بسام فتيني

إيران تستفز نفسها!

راصد بلا مراصد
راصد بلا مراصد

الاثنين - 13 يونيو 2016

Mon - 13 Jun 2016

يذكر الشياب أمثالي، تماما ما حصل في حج عام 1406هـ حين قامت إيران باستخدام عباءة مواطنيها من الحجاج فحاولت التذاكي وحشو حقائبهم بمادة الـC4 شديدة الانفجار، وهذا إن دل فإنما يدل على خِسة لا حدود لها واستعمال (الحج والحجيج) لمحاولاتها البائسة في العبث بأمن الوطن الأخضر.

واليوم وبعد مرور أكثر من ثلاثين عاما ما زالت إيران تمارس نفس العبث، لكنها هذه المرة أكاد أجزم أنها حفرت لنفسها حفرة عميقة ستجر عليها الويلات ومِن مَن؟ من الداخل الإيراني!، فعودة الوفد الإيراني إلى بلاده دون التوقيع على الاتفاقية المنظمة لشؤون الحجاج الإيرانيين سيؤدي لا محالة إلى تعطيل قدوم الحجاج الإيرانيين لحج هذا العام، وهو ما يمكن تفسيره بانقلاب السحر على الساحر، فمنذ ثورة الخميني المزعومة لم يذق الشعب الإيراني إلا طعم البؤس وتنامي العداوات بين دول الجوار الصديقة والجارة حولها!

ولم ولن يتعاطف معها إلا متخاذل أو ضعيف أو (متمصلح) سياسيا وهذا لا يهمنا الآن، لكن ما يهمنا هذه المرة أن إيران اختارت الاصطدام مع نفسها وشعبها فمحاولة تعطيل وعرقلة قدوم الحجاج المدنيين البسطاء ستؤدي على الأغلب لحالة غليان داخلي من البسطاء ضد من يحاولون تسييس الحج، وبالتالي تكون إيران الدولة استفزت نفسها بشعبها وعليها تحمل تبعات ذلك والذي قد يتجاوز المظاهرات أو الشجب إلى ما هو أبعد، بل ولا أستبعد أن تكون الثورة من الداخل ضد من يصرون على إخراج الحج من ثوب الشعيرة إلى ثوب السياسة القذرة الحقيرة.

ولعل أكثر ما أعجبني ورفعت له التحية بكل فخر هو تصريح معالي وزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بنتن حين وضع النقاط على الحروف، وبين للرأي العام وللعالم أجمع بأن هذا العبث لم يعد ينطلي على أحد، وأن المملكة لم ولن تجعل الحج ملعبا لتصفية الحسابات، بل رحبت وترحب بكل من يفد إليها من شتى بقاع المعمورة، فحشدت كل مواردها البشرية والتشغيلية لخدمة الحاج أيا كان لونه وعِرقه وطائفته، وهذا ما قامت وتقوم به المملكة منذ لحظة تأسيسها وحتى قيام الساعة بإذن الله، والأيام حُبلى بكشف السيناريوهات المتوقعة والتي قد لا تخرج عن 3 سيناريوهات أولها أن يرضخ الوفد للتوقيع، وثانيها أن يسقط المعبد على رؤوس من شيدوه بالتسييس من الوفد الإيراني، والثالث وهو ما لا أتمناه أن تستغل إيران أذنابها لمحاولة النيل من نجاح تسيير أمور الحج، لكن سيناريو واحدا أتوقعه لبلادي وهو أن تنجح بإذن الله بتسيير أمور الحج ورصد وإيقاف كل ما يمكن أن يعكر صفوه وبذلك ندعو الله دائما.. قولوا آمين.