلي نشر موادها المتنوعة عبر القنوات الرقمية وزيادة المحتويات السمعية البصرية للجمهور.

إن ما يميز المنصات الرقمية كالفيس بوك وتويتر ولينكد إن ويوتيوب هي قدرتها على توليد الأرباح التجارية وتعزيز التعاون والابتكار الفكري أو فيما يتعلق بالمنتجات والخدمات الجديدة، وهو ما جعل مجموعة قنوات إم بى سي تطلق خدمة «الفيديو حسب الطلب VOD» من خلال منصتي «شاهد» و»شاهد بلس» قبل نحو عقد من الزمن، لمواكبة التكنولوجيا ومتطلباتها وتأثيرها في أنماط استهلاك الناس للمحتوى الإعلامي، وهو ما يلفت الانتباه لضرورة إدراك أهمية المنصات الرقمية التي بدأت تستثمر باستحواذ وإنتاج محتوى تليفزيوني وسينمائي يتيح للمشاهد إيجاد ما يتناسب مع اهتماماته، وقدرته على متابعة هذا المحتوى في الوقت الذي يختاره وبالقدر الذي يناسبه.

لقد بات الخيار بيد المشاهد نفسه ليقرر أوقات المشاهدة وما الذي يشاهده، وكمية المحتوى التي يرغب بمشاهدتها يوميا، فالمنصات الرقمية كما يراها البعض أصبحت بديلا عن الإعلام التقليدي.

وبنظرة سريعة حول أعداد مستخدمي تلك المنصات نجد ارتفاع عدد مستخدمي الانترنت في كل مناطق العالم، حيث بلغ 4.39 مليارات شخص في 2019، بزيادة 366 مليونا ونسبة 9% مقابل يناير 2018، بمعدل 57% من إجمالي الأشخاص حول العالم، وهناك 3.48 مليارات مستخدم نشط على السوشيال ميديا في 2019 بما يعادل زيادة 9% عن العام الماضي، لتصبح نسبة مستخدمي السوشيال ميديا النشطاء 45% من إجمالي الأشخاص حول العالم، فيما بلغ عدد مستخدمي السوشيال ميديا عبر الهواتف الذكية نحو 3.26 مليارات شخص

في يناير 2019 بزيادة 10% عن العام الماضي، ليكون معدل مستخدمي السوشيال ميديا عبر الهواتف الذكية 42% من إجمالي الأشخاص حول العالم.

خلاصة القول إن المنصات الرقمية ساهمت في ربط المجتمعات والشعوب فيما بينها، بمختلف توجهاتها الحضارية وهوياتها الثقافية، متخطية بذلك الحدود الجغرافية، فكسرت العزلة التي كانت سائدة في أغلب المجتمعات البشرية قبل ظهور الشبكات الاجتماعية، حيث كان كل مجتمع يتمتع بخصوصية تميزه عن غيره من المجتمعات. لذا فإن الفرصة مهيأة لإعلامنا السعودي لاستثمار تلك المنصات في تعزيز المحتوى المحلي الذي يلبي اهتمامات الجمهور في المملكة.

تساهم في تعزيز المحتوى المحلي

  • بات الخيار

  • بيد المشاهد

  • ربطت المجتمعات وكسرت العزلة


@nalhazani