عبدالرحمن فقيه.. الرمز المكي
الثلاثاء - 21 يونيو 2016
Tue - 21 Jun 2016
تشرفت وببالغ التقدير باستلام إهداء من الوجيه المكي رجل الأعمال عبدالرحمن عبدالقادر فقيه وهو: نسخة من كتابه «لمحات من حياتي».
وحقيقة أدهشني الكتاب ليس فقط لأنه صدر بطباعة أنيقة فاخرة وغلاف مذهب، وليس لأنه كُتب بأسلوب أدبي راقٍ يشعرك أنك أمام رواية أحداثها وشخصياتها وفصولها تأخذك إلى عالم عشق العمل والإبداع، وليس لأن مقدم الكتاب هو قامة مكية، لها وزنها الوطني والعالمي وهو الشيخ صالح كامل.. بل لأن الكتاب جاء بصورة تكرس لمقومات النجاح في الحياة والتي يجب أن يدرسها شبابنا اليوم لإعادة تشكيل مستقبلهم ومستقبل الوطن بما يخدم رؤية المملكة 2030.
ولنبحر معاً في قارب صغير لنغوص في أعماق التجربة الفريدة للرمز المكي والتي خاضها رغم علمه المتواضع - في ميزان الحاضر- ليدلل على عبقرية رجل صارع الحياة ونحت الصخر بيديه ليصل إلى ما يحقق طموحه..
إن مقومات الإبداع متغلغلة في شخصيته من حيث: الثقة بالنفس والرغبة في التغيير والتجديد وإحساسه بالمشكلات المحيطة به ورغبته في إيجاد حلول عملية تخدم مجتمعه ووطنه وأمته.. بل أهم من ذلك كله العمق الإيماني ورضا الوالدين والحماس والصبر وجميعها مقومات النجاح التي امتلكها الرجل؛ فمن بائع صغير في (سوق المدعى) يعمل في دكان والده يبيع (العقل، والقصب، والحرير)، ثم العمل في صباغة الأقمشة، إلى رجل يصل للعالمية بتعلمه للغة الإنجليزية ومراسلته للشركات الأمريكية لاستيراد الأصباغ، وبدلاً من الاعتماد على ما هو موجود بأسعار غالية يقوم بالاستيراد بنفسه وتوفير قيمة تصل إلى أكثر من 75% من قيمة الشراء.
إنه التفكير الإيجابي ومهارة البيع والشراء؛ ملكة وموهبة فطره الله عليها وقد شكلت هذه الخطوة منعطفاً هاماً في تاريخ حياته فقد كسب ثقة والده وانطلق متسلحاً بها للاستثمار ولاستيراد جميع أنواع البضائع التي كانت تدخل تجارته، وتطور من التجزئة إلى الاستيراد والجملة.
بالمناسبة فقد ولد عام 1343 وهو عام دخول الملك عبدالعزيز لمكة، وكأن البشارة لأهل مكة كانت بشارتين، وقد عاصر الحرب العالمية الثانية وهو فتى يافع، كما عاصر ملوك المملكة العربية السعودية وكل منهم كان له وقفات وحكايات تدلل على مساندة هؤلاء الملوك العظماء لكل مجتهد ومبدع يخدم وطنه.
ولم يكن الاستيراد هو نهاية مطافه بل إجراء التجارب الكيميائية لصناعة الزجاج والصابون والتي جعلته يدرس الكيمياء، وبالرغم من عدم نجاحه فيها، فلم يكن ذلك الفشل سبباً في إحباطه بل على العكس كان دافعاً قوياً للبحث عن مقومات أخرى للنجاح، وتخطى تلك المرحلة إلى مراحل أخرى جديدة أوصلته للعالمية، وهي صناعة الدواجن، التي لاقت نجاحاً وازدهاراً حيث وفر لها أرقى التقنيات والبيئة اللازمة للإنتاج.
بل حقيقة تدهشك قدرته على التحليل العلمي لمراحل التفقيس للبيض وكيفية اكتشاف الدجاجة للبيض الفاسد وإبعاده عن البيض السليم وعدد أيام التفقيس وما إلى ذلك.. مما يدل أنه خبير في مجاله..
