يخصص كثير من الكتب والمقالات لتوجيه نصائح للمرأة القيادية وإعطائها إرشادات تساعدها في قضية صنع القرار، ومعظم هذه الكتب تهدف إلى مساعدتها على تحقيق مزيد من النجاح، لكن قليلا منها يركز على مهارات تضمن هذا النجاح.
وفي كل يوم نواجه عددا متزايدا من الخيارات المختلفة، ولكن هل تجربة المرأة في اتخاذ القرارات الصعبة تختلف عن تجربة الرجل؟
كتاب «كيف تقرر المرأة» للكاتبة تيريز هيوستن الصادر عن هيوتن ميفلين هاركورت، يقول إن تجربة الرجل تختلف عن تجربة المرأة بالتأكيد. من البداية حتى النهاية.
قصة رئيسة ياهو
تروي الكاتبة حادثة في البداية توضح الطرق التي يمكن من خلالها فهم قرارات النساء بشكل مختلف تماما عن قرارات الرجال. في فبراير 2013 أعلنت المديرة التنفيذية الجديدة لشركة ياهو ماريسا ماير قرارا يقضي بأن الشركة سوف تلغي سياسة العمل بدوام كامل من المنزل لأنها تريد أن يتواصل الموظفون ويتفاعلوا مع بعضهم البعض بشكل أقرب.
وأدى ذلك الإعلان إلى موجة عارمة من الانتقادات الواسعة التي شجبت قرار ماير، واتهمت بأنها تتخذ مواقف عدائية بشكل خاص ضد الأمهات العاملات.
وحتى مؤسس شركة فيرجن جروب رجل الأعمال ريتشارد برونسون وجد مساحة من وقته ليكتب على صفحة شركته على الانترنت موجها خطابه إلى مديرة شركة ياهو «لم أعمل مطلقا من مكتب، ولن أفعل ذلك في المستقبل» ورغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على الحادثة، لا يزال الناس يتحدثون عن قرار ماير المثير للجدل.
قرار الرجل
لكن الغريب هو ما جاء بعد ذلك. فبعد نحو أسبوع من قرار ماير الذي احتل صدر الصفحات الأولى للصحف، أصدر الرئيس التنفيذي لشركة (بيست باي) الأمريكية للأجهزة الالكترونية والكهربائية هيوبرت جولي قرارا مماثلا تماما من حيث إلغاء سياسة العمل من المنزل بدوام كامل في شركته.
ولكن المفاجئ أن هذه الخطوة لم تسترع إلا جزءا يسيرا من الاهتمام الإعلامي الذي حظيت به خطوة رئيسة ياهو. تقول الكاتبة إن اتخاذ القرار نفسه من قبل رجل يحتل منصب الرئيس التنفيذي لم يثر إلا اهتماما جانبيا من الآخرين على مدى أشهر فقط، أما اتخاذه من قبل امرأة تحتل المنصب نفسه بقي محط اهتمام وانتقاد الكثيرين على مدى سنوات.
عقبات تواجه القائدات
وتستخدم هيوستن هذه القصة وغيرها لتبين شيئا تتعلمه معظم النساء في العالم المهني منذ الأيام الأولى لدخول ميدان العمل، وهي أن الكثير من المعايير المزدوجة عندما يتعلق الأمر بكيفية النظر إلى عملية اتخاذ القرار من قبل القادة من النساء والرجال، وتلك الاختلافات يمكن أن تسبب عقبات كثيرة أمام المستقبل المهني للمرأة.
وإحدى هذه العقبات هو المفهوم الشائع بأن المرأة ليست حاسمة في اتخاذ القرارات، وأنها غير قادرة على بناء إجماع كاف حولها، وتفتقر إلى ثقة كافية بالنفس والقدرة على التعامل مع التوتر والمواقف الطارئة.
الإثبات بالبحث
تستخدم هيوستن وهي اختصاصية في علم النفس المعرفي وأستاذة في جامعة سياتل الأمريكية مجموعة كبيرة من الأبحاث الاقتصادية ودراسات علم الاجتماع لتوثق هذه الصور النمطية، وتوضح كيف أن المرأة كثيرا ما تجد نفسها عالقة في مواقف صعبة لا تستطيع أن تتخلص منها مهما بذلت من جهد.
