سهام الطويري

إسقاط قروض جنود عاصفة الحزم: لماذا نخجل من تجارنا؟

السبت - 18 يونيو 2016

Sat - 18 Jun 2016

مع استبشار المواطنين وفرحتهم الغامرة بتطبيق رسوم الأراضي الذي كسر احتكار التجار وكاد أن يذيب الطبقة المتوسطة في المجتمع السعودي الحديث، كما أن تطبيق الرسوم أظهر رأيا مجادلا لا بأس به بين التجار ومواطني الطبقة الوسطى في تويتر، حيث انهالت على حسابات الممتعضين من إقرار الرسوم تغريدات لاذعة اللهجة لتجار البلد الذين لا يمكن مقارنة ما ينفقونه في شراكة بناء البلد مع غيرهم من أثرياء العالم.

حيث يرى التاجر السعودي أن دوره في رد الجميل يقتصر في أغلب الأحيان على بناء المساجد وإنشاء جمعيات خيرية لا يرى لها أثر ملموس في بناء الأسر والمجتمع بالشكل الذي يرضي، كما يقتصر دور بعض التجار على توزيع وجبات رمضان على الناس في الشوارع العامة.

إسهامات الفئة المخملية في رفع وترقية حاجات المجتمع الأقل في الطبقة غير مرض وغير مشرف حينما يدون للتاريخ، والعار الأكبر أن أولئك التجار يدينون بدين الإسلام الذي يحث على إنفاق المال على الفقراء وعلى التنمية الاجتماعية.

من المخجل جدا أن يتصدر قائمة أثرياء ومشاهير العالم تجار سعوديون مسلمون! العديد من هؤلاء يدعم منظمات تطوعية عالمية ويبذل بسخاء على تشويه سمعة السائح العربي من خلال بذخه وتبذيره لأموال لا يرى أنه بحاجة إلى ادخارها، وفي المقابل لا يرى بأنه من الضروري سند الجهود الحكومية في بذلها المنتظم على تلمس احتياجات أبناء وعوائل المرابطين وأسر الشهداء سواء شهداء وزارة الداخلية ممن طالتهم يد الإرهاب والغدر أو شهداء الجيش السعودي الذين جعلوا من أجسادهم دروعا حصينة لكيلا يخترقها جيش المعتدي إلى الداخل السعودي ويعيث في أملاك ذلك التاجر الفساد وينهبها بدم بارد!

مثلا لم نسمع عن جمعيات التجار الخيرية دورها الوطني في تبني أسر الشهداء بتوفير منح تعليمية فاخرة وابتعاث للخارج أو دعمهم في توفير وظائف إدارية مهمة في شركاتهم الخاصة، كما لم نسمع للجمعيات الخيرية أو البنوك الخاصة لأولئك التجار دورا شهما في إسقاط القروض عمن استشهدوا أو أصيبوا في ميدان المعركة. ونحن نعلم يقينا أن جنودنا وضباطنا سواسية في ميدان القتال لا توجد بينهم امتيازات خاصة للوقوف أمام المواجهات المباشرة مع النيران، إلا أن النسبة الكبيرة بحسب الاختصاص في التقدم تأتي على أصحاب الرتب من قطاع الأفراد، أي أن إقراض البنك لهذه الفئة حسب الراتب لا يتجاوز في حده الأقصى مئتي ألف ريال، ولذلك ماذا عن عشرات الأسماء المصابة جراء الألغام أو القنص الذين يتم علاجهم الآن في مستشفيات القوات المسلحة، وبعضهم نشرت صوره في مواقع التواصل مبتور الأطراف؟

هؤلاء لم يتقدموا لميادين المعارك إلا رغبة في نيل الشرف دون النظر لما دونه، ولكنه من المثير للخجل حقا أن يملك التاجر السعودي من الموارد والأملاك ما لا سينقصه لو نظر بمسؤوليته وآمن بواجبه نحو المجتمع.

أغلب تجار السعودية مع الأسف من ذوي الدماء الزرقاء، لم يعد المجتمع بحاجة إلى تبرعاتهم ببناء المساجد ولا إلى مد سفرهم الرمضانية في الشوارع.