بسام فتيني

لن نموت بدونها!

راصد بلا مراصد
راصد بلا مراصد

الاثنين - 20 يونيو 2016

Mon - 20 Jun 2016

في دهاليز الحياة، وبين ممرات مراحل أعمارنا، ثمة قناعات ومسلمات زائفة ما تلبث أن تذوب فناء بعد أول استخدام للعقل! فالعقل البشري أحيانا يقع تحت وطأة الزيف المُقنِع فيتداول عبارات في ظاهرها الصِحة وفي باطنها الزيف المُغلف، ودعونا نسأل أنفسنا يا تُرى كم مرة في حالات الرضى قالت الزوجة لزوجها مثلا (ما أتخيل أعيش من دونك يا بعلي!) ثم وفي لحظة الخلاف بل وفي جزء من الثانية تصرخ بأعلى صوت (عُمري ما عشت معاك يوم حلو يا بعيد!).

دعونا نسأل أنفسنا مرة أخرى، يا تُرى كم مرة ردد البعض عبارات وجُملا كنا نعتقد أنها من المُسلمات التي لا نقاش فيها ثم نفيق بعد فوات الأوان!؟ ونكتشف أنها مجرد (قوالب) صامدة جامدة لا تستند على أصل شرعي أو حتى منطق وسطي.

لذلك علينا أن نروض رغباتنا وأن نعلمها تقبل التقلبات قبل أن تلفحنا سياط العثرات، وفي بعض الأعمال الروتينية مثلا قد يتصدى أحدهم لتطويرٍ ما أو لقراراتٍ ما فقط لأنه لم يتعود أو يتعلم غيرها فيتعنت في الرأي ويرمي تُهم الجهل وصِغر السن على من يحاول التطوير ويعتبره بمثابة الطائش الذي سيضيع ويهلك فقط لأنه لا يكرر أو يستنسخ ما ورثه عن أسلافه الديناصورات!

فتشوا بين عباراتكم عن مثل هذه (المسلمات الزائفة) واكسروا قواعدها طالما لا أصل لها في الشرع أو الدين أو الأخلاق أو المنطق، ثم جربوا أن تعيشوا بكسر هذه القناعات المتوارثة بلا تعقل وستجدون أنكم لن تموتوا بدونها! احذر مثلا من أن تتزوج ابنة عمك فقط لأن أحداً غيرك يرى بأنها الأصلح لك! واحذر من دخول قسم لا تحبه في الجامعة فقط إرضاء لأحد والديك أو مجاملة لصديقك أو حتى لإرضاء المجتمع! فلا يمكن لنا أن نكون جميعاً أطباء أو مهندسين!، بحجة أن المجتمع يحترم هذه المهن أكثر من غيرها، فيُرفض العريس السباك وينتقص من الكهربائي إذا جاء يخطب!

خاتمة: قولوا لكل شخص أو موقف أو عمل أو وظيفة لن أرضخ لكم، ولن أموت بدونكم، وها هي صفحتي الجديدة قد بدأت بقناعاتي، ولا عزاء للذكريات الموروثة!