عسى نرفد التنمية بالعمل التطوعي
تفاعل
تفاعل
السبت - 18 يونيو 2016
Sat - 18 Jun 2016
23 من يونيو، يصادف ‹›اليوم العالمي للعمل التطوعي››؛ وليتنا نتوسع وبشكل ملموس في غرس (فكرة وممارسة) الخدمة العامة التطوعية الخيرية في مجتمعنا: بترسيخها في برامجنا الإعلامية ومناهجنا، وفي مختلف أنشطة المنتديات الاجتماعية، وفي بقية مؤسسات ‹المجتمع المدني›. وعسانا ننشرها في عموم الشباب والشابات، وخاصة الذين أصبحت لهم سِمة ‹المحتسب›.
وعليه، فيمكن توجيه الطاقات من مختلف الفئات عندنا ليستفاد منهم في العمل التطوعي.
وهذا يتطلب تدريبهم وإعادة تدريبهم وتأهيلهم فيقومون بعشرات ومئات الأعمال، وبخاصة في المجالات التنموية والمهارات البيئية العديدة التي يحتاج إليها الوطن والمواطنون بتضوُّر.
فكثيرا ما نقرأ عن ‹الجمعيات› الخيرية، ونسمع عن ‹التبرعات› و›المشتريات› لغرض كذا أو لمريضٍ هنا، أو لعائلةٍ هناك..
وهذا جميل ومشكور، بالطبع؛ ولكن، قد يكون من الأجدى لو كانت نشاطاتنا الخيرية تدريبية تعليمية تربوية أدائية.. ومستدامة؛ وألا تكون مجرد ‹استجابة› مع حاجة هنا أو حدث طارئ هناك؛ بل ويحسن أن تأتي هكذا نشاطات في شكل ابتداري.. أكثر من استجابي أو رد فِعلي.
وفي الدول المتقدمة، نسمع عن أفراد وجماعات، وفيهم الموسرون: يقدّمون خدماتهم في مختلف المنشآت في المجتمع، ومنها الصحية ومؤسسات إيواء العجزة والمعوزين والأيتام والمعوقين، وفي جمعيات رعاية الأطفال، والمحتاجين بمختلف تصنيفاتهم.
فقد تكون ربة منزل ذات مؤهل معين أو كفاءة محددة، لكنها بعد أن أصبحت رسميا متقاعدة تـقرر أن تتحاشى المكوث الخامل في البيت، وألاّ تنشغل أو تتشاغل بالأعمال التي لا طائل منها سوى مجرد قضاء الوقت.. أو حتى قتله، فتقوم السيدة تلك بنشاط تطوعي، فمثلا تعرض خدماتها للقيام بـ›زيارة› عدد من المرضى بمشفى معين قد يكون قريبا أو بعيدا عنها، حسب إمكانات المواصلات عندها، فتقوم بمشاركة حنونة في برامج زيارة منسَّقة مع إدارة ذلك المشفى؛ فربما اقتصرت مشاركتها على مجالسة حانية مع منوم من المرضى، وخاصة من الذين لا أهل لهم أو من لا زوار يعودونهم، فتقوم بمحادثتهم وملاطفتهم وبتفقد أحوالهم وسؤالهم عن مدى تحسن صحتهم.
وقد نجد أن تلك السيدة (والسيد أيضا).. تقوم بهذا كله وهي تجد السعادة.. وتحس بتحقيق المتعة الشخصية عندها، وربما حتى بتحقيق ذاتها، وذلك بمنح خدمتها ووقتها وجهدها لإسعاد الآخرين.
و لعلنا في هذا كله، نكون غير مستنكفين من التشمير عن أكمام ثيابنا أو بلوزاتنا، والقيام ببعض العمل اليدوي.. وذلك (إلى جانب) أساسات الاستماع والمحادثة والتخفيف والملاطفة.
ولربما قام هكذا متطوع بخدمة مريض بقراءة فصل من كتاب أو عدد من الصفحات بكتاب مفضل مسل لذلك المريض؛ بل ربما قامت المتطوعة بمساعدة أو مشاركة الممرضات الرسميات حتى في ترتيب أو تغيير ملاءات سرير المريض؛ أو في مجرد تقديم جرعات العلاج.. وخاصة إن كان للمتطوع الزائر في سابق تنشئته ومهاراته وهواياته ما يتناسب مع التجربة التمريضية أو أساسات الإسعاف الأولي.
وعندنا، يمكن الاستفادة من أوقات وطاقات المواطنات والمواطنين القادرين المستعدين بوقتهم وبمواردهم الشخصية والمادية لمساعدة الآخرين، وخاصة المعوزين.
وبعامة، يمكن الاستعانة بطاقات الشباب الزاخرة، لكنها الكامنة وربما غير المستثمرة، في مجالات التنمية في مناكب الحياة؛ فيمكن الاستفادة من فئات الشباب والشابات في مواطن عديدة.. وفي فترات متواترة خلال العام.. مع التركيز على فترات الإجازات والصيف والفراغ.
