عودة علي جابر ـ رحمه الله ـ إلى الحرم

تفاعل
تفاعل

الاحد - 12 يونيو 2016

Sun - 12 Jun 2016

تتزامن مواسم الخيرات والبركات مع ذكريات جميلة لها طابع خاص في ثنايا البيت العتيق وتحديدا مع صلاة التراويح داخل أروقة المسجد الحرام.

فلجمال المذياع والتلفاز و«وسائل التواصل الاجتماعي» دور كبير في نقل الصورة والخبر.

عقود من الزمن توالت علينا منذ أن رحلت ذكريات الزمن الجميل في رمضان في ثنايا الثمانينات الميلادية.

قد تتذكرون وأنا لا أتذكر!

في تلك الفترة الزمنية التي شهدها المسجد الحرام وعلى محرابه وداخل أروقته صوت شيخ جليل ألا وهو علي عبدالله جابر، الذي خطف الأفئدة وخطف القلوب وأسرها فبين رائحة «الزعفران والهيل ورائحة القهوة العربية» والمسك والعنبر والعود (الكمبودي) وبين صوت المذياع وصوت التلفاز يتجلجل ذلك الصوت الأسطوري الذي يكتمل رونقه بجمال اكتمال جهورية الصوت، وكانت إمامته ليالي رمضان سنوات ثماني متقطعة نبعا لا ينضب من الطمأنينة والجلال وألق السماء، والصبا تهدهد كل من لاذ بالبيت وعانق الملتزم، أو تسمر أمام التلفاز أو أصاخ بسمعه إلى الراديو، ولأن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا، فقد كان ليلتها ضربا من البهاء لا يتكرر. لقد كان جوهرة أتت إلى هذا العالم ثم مضت، فلا مثال على منوالها، ولا حنجرة تدانيها.

كلما وجه وجهه إلى القبلة واستقبلها واستقبل الكعبة الغراء المشرفة عشاء وتراويح أصغت الدنيا بأذنيها لصاحب الصوت الأمين، فارشة روحها على أجنحته من آية إلى آية ومن سماء إلى سماء، تاركا لعيوننا رقرقة عصي الخشوع ولأرواحنا تقليب مدفون الأشجان، يعرج بنا في مثاني البيان ونفحات رمضان.

لقد أدركت ذلك الشعور من خلال تلك الوسائط المتعددة التي نشرت من خلال وسائل التواصل والتقنية الحديثة لقد أبحرت عندما سمعتها وتهافت الدمع عندما يرفع صوته في أواخر سورة النمل من قول الله تعالى (من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار).

فما أجمل تلك اللحظات والثواني والجزء من الثانية.

ولقد أتى من بعد شيخنا رحمة الله عليه شيوخ أجلاء نقدرهم ونحترمهم وندعو لهم ولكن «صوت بلبل الحرم صوت الحجاز» له طابعه الرائع.

وفي هذا العام المبارك فقد استبشرنا خيرا ولا زلنا ننتظر الخير والخير مقبل ولعل الله يصلح الحال. فقد سمعنا أطراف الإشاعات تصول وتجول تلوح وتحول بأن شيخنا الغالي وطالب الشيخ الدكتور صلاح سالم باعثمان قد أعيد إلى الحرم بتكليف في رمضان هذا وذلك ليكلف بصلاة التراويح فقد استبشرنا خيرا وظننا أن طالب الشيخ قد عاد يحاكي شيخه وصوته يلوج بين الصفا والمروة وبين زمزم والحطيم.

شخصيا أتمنى أن تكون عودة الشيخ صلاح سالم باعثمان إلى محراب الحرم رسميا لا مكلفا.

فعودة الشيخ صلاح باعثمان إلى الحرم كأن شيخنا المرحوم قد عاد فأصل المدرسة ثابتة وفرعها متحرك.

رحم الله الشيخ علي جابر ووفق الله الشيخ صلاح بعودته إلى إمامة الحرم.

أسأل الله أن تكونوا في كل رمضان بصحة وعافيه أنتم والأمة الإسلامية.