ولكن لم يكن هذا هو آخر طموحه بل أراد إسعاد المجتمع في شكل جديد من العمل والاستثمار فكان مشروع مكة للإنشاء والتعمير والذي لم يكن يتوقع أن يدخله في دهاليز ليس مع رجل الشارع فقط بل مروراً بمرافق الدولة المختلفة ووصولاً إلى ولي الأمر، في شكل جديد من العمل والاستثمار الجماعي الذي ينفعه وينفع غيره ومجتمعه، وكان نجاح المشروع ودعم ولاة الأمر له حافزاً للدخول لمشروع آخر وهو: (مشروع جبل عمر) والذي كان يحوي حوالي 1225 عقاراً عشوائياً يفتقر إلى أبسط متطلبات السكن الصحي في المنطقة المجاورة للحرم المكي الشريف ورغبته في إدخالها إلى الاستثمار الجماعي لتقديم خدمات حضارية متطورة لضيوف الرحمن الذين تزايدت أعدادهم بالملايين وطوال العام ولم تكن تلك الدور الصغيرة العشوائية تكفي لاستيعاب هذه الأعداد المتزايدة.
بل إن رغبته في توفير أساليب الترفيه للمجتمع حيث ليس كل فرد بمقدوره الذهاب إلى منتجعات أوروبا وأمريكا فيرتاد ملاهي تيفولي أو ملاهي ديزني، فجاءته فكرة توفير أساليب الترفيه للمواطن فكانت الدانة والنورس والأكواريوم وملاهي الشلال ومطعم السقالة؛ ومشاريع سياحية أخرى، غيرت وجه جدة وجعلتها قبلة لرواد السياحة في المملكة والخليج وغيرها.
كتاب (لمحات من حياتي) سيرة خالدة مفعمة بالنجاح، أقترح أن تقدم كأنموذج في الدورات التدريبية، وكذلك أن تُضمن في مناهج المرحلتين الثانوية والجامعية؛ لتكون نبراساً للشباب في العمل الجاد والمثابرة للوصول للنجاح في الحياة.
وحقيقة أدهشني الكتاب ليس فقط لأنه صدر بطباعة أنيقة فاخرة وغلاف مذهب، وليس لأنه كُتب بأسلوب أدبي راقٍ يشعرك أنك أمام رواية أحداثها وشخصياتها وفصولها تأخذك إلى عالم عشق العمل والإبداع، وليس لأن مقدم الكتاب هو قامة مكية، لها وزنها الوطني والعالمي وهو الشيخ صالح كامل.. بل لأن الكتاب جاء بصورة تكرس لمقومات النجاح في الحياة والتي يجب أن يدرسها شبابنا اليوم لإعادة تشكيل مستقبلهم ومستقبل الوطن بما يخدم رؤية المملكة 2030.
ولنبحر معاً في قارب صغير لنغوص في أعماق التجربة الفريدة للرمز المكي والتي خاضها رغم علمه المتواضع - في ميزان الحاضر- ليدلل على عبقرية رجل صارع الحياة ونحت الصخر بيديه ليصل إلى ما يحقق طموحه..
إن مقومات الإبداع متغلغلة في شخصيته من حيث: الثقة بالنفس والرغبة في التغيير والتجديد وإحساسه بالمشكلات المحيطة به ورغبته في إيجاد حلول عملية تخدم مجتمعه ووطنه وأمته.. بل أهم من ذلك كله العمق الإيماني ورضا الوالدين والحماس والصبر وجميعها مقومات النجاح التي امتلكها الرجل؛ فمن بائع صغير في (سوق المدعى) يعمل في دكان والده يبيع (العقل، والقصب، والحرير)، ثم العمل في صباغة الأقمشة، إلى رجل يصل للعالمية بتعلمه للغة الإنجليزية ومراسلته للشركات الأمريكية لاستيراد الأصباغ، وبدلاً من الاعتماد على ما هو موجود بأسعار غالية يقوم بالاستيراد بنفسه وتوفير قيمة تصل إلى أكثر من 75% من قيمة الشراء.
