عبدالله المزهر

قتل وشذوذ ودعشنة.. اللهم إني صائم!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاثنين - 13 يونيو 2016

Mon - 13 Jun 2016

حين قرر عمر متين ارتكاب جريمة القتل الجماعي في ملهى ليلي في أمريكا فإنه ربما لم يفكر في داعش، وداعش نفسها من المتوقع أنها لم تسمع بعمر الأفغاني إلا بعد الحادث، لكنها على استعداد لتبني أي جريمة في أي مكان حتى ولو لم ترتكبها، يكفي أن يكون شكل الجريمة العام مسيئا للإسلام والمسلمين لتضع داعش ختمها عليها وتتبناها!

يوجد اتفاق غير مكتوب بين الشيطان وداعش للتواجد في ذات الأماكن وتحقيق الأهداف المشتركة. ويبدو تعاونهما مثمرا وفعالا حتى هذه اللحظة ويسير بشكل سلس ودون تعقيدات تذكر، وكلا طرفي هذا الاتفاق يقوم بمهمته على أكمل وجه وبصورة متقنة!

الطريف ـ مع أنه لا طرافة في القتل ـ أنه كان لا بد من التروي ومعرفة جنسية وديانة القاتل لمعرفة هل قتل خمسين إنسانا عمل إرهابي أم إنه مجرد قتل للتسلية. وبالمناسبة فإن إدانة هذه الجريمة واستنكار وقوعها وصب بعض اللعنات والشتائم على مرتكبها ومؤيدها لا يعني بأي شكل من الأشكال ـ بالنسبة لي على الأقل ـ تقبل فكرة «الشذوذ» أو عدم اعتبارها انتكاسة في فطرة البشر.

بعد الحادثة تحمس البعض في إدانتها لدرجة أنه لم يبق إلا أن يقول إن الشذوذ الجنسي دليل تحضر ورقي، وإنه من المهم أن يتحول البشر إلى «مثليين» لكي يعم السلام.

وهي بالطبع حادثة مدانة ومرتكبها مختل، لكني لست ملزما بالدفاع عن نفسي في كل مرة يرتكب فيها مختل عقلي جريمة في أي مكان في العالم، ولا بتبني قضية الشواذ لمجرد أن الضحايا كانوا من هذه العينة المريضة!

وعلى أي حال..

في كل يوم يموت أكثر من خمسين إنسانا ظلما وعدوانا وندين ونغضب ونستنكر، حتى أصبح ذلك عادة ألفناها، وتعددت وجوه المجرمين، حتى لم نعد نميز بعضهم من بعض، لذلك أتمنى أن يعذرنا العالم «المتحضر» إن سقط منا سهوا استنكار هنا أو إدانة هناك!