بزيع ينتقد ظهور معلوف على قناة إسرائيلية

السبت - 11 يونيو 2016

Sat - 11 Jun 2016

أوضح الشاعر اللبناني شوقي بزيع أن ظهور الروائي والكاتب اللبناني الفرنسي أمين معلوف على قناة إسرائيلية سقطة وخطأ، ولكن لا يجب أن يكون ذريعة لاغتياله أدبيا أو شخصيا والنيل منه، كونه روائيا كبيرا وله رصيد أدبي أثرى المكتبة اللبنانية والعربية والثقافة عموما، مطالبا إياه بإصدار ما يوضح موقفه.



وقال بزيع لـ «مكة» نفهم منطق معلوف القائم على الهوية المركبة وعلى إزالة الحواجز الحديدية بين الهويات، وكل رواياته تحاول تعزيز هذا الموقف الذي تبناه منذ بداية حياته، وهو ناجم عن الرغبة في تقديم أدب إنساني يذكرنا بما فعله كاتب «الأمير الصغير» قبل أكثر من ثمانية عقود من الزمن، لكن الشرط الإنساني للكتابة لا يتناقض على الإطلاق مع مفهوم العدالة ومفهوم الأخلاق، والعلاقة بين أطراف متكافئة، لا يحتل أحد أرض الآخر.

وأضاف «كتب معلوف عن الهويات القاتلة وحاول أن يقول إن كل تعصب اثني أو ديني أو عرقي إنما يؤدي إلى خسارة للبشرية جمعاء، وخسارة للمنتصر قبل أن يكون خسارة للمهزوم، ولكن معلوف يدرك تماما أن الشاشة التي ظهر عليها هي شاشة الطرف القاتل في مسألة الهويات ومسألة الصراع بين الهوية الصهيونية المعتمدة على الاستئصال والنبذ ورفض الآخر والمذابح الجماعية وبين الهوية الفلسطينية والعربية المقتولة التي تعرضت وتتعرض للاضطهاد منذ عقود طويلة من الزمن».

وأشار بزيع إلى أنه رفض أكثر من مرة المشاركة في إدانة معلوف وصولا إلى المطالبة باغتياله موضحا «ذلك لا يمنع من التنديد بموقفه على ألا يكون ذلك نوعا من الاغتيال الثقافي والشخصي، وانتظرت لكي يصدر من معلوف ما يوضح موقفه ولكن ذلك لم يحدث».

ويعتقد بزيع أن دور المثقف أخطر من دور السياسي، فالسياسة تتعامل مع الممكن، والأدب يتعامل مع الحلم والمستحيل، السياسة تتعامل مع التكتيك والموقت، والإبداع يتعامل مع الاستراتيجية، لذلك يمكن للسياسي أن يحضر مؤتمرات ويتصرف من موقع الحنكة أو من موقع الخطأ في أحيان أخرى، لكن على الأدباء والمثقفين أن يصححوا البوصلة وأن يكونوا المعبرين عن ضمائر شعوبهم الساعية للتحرر والعدالة والكرامة الإنسانية.

من جهته قال الروائي والإعلامي اللبناني عدنان فرزات «إذا أردنا أن نحاسب معلوف، فعلينا أيضا أن نحاسب قنوات عربية فضائية تستضيف محللين إسرائيليين يقدمون شتى المبررات في الاعتداءات الإسرائيلية بوجهات نظرهم ويدافعون عنها».



«بعيدا عن التشنج أو الرد المتوقع بالإدانة الفورية، أو الكلمات الجاهزة في مثل هذه المواضيع بأن إسرائيل عدو محتل وما إلى ذلك من صفات لن أقدم فيها الجديد، أرى أنه حين نطلب من أدبائنا أن يتخذوا موقفا ما علينا أن نتساءل ما الذي قدمناه لهؤلاء الأدباء حتى نحول بينهم وبين اللجوء للآخر. فمثلا لو جئنا إلى وضع معلوف، لوجدنا أن الرجل هاجر إلى فرنسا تاركا وراءه وطنه اللبناني يحترق بنار الحرب الأهلية في السنوات الماضية، ولم يحتضنه أي بلد عربي أو يقدم له المعيشة التي حظي بها في فرنسا، ثم ما الجائزة التي قدمت له في الوطن العربي؟ في الوقت الذي قدمت له جائزة عالمية مثل غونكور، والتي جعلت أعماله تباع بالملايين. ومثلما سنحاسب معلوف على فعلته بالظهور في قناة إسرائيلية، علينا أن نحاسب أنفسنا أيضا على الإهمال الذي واجهنا به مبدعينا الذين لجؤوا إلى الغرب وكتبوا بلغة غير لغتهم الأصلية».



عدنان فرزات - روائي وإعلامي



«خروج معلوف على قناة إسرائيلية بدون رفض لوجود الكيان الإسرائيلي في قلب الوطن العربي والإسلامي غير مبرر أبدا، لكونه قامة أدبية وثقافية على المستوى العربي والعالمي، ولذلك أغضب هذا الظهور الأدباء وغيرهم، كونه غير مبرر خاصة في ظل الظروف والأحداث الراهنة، ولكن هذا لا يلغي قيمة معلوف كقامة أدبية عربية. ظهوره خطأ بكل المقاييس ولكن لا يبرر لنا انتقاده كشخص بل ننتقد التصرف، ولاسيما أن خروج المثقف وخاصة بحجم معلوف على القنوات الفضائية له وقعه وتأثيره».



الدكتور علي بن شريدة - جامعة الملك سعود

الأكثر قراءة