وعلى سبيل المثال، يريد كل من الناخبين والعمال أن يكون قادتهم حاسمين، لكنهم هم أنفسهم يعاقبون المرأة إذا لم تبد تعاونا كافيا وتصغي إلى آراء الآخرين، ومن ثم ينتقدونها إذا بدا أنها تعتمد كثيرا على آراء الآخرين.
وتنتقد الكاتبة كثيرا من هذه الأساطير والمفاهيم الخاطئة التي تحيط بالمرأة، وتستشهد بالأبحاث التي تشير إلى أن معظم الرجال يقضون فترة طويلة في صراع قبل اتخاذ قرارات حاسمة، تماما كما تفعل معظم النساء.
وفي نهاية كل فصل من فصول الكتاب، تقدم هيوستن اقتراحات عملية لمواجهة الصور النمطية المتعلقة باتخاذ القرارات، ليس فقط للمرأة ولكن لأي شخص يكون في موقع يؤهله لتوظيف وترقية كل من النساء والرجال.
الكتاب مليء بالدراسات والمراجع لدرجة أنه يبدو أحيانا وكأنه كتيب للتعليمات. لكنه بالتأكيد يلقى صدى لدى أي سيدة تحاول أن تشق طريقها المهني الصعب المليء بالمطبات، بالإضافة إلى المديرين الذين يحاولون العثور على طريقة لزيادة التنوع وتشجيع الموظفين على تقديم أفضل ما لديهم.
خلال الفترات الصعبة يتخذ الرجال والنساء قرارات مختلفة، والأدلة تشير إلى أنه كلما زاد عدد النساء في مجموعات اتخاذ القرار كانت النتائج أفضل.
تيريزا هيوستن حاصلة على درجة الدكتوراه في علم النفس المعرفي ومؤسسة مركز التميز في التعليم والتعلم في جامعة سياتل، قضت آخر 15 سنة من حياتها في مساعدة الناس على اتخاذ قرارات أفضل. تعيش مع زوجها في سياتل.
وفي كل يوم نواجه عددا متزايدا من الخيارات المختلفة، ولكن هل تجربة المرأة في اتخاذ القرارات الصعبة تختلف عن تجربة الرجل؟
كتاب «كيف تقرر المرأة» للكاتبة تيريز هيوستن الصادر عن هيوتن ميفلين هاركورت، يقول إن تجربة الرجل تختلف عن تجربة المرأة بالتأكيد. من البداية حتى النهاية.
قصة رئيسة ياهو
تروي الكاتبة حادثة في البداية توضح الطرق التي يمكن من خلالها فهم قرارات النساء بشكل مختلف تماما عن قرارات الرجال. في فبراير 2013 أعلنت المديرة التنفيذية الجديدة لشركة ياهو ماريسا ماير قرارا يقضي بأن الشركة سوف تلغي سياسة العمل بدوام كامل من المنزل لأنها تريد أن يتواصل الموظفون ويتفاعلوا مع بعضهم البعض بشكل أقرب.
وأدى ذلك الإعلان إلى موجة عارمة من الانتقادات الواسعة التي شجبت قرار ماير، واتهمت بأنها تتخذ مواقف عدائية بشكل خاص ضد الأمهات العاملات.
وحتى مؤسس شركة فيرجن جروب رجل الأعمال ريتشارد برونسون وجد مساحة من وقته ليكتب على صفحة شركته على الانترنت موجها خطابه إلى مديرة شركة ياهو «لم أعمل مطلقا من مكتب، ولن أفعل ذلك في المستقبل» ورغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على الحادثة، لا يزال الناس يتحدثون عن قرار ماير المثير للجدل.
