العلاج بالأتوفاج

السبت - 11 يونيو 2016

Sat - 11 Jun 2016

أشار الدكتور أحمد حميري، طبيب عراقي، إلى أنه في 2008، كان طالبا للدكتوراه بجامعة طوكيو؛ وتعرف هناك -بحق- على الفائدة الصحية من وراء «الصيام»! وبهذا اكتشف المعنى الحقيقي والدقيق وراء القول المأثور عندنا «صوموا تصحوا»! وفي هذا السياق، أورد أن بروفيسور ميزوشيما سأله «كيف»؟ أي: كيف يتأتى لكم أن تصبحوا بصحة جيدة نتيجة الصيام؟. فأجاب «لا أعرف!» فقال البروفيسور مستغربا «كيف تؤدون الصيام ثم لا تعرفون تحديدا (كيف) يكون مفيدا لصحتكم!؟» بروفيسور ميزوشيما هو من القلائل في العالم الذين يعملون بمجال «الالتهام -الذاتي للخلايا»: Auto-phagy. وعلاقة هذا «الأتوفاجي/الأتوفاج» بالصيام هي التحفيز عن طريق الجوع عن الغذاء والماء لحوالي 8 ساعات؛ بشرط أن يكون الجسم في حالة نشطة، وبدون الخلود للنوم وبلا الاعتكاف عن الحركة.

[لفظة «أتو-فاج» تجلب للذاكرة اسم الدواء «كلوكو-فاج»، وهو الذي أصبح أكثر من مشهور عند عموم المتعالجين من المرض السكري] فعند عملية هذا «التحفيز» نتيجة للصيام، فإن الجسم يقوم بحجز الخلايا المريضة والسرطانية، ويجري تحليلا ذاتيا فيتم التخلص منها، وكذلك يقوم بتوفير الغذاء للخلايا السليمة، في آن! ولتحقيق أقصى فائدة، يجب أن تكون هذه العملية متكررة تراكمية، أي مستمرة لفترة من الزمن، هي في حوالي دوام العمل اليومي (وأيضا) بشرط ألا يتم إعادة بناء أو دعم الخلايا المريضة نتيجة الإفراط في الطعام، وخاصة الأغذية المشبعة بالدهون والمواد السكرية! وهذا (الأوتوفاج) الذي هو نتيجة الصوم الكافي -لكن بشرط الحركة الدائبة واليقظة- له علاقة جد وطيدة بتنظيم عملية «الأيض» (= مجموع العمليات الفيزيائية والكيميائية التي تؤدي إلى إنتاج وصيانة وإبادة المواد العضوية المؤدية إلى طاقة).

كما ويقوم «الأوتوفاج» بالتعامل مع تجديد الخلايا والأنسجة الجسمية؛ وفيما يتصل بعملية نمو الشيخوخة؛ وكذلك مع عدد من خلايا السرطان. فالصيام لفترة طويلة نسبيا يحرك «الأتوفاج» العصبي بعمق؛ فيساهم الأخير في تولد وصيانة الخلايا «النظيفة» وكذلك في صيانة كتلات العضلات. كما يساهم في توازن دهون الدم؛ وفي معالجة بعض الأورام؛ وكذا في تخفيف هشاشة العظام وأمراض الشيخوخة. وكل هذا يحدث بالهضم الذاتي/ «الأتوفاج»، نتيجة الالتهام- الذاتي للخلايا الضارة بعد تجويع الخلايا الغذائية، نتيجة الصيام المناسب والجهد المصاحب!