إسماعيل محمد التركستاني

هل يعيد التاريخ نفسه؟

السبت - 11 يونيو 2016

Sat - 11 Jun 2016

من الأحداث والقصص التي صادفتها خلال عملي بوزارة الصحة ما يلي:

القصة الأولي: خلال عملي بأحد المستشفيات الرئيسية بوزارة الصحة (والتي امتد العمل فيها حوالي العشرين عاما) حدث فيها تغيير المدير الطبي سبع مرات متتالية، وذلك خلال عامين فقط! وتكررت تلك القصة ولكن هذه المرة في موقع (وزير الصحة) حيث تعاقب على هذا المنصب (المرموق) سبعة وزراء، وذلك خلال عامين متتاليين، أيضا.

هناك قصة أخرى تخص وزارة الصحة، ألا وهي تقلد وزيرين لمنصب وزير الصحة بعدما كانا وزيرين للصناعة، الأول الدكتور القصيبي (رحمه الله) بعدما كان وزيرا للصناعة والكهرباء، والثاني الدكتور الربيعة بعد حمله لحقيبة وزارة التجارة والصناعة. إن الهدف من ذكري لقصة التغيير (سواء في منصب المدير الطبي أو وزير الصحة) هو لتحليل السبب الذي كان وراء ذلك التغيير المتتابع، وتأثيرهما على سير العمل وتطويره.

ففي قصة تغيير المدير الطبي، كان المستشفى يمر بمرحلة صعبة جدا، وهي مرحلة إعادة ترميم وصيانة جميع أقسام المستشفى (وخاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية)، وهذا الوضع (إغلاق الكثير من غرف التنويم، تعطل وتأخر العمل لدى أقسام رئيسية وتوقف أعمال الترميم أحيانا) كانت صدمة كبيرة لكل من يتولى زمام الإدارة الطبية ولا يؤهل (وضع المستشفى) لتقديم أي نجاحات تذكر من قبل المدير الطبي، فكان هذا الوضع سببا رئيسيا في التغيير.

باختصار... كما نرى من التغيرات الوزارية، ابتعاد منصب وزير الصحة من القيادات الطبية (د. شبكشي، د. المانع ود. الربيعة) والتوجه (بهذا المنصب) إلى شخصيات قيادية لديها فكر اقتصادي. ولذلك أسباب منها: أن الوضع الراهن يتطلب إعادة قولبة الخدمات الصحية ووضعها في قالب مخالف للحقب الزمنية السابقة (والتي تولى فيها الأطباء زمام القيادة) وهي مرحلة كانت تتطلب بناء بنية تحتية للخدمات الصحية، تصحيح الهيكل التنظيمي الصحي وترسيخ مبادئ التطوير مثل المعايير الصحية.

أما بالنسبة للمرحلة الراهنة، فإنها تتطلب وجود شخصية قيادية تستطيع أن تعيد تصفيف (aligned) الحوافز الاقتصادية (incentives) وتسخيرها في تحسين رؤية الخدمات الصحية وذلك من ضمن وفي ظل رؤية 2030.