من أعطاك الحق

تفاعل
تفاعل

السبت - 18 يونيو 2016

Sat - 18 Jun 2016

موضوعنا اليوم أعزائي القراء ذو طابع حساس جدا ويمس فئة غالية علينا جميعا، بل أصبحت أحد أعمدة المنزل وأركانه، ألا وهي العمالة المنزلية! ويشمل حديثنا عموما العمالة بشكل عام سواء في الشركات أو في المنازل.

وبلا شك أن النفس لتجزع وتغضب عندما تشاهد بعض المشاهد أو تسمع بعض القصص التي يتعرضون لها من إهانة وسب وضرب وحرمان من الحقوق الإنسانية والمالية، فمن أعطانا الحق في سلب حقوقهم وإهانتهم واحتقارهم والنظر إليهم بدونية؟ وكما هو ديدني في كل مواضيعي بعدم التعميم إطلاقا ولكن كما هو متعارف عليه في مناقشة القضايا العامة والمحلية في طرح ومعالجة المواضيع بشكل عام ودراسة الظواهر قبل اتساع رقعتها وتوسعها.

فمن أعطاك الحق في ضرب وإهانة واحتقار وإذلال عامل لديك؟

وهل نحن أوصياء عليهم أم إننا آباؤهم كي نفعل بهم ما نفعل؟ واعلم أخي الكريم أن ويلات الدنيا ومصائبها هي من أجبرتهم على ترك زوجاتهم وأزواجهم وآبائهم وإخوانهم وعشيرتهم وأحبابهم لكي يكتسبوا لقمة العيش ويوفروا حياة كريمة لآبائهم وأحفادهم، وأن المنان الرحمن قد فضلك على كثير من خلقه ومن عليك بفضله ورحمته فاشكر النعم فإنها لا تدوم ولا تكن كصاحب الجنة في سورة الكهف.

واعلم أن الظلم ظلمات يوم القيامة فلا تظلم هذا وتسب هذا وتسرق من مال هذا فالقبر صندوق العمل.

وأحسن إليهم وعاشرهم كإخوتك وإن بدر منهم تصرف غير مقبول أو تقصير في العمل فاعلم أنك لست بوليهم وخذ الحقوق بالنظام وبالطرق الشرعية فلا حاجة لظلم أو إهانة أو ذل ومهانة.

إن دوام الحال من المحال فقد تدور عليك الدوائر كما كان يعمل أجدادنا في أقصى إقليم السند وباكستان، ولا تحقرن أحدا ولو كان عامل النظافة العزيز فوالله لربما هو أقرب عند المولى عز وجل بعمله وطاعته منك ومن عملك.

خالط الناس بخلق حسن واشكر المولى على أنه سخر لك هذا الإنسان لخدمتك وقضاء حاجاتك وكل مسخر لما خلق الله.