منذ بداية ستينيات القرن العشرين، ابتدع الرئيس الراحل جان كينيدي فكرة ومشروع ‹فيالق السلام›، (پيس كور:PeaceCorps)، الذي شجع ومكّن آلاف الشباب والشابات من التسجيل والانخراط في دفعات وراءها دفعات تتالت وتواصلت عبر عشرات السنين منذ بدء البرنامج؛ في برامج بيئية وتنموية في مختلف أرجاء العالم، من الشرق الأقصى إلى المغرب العربي.. في الزراعة وفي مقاومة الحشرات الضارة، وفي إقامة وصيانة الترع والصرف الصحي والأرصفة والكباري؛ وكذلك في مجالات التعليم الواسعة، من محو الأمية، إلى تعليم اللغات.
وبذا تمتع آلوف الشباب باكتساب خبرات ما كانوا ليحلموا بها لو أنهم قبعوا في مناطقهم وأرياف ولاياتهم، فاتسعت مداركهم، وشدت هممهم، وتزايد نماؤهم ونضجهم، وتمكنوا من تطبيق ما درسوه -أكاديميا- في الحرم الجامعي من علوم ومعلومات؛ وبذا تعالت خبراتهم الميدانية وتنامت مهاراتهم الأدائية.
والعمل التطوعي لا يلزم أن يكون حافا- جافا ودون أي دعم مادي؛ فلقد تم صرف مبالغ معينة لشباب جماعات ‹فيالق السلام›، ولم تكن في خانة السخرة والتسخير!
فيمكن تطبيق مثل هذه الأفكار في نشاطات (داخل البلاد)، في مواقع محلية لدعم مختلف مؤسسات (المجتمع المدني) بما يشمل الجمعيات الخيرية؛ وفي المدارس والمعاهد والجامعات.
فلنعمل على تأصيل فكرة ‹العمل التطوعي› بين شبابنا وشاباتنا.. ولنشمل في ذلك مختلف الفئات بما يعود بالتجربة والنضج والفائدة. ونظرة عندنا إلى الآلاف المؤلفة من الدُّعاة والداعيات.. فربما آن الأوان (خاصة مع تنامي وتضخم الأعداد، من النوعين)؛ ومع تنوع وتنامي الحاجات الاجتماعية، فيمكن الاستفادة منهم ومنهن في مجالات العمل المنتج المباشر، وذلك بالممارسة المُجْدية فيما وراء ما كانوا قد تلقوه من التعليم اللفظي والكلام البلاغي والإلقاء الخطابي.
فلعلنا نوجه اهتماماتنا لتوظيف الطاقات الكامنة ونوجهها وجهة العمل التطوعي الاجتماعي، المعزز للتنمية، والمتمثل بالإنتاجية خلال توليهم الوظائف؛ وفي المساهمة الفعالة في رفعة النماء الوطني المستدام، المتمسك بالحميمية الوطنية، والمتحلي بالمحبة!
وعليه، فيمكن توجيه الطاقات من مختلف الفئات عندنا ليستفاد منهم في العمل التطوعي.
وهذا يتطلب تدريبهم وإعادة تدريبهم وتأهيلهم فيقومون بعشرات ومئات الأعمال، وبخاصة في المجالات التنموية والمهارات البيئية العديدة التي يحتاج إليها الوطن والمواطنون بتضوُّر.
فكثيرا ما نقرأ عن ‹الجمعيات› الخيرية، ونسمع عن ‹التبرعات› و›المشتريات› لغرض كذا أو لمريضٍ هنا، أو لعائلةٍ هناك..
وهذا جميل ومشكور، بالطبع؛ ولكن، قد يكون من الأجدى لو كانت نشاطاتنا الخيرية تدريبية تعليمية تربوية أدائية.. ومستدامة؛ وألا تكون مجرد ‹استجابة› مع حاجة هنا أو حدث طارئ هناك؛ بل ويحسن أن تأتي هكذا نشاطات في شكل ابتداري.. أكثر من استجابي أو رد فِعلي.
وفي الدول المتقدمة، نسمع عن أفراد وجماعات، وفيهم الموسرون: يقدّمون خدماتهم في مختلف المنشآت في المجتمع، ومنها الصحية ومؤسسات إيواء العجزة والمعوزين والأيتام والمعوقين، وفي جمعيات رعاية الأطفال، والمحتاجين بمختلف تصنيفاتهم.
فقد تكون ربة منزل ذات مؤهل معين أو كفاءة محددة، لكنها بعد أن أصبحت رسميا متقاعدة تـقرر أن تتحاشى المكوث الخامل في البيت، وألاّ تنشغل أو تتشاغل بالأعمال التي لا طائل منها سوى مجرد قضاء الوقت.. أو حتى قتله، فتقوم السيدة تلك بنشاط تطوعي، فمثلا تعرض خدماتها للقيام بـ›زيارة› عدد من المرضى بمشفى معين قد يكون قريبا أو بعيدا عنها، حسب إمكانات المواصلات عندها، فتقوم بمشاركة حنونة في برامج زيارة منسَّقة مع إدارة ذلك المشفى؛ فربما اقتصرت مشاركتها على مجالسة حانية مع منوم من المرضى، وخاصة من الذين لا أهل لهم أو من لا زوار يعودونهم، فتقوم بمحادثتهم وملاطفتهم وبتفقد أحوالهم وسؤالهم عن مدى تحسن صحتهم.
