فارس محمد عمر

حسناؤنا الغنية

الاثنين - 13 يونيو 2016

Mon - 13 Jun 2016

غزيرة الحنان شابة الفؤاد، غلبت الأجواد وأوحت لكل ذي جنان وبنان. نثرت الخير نثرا، ما تمسه يغدو عطرا. أديمها من ذهب، قلبها من ذهب، يدها من ذهب. استغنت عبر القرون والأزمان، ولت شطرها أمم من كل مكان. ولدت وخطت صفحات الزمان، أنبتت العلم والأدب ولبت بالنفيس والأبدان.

حسناءنا الغنية! مالي أضع الفصوص في بعض ثوبك السابغ وأُحنّي اليسير من كفك الواسع؟ أشح بآفاقك المترامية على الكبار والصغار، وأسخر من الأفكار بالأعذار، فأحتكر المشاع لباهظ الأسعار؟

يا مهد النبوات ومنطلق الرسالات. تجودين بالتمور والرمان والنعناع والريحان، فأرميها بوباء الجسور والأنفاق حتى المعاناة والاختناق.

تقارعين الأمم بفسحات أرضك وانبساط رمالك، وأرص أعمدة تزحم الفضاء، أسد هبات الهواء، وأجعل الأعين والآذان متلاصقة صباح مساء. أنكرت فيك الوفرة والسخاء، فأذهبت عن نفسي الطمأنينة والهناء!

يا قلعة عبدالعزيز الملك، يقارع وأبناؤه بك الفلك. ما أثرى براريك، ما أجمل شطآنك. لكني تغافلت عن رحابتك وامتدادك، ادعيت انقباضك، فبخلت بسهولك ووديانك، وزايدت على أجزائك مهملا كرمك واتساعك، فأنت ما ضقت ولا بخلت يوما عن أبنائك وأحفادك ولا عن ضيوفك وزوارك.

بلادنا الحبيبة... اصفحي عن اتهامي لبراريك وواحاتك وسواحلك، أراها بالمجهر والأنبوب فأستصغرك وأظلمك. لكن ذلك بات ينال من قلبي وعقلي وراحتي ويتعب أهلي وأحبتي، ولهذا أعدك بالكف عن الغلو والشطط، أن أنثر الأنس والخير لكل ساكن ومسافر ومرابط، زارعا مستثمرا متنفسا، ميسرا متوسعا في الخطط. سيبقى الرخاء والجمال الفياض، يسعد الناس وينشر الجواهر والألماس في سائر ردائك الحريري الفضفاض.

أحبك يا مملكتنا الكبيرة الحسناء، أدامك الله وأدام دينك وعزك وخيرك وملوكك ورجالك الأشداء المخلصين الأمناء.