إنه التفكير الإيجابي ومهارة البيع والشراء؛ ملكة وموهبة فطره الله عليها وقد شكلت هذه الخطوة منعطفاً هاماً في تاريخ حياته فقد كسب ثقة والده وانطلق متسلحاً بها للاستثمار ولاستيراد جميع أنواع البضائع التي كانت تدخل تجارته، وتطور من التجزئة إلى الاستيراد والجملة.
بالمناسبة فقد ولد عام 1343 وهو عام دخول الملك عبدالعزيز لمكة، وكأن البشارة لأهل مكة كانت بشارتين، وقد عاصر الحرب العالمية الثانية وهو فتى يافع، كما عاصر ملوك المملكة العربية السعودية وكل منهم كان له وقفات وحكايات تدلل على مساندة هؤلاء الملوك العظماء لكل مجتهد ومبدع يخدم وطنه.
ولم يكن الاستيراد هو نهاية مطافه بل إجراء التجارب الكيميائية لصناعة الزجاج والصابون والتي جعلته يدرس الكيمياء، وبالرغم من عدم نجاحه فيها، فلم يكن ذلك الفشل سبباً في إحباطه بل على العكس كان دافعاً قوياً للبحث عن مقومات أخرى للنجاح، وتخطى تلك المرحلة إلى مراحل أخرى جديدة أوصلته للعالمية، وهي صناعة الدواجن، التي لاقت نجاحاً وازدهاراً حيث وفر لها أرقى التقنيات والبيئة اللازمة للإنتاج.
بل حقيقة تدهشك قدرته على التحليل العلمي لمراحل التفقيس للبيض وكيفية اكتشاف الدجاجة للبيض الفاسد وإبعاده عن البيض السليم وعدد أيام التفقيس وما إلى ذلك.. مما يدل أنه خبير في مجاله..
ولكن لم يكن هذا هو آخر طموحه بل أراد إسعاد المجتمع في شكل جديد من العمل والاستثمار فكان مشروع مكة للإنشاء والتعمير والذي لم يكن يتوقع أن يدخله في دهاليز ليس مع رجل الشارع فقط بل مروراً بمرافق الدولة المختلفة ووصولاً إلى ولي الأمر، في شكل جديد من العمل والاستثمار الجماعي الذي ينفعه وينفع غيره ومجتمعه، وكان نجاح المشروع ودعم ولاة الأمر له حافزاً للدخول لمشروع آخر وهو: (مشروع جبل عمر) والذي كان يحوي حوالي 1225 عقاراً عشوائياً يفتقر إلى أبسط متطلبات السكن الصحي في المنطقة المجاورة للحرم المكي الشريف ورغبته في إدخالها إلى الاستثمار الجماعي لتقديم خدمات حضارية متطورة لضيوف الرحمن الذين تزايدت أعدادهم بالملايين وطوال العام ولم تكن تلك الدور الصغيرة العشوائية تكفي لاستيعاب هذه الأعداد المتزايدة.
بل إن رغبته في توفير أساليب الترفيه للمجتمع حيث ليس كل فرد بمقدوره الذهاب إلى منتجعات أوروبا وأمريكا فيرتاد ملاهي تيفولي أو ملاهي ديزني، فجاءته فكرة توفير أساليب الترفيه للمواطن فكانت الدانة والنورس والأكواريوم وملاهي الشلال ومطعم السقالة؛ ومشاريع سياحية أخرى، غيرت وجه جدة وجعلتها قبلة لرواد السياحة في المملكة والخليج وغيرها.
كتاب (لمحات من حياتي) سيرة خالدة مفعمة بالنجاح، أقترح أن تقدم كأنموذج في الدورات التدريبية، وكذلك أن تُضمن في مناهج المرحلتين الثانوية والجامعية؛ لتكون نبراساً للشباب في العمل الجاد والمثابرة للوصول للنجاح في الحياة.