سهام الطويري

عودة المبتعثين: التأرجح بين وزارتي العمل والتعليم

الاحد - 12 يونيو 2016

Sun - 12 Jun 2016

بعد نهاية برنامج خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ لمنح الابتعاث الحكومي، تظهر اليوم بركات البرنامج من خلال عودة مئات المؤهلين بالتخصصات المتنوعة والتي صرفت عليها ملايين الريالات الحكومية. يعاني بعض العائدين من برنامج الابتعاث اليوم من عدم وجود قناة وصل بين تخصصه وبين الوظيفة.

المشكلة الأكبر التي يجب أن تسلط عليها الأضواء هي في أعداد العائدين بلا جهة استقطاب للتوظيف، لو كانت أعداد العائدين بلا توجه بعدد الأصابع لأمكن توظيف فرضية تركهم للحظ للبحث عن العمل في القطاع الخاص أو فرصة العمل خارج البلاد، إلا أن الأزمة الحقيقية أن لدينا أعدادا مضاعفة من العشرات قد تصل للمئات أو الآلاف خصوصا من العائدين من أمريكا.

لا يمكن أن تقفل الجهات الحكومية أبوابها بعدم مساعدة وتوجيه هذه القوافل المؤهلة. أقصد هل هناك برنامج طوارئ مشترك بين وزارتي العمل والتعليم لاستقبال ملفات العائدين بشهادات وتخصصات يمكن تصنيفها في مجموعات ومن ثم فرزها وإعادة رسم خطط طارئة في حالة عدم تناسب أو عشوائية التخصص أو لأي سبب آخر تعلق عليه شماعة جوانب قصور برنامج الابتعاث من خلال مسألة عدم تقنين الابتعاث وتوجيهه في مرحلته الأولى واللاحقة. نعلم يقينا أن برنامج الابتعاث كان ثورة وطفرة حصلت بعد عطش شديد ارتوت منه كل مدينة وكل قرية في المملكة، فلم يعد اليوم هناك عائلة سعودية إلا وخرج منها مبتعث أو من أحد أقرباء العائلة.

ما صرف على الابتعاث من نفقات وما دفع لأجله من جهود وسنوات مضت من أعمار الراحلين والقادمين يحتاج الآن إلى وقفة تضافرية جادة بين الوزارتين. ليس على النفس أسى أكثر مرارة من قراءة منشن في تويتر من أحد المبتعثين يستجدي الكتابة عن وضعه الذي يمثله عشرات أو مئات من العائدين.

مسألة محاسبة مبتعث لم يتم توجيه تخصصه ليتوافق مع سوق العمل اليوم أو عدم مناسبة ما حصده من سنين العمر للوضع المحلي فكرة غير موفقة، لأننا في زمن العولمة ولأنه من الممكن أن يكون التدقيق في التخصص القادم مؤهلا له للعمل تحت مظلة التخصص الأكبر. كما أن مسألة امتداد التخصص في الجماعات للوظائف الأكاديمية غير مجدية في ظل ثورة الانفتاح العلمي واندماج العلوم واستحداث العلوم الجديدة مع العلم أن امتداد التخصص الذي تسير عليه منهجية الجامعات لدينا لم يفرز نجاحات عالمية في مجال البحث العلمي أو التفوق الدولي في إحراز النقاط العلمية والبحثية القادمة من امتداد التخصص.

ككاتبة أشعر بألم وتعاطف مع كل قصة نجاح لمبتعث تأتي وتصطدم ببيروقراطية في زمن الحزم والعمل والحداثة.