قرار الرجل
لكن الغريب هو ما جاء بعد ذلك. فبعد نحو أسبوع من قرار ماير الذي احتل صدر الصفحات الأولى للصحف، أصدر الرئيس التنفيذي لشركة (بيست باي) الأمريكية للأجهزة الالكترونية والكهربائية هيوبرت جولي قرارا مماثلا تماما من حيث إلغاء سياسة العمل من المنزل بدوام كامل في شركته.
ولكن المفاجئ أن هذه الخطوة لم تسترع إلا جزءا يسيرا من الاهتمام الإعلامي الذي حظيت به خطوة رئيسة ياهو. تقول الكاتبة إن اتخاذ القرار نفسه من قبل رجل يحتل منصب الرئيس التنفيذي لم يثر إلا اهتماما جانبيا من الآخرين على مدى أشهر فقط، أما اتخاذه من قبل امرأة تحتل المنصب نفسه بقي محط اهتمام وانتقاد الكثيرين على مدى سنوات.
عقبات تواجه القائدات
وتستخدم هيوستن هذه القصة وغيرها لتبين شيئا تتعلمه معظم النساء في العالم المهني منذ الأيام الأولى لدخول ميدان العمل، وهي أن الكثير من المعايير المزدوجة عندما يتعلق الأمر بكيفية النظر إلى عملية اتخاذ القرار من قبل القادة من النساء والرجال، وتلك الاختلافات يمكن أن تسبب عقبات كثيرة أمام المستقبل المهني للمرأة.
وإحدى هذه العقبات هو المفهوم الشائع بأن المرأة ليست حاسمة في اتخاذ القرارات، وأنها غير قادرة على بناء إجماع كاف حولها، وتفتقر إلى ثقة كافية بالنفس والقدرة على التعامل مع التوتر والمواقف الطارئة.
الإثبات بالبحث
تستخدم هيوستن وهي اختصاصية في علم النفس المعرفي وأستاذة في جامعة سياتل الأمريكية مجموعة كبيرة من الأبحاث الاقتصادية ودراسات علم الاجتماع لتوثق هذه الصور النمطية، وتوضح كيف أن المرأة كثيرا ما تجد نفسها عالقة في مواقف صعبة لا تستطيع أن تتخلص منها مهما بذلت من جهد.
وعلى سبيل المثال، يريد كل من الناخبين والعمال أن يكون قادتهم حاسمين، لكنهم هم أنفسهم يعاقبون المرأة إذا لم تبد تعاونا كافيا وتصغي إلى آراء الآخرين، ومن ثم ينتقدونها إذا بدا أنها تعتمد كثيرا على آراء الآخرين.
وتنتقد الكاتبة كثيرا من هذه الأساطير والمفاهيم الخاطئة التي تحيط بالمرأة، وتستشهد بالأبحاث التي تشير إلى أن معظم الرجال يقضون فترة طويلة في صراع قبل اتخاذ قرارات حاسمة، تماما كما تفعل معظم النساء.
وفي نهاية كل فصل من فصول الكتاب، تقدم هيوستن اقتراحات عملية لمواجهة الصور النمطية المتعلقة باتخاذ القرارات، ليس فقط للمرأة ولكن لأي شخص يكون في موقع يؤهله لتوظيف وترقية كل من النساء والرجال.
الكتاب مليء بالدراسات والمراجع لدرجة أنه يبدو أحيانا وكأنه كتيب للتعليمات. لكنه بالتأكيد يلقى صدى لدى أي سيدة تحاول أن تشق طريقها المهني الصعب المليء بالمطبات، بالإضافة إلى المديرين الذين يحاولون العثور على طريقة لزيادة التنوع وتشجيع الموظفين على تقديم أفضل ما لديهم.
خلال الفترات الصعبة يتخذ الرجال والنساء قرارات مختلفة، والأدلة تشير إلى أنه كلما زاد عدد النساء في مجموعات اتخاذ القرار كانت النتائج أفضل.
تيريزا هيوستن حاصلة على درجة الدكتوراه في علم النفس المعرفي ومؤسسة مركز التميز في التعليم والتعلم في جامعة سياتل، قضت آخر 15 سنة من حياتها في مساعدة الناس على اتخاذ قرارات أفضل. تعيش مع زوجها في سياتل.