وقد نجد أن تلك السيدة (والسيد أيضا).. تقوم بهذا كله وهي تجد السعادة.. وتحس بتحقيق المتعة الشخصية عندها، وربما حتى بتحقيق ذاتها، وذلك بمنح خدمتها ووقتها وجهدها لإسعاد الآخرين.
و لعلنا في هذا كله، نكون غير مستنكفين من التشمير عن أكمام ثيابنا أو بلوزاتنا، والقيام ببعض العمل اليدوي.. وذلك (إلى جانب) أساسات الاستماع والمحادثة والتخفيف والملاطفة.
ولربما قام هكذا متطوع بخدمة مريض بقراءة فصل من كتاب أو عدد من الصفحات بكتاب مفضل مسل لذلك المريض؛ بل ربما قامت المتطوعة بمساعدة أو مشاركة الممرضات الرسميات حتى في ترتيب أو تغيير ملاءات سرير المريض؛ أو في مجرد تقديم جرعات العلاج.. وخاصة إن كان للمتطوع الزائر في سابق تنشئته ومهاراته وهواياته ما يتناسب مع التجربة التمريضية أو أساسات الإسعاف الأولي.
وعندنا، يمكن الاستفادة من أوقات وطاقات المواطنات والمواطنين القادرين المستعدين بوقتهم وبمواردهم الشخصية والمادية لمساعدة الآخرين، وخاصة المعوزين.
وبعامة، يمكن الاستعانة بطاقات الشباب الزاخرة، لكنها الكامنة وربما غير المستثمرة، في مجالات التنمية في مناكب الحياة؛ فيمكن الاستفادة من فئات الشباب والشابات في مواطن عديدة.. وفي فترات متواترة خلال العام.. مع التركيز على فترات الإجازات والصيف والفراغ.
منذ بداية ستينيات القرن العشرين، ابتدع الرئيس الراحل جان كينيدي فكرة ومشروع ‹فيالق السلام›، (پيس كور:PeaceCorps)، الذي شجع ومكّن آلاف الشباب والشابات من التسجيل والانخراط في دفعات وراءها دفعات تتالت وتواصلت عبر عشرات السنين منذ بدء البرنامج؛ في برامج بيئية وتنموية في مختلف أرجاء العالم، من الشرق الأقصى إلى المغرب العربي.. في الزراعة وفي مقاومة الحشرات الضارة، وفي إقامة وصيانة الترع والصرف الصحي والأرصفة والكباري؛ وكذلك في مجالات التعليم الواسعة، من محو الأمية، إلى تعليم اللغات.
وبذا تمتع آلوف الشباب باكتساب خبرات ما كانوا ليحلموا بها لو أنهم قبعوا في مناطقهم وأرياف ولاياتهم، فاتسعت مداركهم، وشدت هممهم، وتزايد نماؤهم ونضجهم، وتمكنوا من تطبيق ما درسوه -أكاديميا- في الحرم الجامعي من علوم ومعلومات؛ وبذا تعالت خبراتهم الميدانية وتنامت مهاراتهم الأدائية.
والعمل التطوعي لا يلزم أن يكون حافا- جافا ودون أي دعم مادي؛ فلقد تم صرف مبالغ معينة لشباب جماعات ‹فيالق السلام›، ولم تكن في خانة السخرة والتسخير!
فيمكن تطبيق مثل هذه الأفكار في نشاطات (داخل البلاد)، في مواقع محلية لدعم مختلف مؤسسات (المجتمع المدني) بما يشمل الجمعيات الخيرية؛ وفي المدارس والمعاهد والجامعات.
فلنعمل على تأصيل فكرة ‹العمل التطوعي› بين شبابنا وشاباتنا.. ولنشمل في ذلك مختلف الفئات بما يعود بالتجربة والنضج والفائدة. ونظرة عندنا إلى الآلاف المؤلفة من الدُّعاة والداعيات.. فربما آن الأوان (خاصة مع تنامي وتضخم الأعداد، من النوعين)؛ ومع تنوع وتنامي الحاجات الاجتماعية، فيمكن الاستفادة منهم ومنهن في مجالات العمل المنتج المباشر، وذلك بالممارسة المُجْدية فيما وراء ما كانوا قد تلقوه من التعليم اللفظي والكلام البلاغي والإلقاء الخطابي.
فلعلنا نوجه اهتماماتنا لتوظيف الطاقات الكامنة ونوجهها وجهة العمل التطوعي الاجتماعي، المعزز للتنمية، والمتمثل بالإنتاجية خلال توليهم الوظائف؛ وفي المساهمة الفعالة في رفعة النماء الوطني المستدام، المتمسك بالحميمية الوطنية، والمتحلي بالمحبة!