مودة الفؤاد.. ورحل أمين

تفاعل
تفاعل

الاحد - 12 يونيو 2016

Sun - 12 Jun 2016

ما أسرع تعاقب الليل والنهار، ومرور الأيام، وانقضاء الأسابيع، وتوالي الشهور! فاليوم هو ثامن أيام شهر الخير والبركات، وله ذكرى أليمة في نفسي التي لم تستطع نسيان أو تجاهل ذاك الحدث الأليم.

ففي مثل هذا اليوم الثامن من شهر رمضان عام 1431هـ مات الضمير، وماتت الإنسانية في نفس تناست أن الله وهب الحياة للنفس البشرية لتعبده وحده دون سواه، وأن قتلها يعد من أكبر الكبائر في الإسلام، ويأتي بعد الشرك بالله، وأن ديننا الحنيف حرص في نهجه القويم على حماية وصون حياة الإنسان، وجعل لها حرما آمنا لا يمس إلا بالحق، وأن قتل النفس بدون وجه حق أقره الإسلام يعد من أفظع الجرائم التي ترتكب تجاه المقتول.

ورغم تلك التوجيهات والأوامر التي تحرم قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، إلا أن القلب مات بين حناياه رغم نبضه، والضمير رحل عند ذلك القاتل الذي انتهك حرمة هذا الشهر المبارك الفضيل دون خوف من الله، ونفذ جريمته الشنعاء، والشمس في كبد السماء في شهر تسعى فيه النفوس لجني الحسنات، وتربيتها على الطاعات، في شهر تصفد فيه الشياطين ومردة الجن، وتغلق أبواب النار، وتفتح أبواب الجنان، وفر هاربا بعد أن أصاب فلذة كبدي البكر بطعنات عديدة متفرقة في جسده ليرديه قتيلا غارقا في دمائه.

حقيقة لا يعرف معناها إلا من عايشها على أرض الواقع، ففقد الولد من المصائب التي لا تتحملها إلا نفس المؤمن الصابرة الراضية بقضاء الله وقدره، فالحمد لله على قضائه وقدره، وأصبر نفسي بقوله تعالى «الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون (156) أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون».

وبما رواه أبوموسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم. فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم. فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع. فيقول الله تعالى: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة، وسموه بيت الحمد».

لا قضى الله بيننا بفـراق

إن طعم الفراق مر المذاق

لو وجدنا إلى الفراق سبيلا

لأذقنا الفراق طعم الفراق

ومن أصدق من الله قيلا «ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما».. ولا حول ولا قوة إلا بالله. والحمد لله.