عبدالله المزهر

لكل زمن منطقه الخاص!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاثنين - 20 يونيو 2016

Mon - 20 Jun 2016

وبعد أن بدأ الخلق يعتادون وجود مشاهير لا يشتهرون بأي شيء ويقبلون بذلك كأمر واقع لا مهرب منه فيما يبدو، بدأت ظاهرة أخرى أكثر غرابة من الظاهرة الأولى وهي ظاهرة المشاهير الذين لا أحد يعرفهم!

سيعتاد الخلق أيضا رؤية إنسان لم يسمعوا به من قبل تجتمع من أجله الآلاف المؤلفة، والذين قد يضحون بكل شيء من أجل التقاط صورة معه.

وحقيقة أنهم مشاهير فعلا لا تتعارض مع حقيقة أنه لا أحد يعرفهم. كلا الأمرين حقيقة لأن وسائل التواصل قد «فصلت» المجتمعات إلى عوالم متوازية لا علاقة ولا رابط بينها ولا أحد يعرف أو يسمع بمشاهير العالم الآخر، ولذلك حين يحدث أن تلتقي هذه العوالم على أرض الواقع يحدث مثل هذا اللبس، فتجد أمما من الناس تلتف حول إنسان لم تكن تعلم أنه موجود ولم تسمع به من قبل!

الناس في كل عالم من تلك العوالم تصنع أصناما تقدسها وتجدها شيئا عظيما مع أنها «قد» تكون مصنوعة من القش أو البلاستيك الرخيص.

والغريب فعلا ـ في عالمنا على الأقل ـ أن هذا العصر الذي يشهد أكبر ثورة معلوماتية منذ بدء الخليقة والذي أصبحت فيه المعلومة متاحة والحصول عليها أسهل أمر يمكن أن يقوم به الإنسان، وأن يعتمد على نفسه في الفهم والنقد والتحليل أكثر من أي وقت مضى، إلا أنه مع كل ذلك فإن أسهل أمر يمكن حدوثه في هذا العصر هو أن يقاد الناس كقطيع «دائخ» يسير خلف لا شيء.

وعلى أي حال..

كل زمن يصنع «منطقه»، التناقض سمة هذا العصر، وعدم منطقية الأحداث من أبرز ملامحه، وهي أشياء سيعتادها الناس ويألفونها حتى يأتي يوم يصدمون فيه حين تحدث الأشياء بمنطقية وسيعتبرون ذلك حينها أمرا خارجا عن المألوف وغير منطقي!



[email protected]