عمرو أحمد الحكمي

ماذا لو عوقب المشاة؟

السبت - 11 يونيو 2016

Sat - 11 Jun 2016

رجل المرور يلوح لسيارات الأجرة في حزم ألا يقفوا في أماكن سير السيارات، وأن يفسحوا الطريق للعابرين.. فيقف أحد الكدادين بسيارته لأخذ المارة بطريقة مخالفة لأنظمة المرور وأنظمة المشاة ليقل هذا المار إلى المكان الذي يريده، وعندما يعترضه رجل المرور طالبا منه أوراقه الرسمية (رخصة وهوية واستمارة) يسب في سره – وأحيانا علنا بصوت شبه مسموع - رجل المرور، ويدعو عليه بقطع الرزق ويتظلم لرب العالمين على مرأى من الناس وعلامات الذهول مرتسمة في سيماه.

العجيب في هذا السيناريو المكرور أنه في أيام المواسم وأيام العطل وكثرة السياح والمعتمرين يزيد هؤلاء السيـاح الطيـن بلة! فيقفون في عرض الشارع ينتظرون وقـوف سيارات الأجرة والكدادين فلا تجدهم يختارون الأماكن المخصصة لوقوف سيـارات الأجرة ولا تراهـم يراعون أنظمة الشارع ولا يلتفتون إلى جـسور المشـاة المخصصـة لهم بل يقطعون الشارع اختصارا للوقـت..!

فهل يا ترى سوف يعاقب القانون هؤلاء المـارة على هذا التلوث البصـري؟! أم إن فكرتي نابعة من مثالية! كيف نتعلم أننا بحاجة إلى نظام رادع، وأننا ممن تشملهم مقولة (من أمن العقوبة أساء الأدب)؟، فديننا يحتّم علينا أن نكون شعبا نظاميا يحترم قوانيـن وأنظمة الشارع، ليـس فقط من يقود السيـارة بل حتى المشاة عليهم احترام الأنظمة والنظر إلى مساراتهم التي تعبت إدارة المرور في رسمها وتوضيحهـا كي لا يحـدث اللبس بين حـق المشـاة وحق السيارات.

لن أبجـل مدينة دبـي الشقيقـة، ولكنها مدينة قوانينها فوق كل القوانين، شعبها يطبق النظام وهو راضٍ وعارف بأن «النظام» من أجله وضع، فلنحذو حذوهم ونقلّدهم فهم مثلنا مسلمون، إنهم يطبقون النظام كتطبيقنا للدين الحنيف أو أشد تطبيقا، لماذا؟ لأنهم يريدون أن ينهضوا وأن يصطفوا مع ركب الدول المتقدمة، وهم لم ينهضوا إلا لأنهم أجبروا - في السابق - على تطبيق النظام دون رحمة ولا عاطفة وبعيدا عن براثن الواسطة.

لذا أرى أن تكون هناك عقوبات للمشاة، لأن لهم دورا كبيرا في هذا التلوث البصري الذي نشاهده في كل مكان، ولا يكون طموح إدارة المرور تقليل عدد الوفيات، بل يكون في خلق مجتمع نظامي راق يطبق مبادئ الدين القويم حتى في قيادته لسيارته.