العواجي: اعتزلت التحكيم برغبتي والتحدي القادم أصعب

الثلاثاء - 07 يونيو 2016

Tue - 07 Jun 2016

أبدى الحكم الدولي مرعي العواجي اقتناعه التام بقرار الاعتزال والابتعاد عن المستطيل الأخضر رغم مطالبات زملائه له بالاستمرار نتيجة تألقه وتميزه، مفضلا العمل الإداري كمدير لتطوير التحكيم السعودي بعيدا عن أية ضغوط إعلامية، مؤكدا أن تفكيره خلال المرحلة المقبلة سينصب في كيفية معالجة بعض أخطاء الحكام، وبالتالي الإسهام في القضاء على ظاهرة استقدام الحكام الأجانب، وعقد اتفاقيات وتعاون مع عدد من الدول، تهدف إلى إشراك الحكام السعوديين في إدارة مباريات مهمة في دوريات خارجية.



1 - الكل وصف قرار اعتزالك بالمتعجل.. هل هناك خبايا دفعتك لاتخاذه؟



لم أتسرع في القرار، ولا توجد أي خبايا أو أسرار وراء اتخاذي القرار. لقد اتخذته بعد شهرين في التفكير والتمعن واستخارة الله سبحانه وتعالى عقب نهائي كأس ولي العهد، وقلت لنفسي إن هذا هو الوقت المناسب لترك مجال التحكيم وأنا في قمة عطائي، بعيدا عن أي تكهنات بأن قراري خلفه أسباب فنية أو إدارية. وأنا سعيد كوني اتخذت قراري عن قناعة ورضا بعد ما أعطيت كل ما لدي، بعيدا عن أي ضغوط إعلامية أو حتى التأثر بها، كما أن السن لم تعد مساعدة والفرص أصبحت غير مواتية، بالإضافة إلى أنني أخطط لتحقيق طموح آخر أشغلني كثيرا، وهو إكمال مسيرتي التحكيمية بشكل جديد يتفق مع ما قدمته للكرة السعودية، والتحدي القادم أهم وأكبر.



2 - ماذا قدمت للكرة السعودية؟



قبل أن أقول إنني قدمت شيئا للكرة السعودية على المستوى الشخصي أو الدولي من خلال التحكيم، يجب أن أعترف بأن الكرة السعودية هي التي صنعت مرعي العواجي، ومنحته الشهرة والنجومية، وعلاقات وطيدة مع المسؤولين والرياضيين والإعلاميين، ومن خلالها دخلت سجلات نادي الرابطة المئوي بعد أن شاركت في إدارة 100 مباراة في دوري المحترفين، كما أعطتني فرصة تمثيل المملكة في الدوريات العربية والخليجية والآسيوية والعالمية، فأدرت مباريات مصيرية في الدوريات المصرية والكويتية والأردنية والبولندية والصينية التي مكثت فيها أسابيع أتنقل بين مدنها لقيادة أصعب المباريات، والحمد لله نجحت في مهامي. كما أن اختياري ضمن حكام النخبة الآسيوية أتاح لي المشاركة في إدارة عدد من المواجهات القوية ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم، أسوة بكبار حكامنا الدوليين أمثال محمد فودة وخليل جلال.



3 - كيف تتعامل مع منتقديك حال وقوع أخطاء كما حدث بسبب إلغائك هدف الشمراني، وعدم طرد سالم الدوسري في نهائي كأس ولي العهد؟



أفضل الحكام أقلهم أخطاء، وفي تلك المباراة انتقدني الكبيران محمد فودة وخليل جلال، ولهما الحق في أن ينتقداني كيفا أرادا بحكم خبراتهما الكبيرة، لكنهما لا شك ينتقدان بناء على رؤيتهما الشخصية، لكن بالرجوع إلى مباراة نهائي كأس ولي العهد التي كانت بين الهلال والأهلي، وقف الجميع على أن التسلل المحتسب على ناصر الشمراني تحمله الحكم المساعد، أما الأخطاء الأخرى كعدم طرد سالم الدوسري، فهي من الأمور التقديرية وأنا مسؤول عنها كمسؤولية محمد فودة وخليل جلال عن انتقادهما لي، فكل له اختصاصاته، وإن كنت راضيا كل الرضا عن أدائي في تلك المباراة التي أعتبرها من أجمل المباريات التي أدرتها هذا الموسم.



4 - حكمت 13 مباراة فقط هذا الموسم وأبرزت 40 بطاقة صفراء، بينما لم تخرج الحمراء؟



هذا العدد من المواجهات في الموسم يعتبر رقما كبيرا بالنسبة لحكام عبداللطيف جميل، ولولا مشاركاتي الخارجية بتصفيات آسيا لزادت حصيلة المباريات. وخلال المواجهات التي أدرتها احترمت توجه الاتحاد الدولي في التريث كثيرا قبل إخراج البطاقة الحمراء وعدم استخدامها إلا في الضرورة القصوى، في إطار الارتقاء بمستوى اللعبة، لذلك لم أطرد أي لاعب، لأنني أصلا لم أجد حالة تستدعي الإقصاء من الملعب، واكتفيت بإشهار البطاقة الصفراء 40 مرة. وعدم إشهار البطاقة الحمراء ليس ميزة للحكم بقدر ما هو حنكة وذكاء وحسن تصرف من قائد الميدان للخروج بالمباراة إلى بر الأمان، وهذا ما يجب أن يتحلى به الحكم السعودي.



5 - بماذا تعد الحكام بعد تعيينك مديرا للجنة تطوير التحكيم؟



ثقة مدير دائرة التحكيم باتحاد كرة القدم، الخبير الإنجليزي هاوارد ويب وتصميمه على تقلدي منصب مدير التطوير جعلاني أعد العدة لتغيير أشياء كثيرة في الفترة المقبلة من خلال برامج محددة من شأنها رفع مستوى التحكيم السعودي، ومواصلة ظهوره بالشكل المأمول داخليا وخارجيا. وتتركز أولوياتي في ثلاثة محاور، الأول وضع خطة محددة على المدى الطويل مدتها عامان للقضاء على أخطاء الحكام، والثاني القضاء على ظاهرة استقدام الحكام الأجانب بالدوري السعودي، والاعتماد كلية على الكوادر الشبابية الواعدة من حكامنا المحليين الأكفاء وهم كثيرون. أما الثالث فأهدف من خلاله إلى عودة الحكم السعودي للتحكيم في الدوريات الأخرى خارج حدود المملكة، كالدوريات الخليجية والأفريقية والآسيوية والأوروبية من خلال مشروع تعاون مع الدول لتبادل خبرات الحكام، وهو أمر يخدم التحكيم بوجه عام، بالإضافة إلى الاهتمام بالمعايير الاحترافية في التعامل مع الحكم السعودي.



6 - أصعب المباريات التي أدرتها طوال تاريخك التحكيمي؟



لم أتعامل أبدا مع أي مباراة حكمتها على أنها صعبة، بل كنت أعتبر كل مواجهة أديرها عبارة عن رحلة جميلة ممتعة في عالم الساحرة المستديرة، كما تعودت دائما على إدارة المباريات الحساسة القوية، خاصة الديربيات ومواجهات الكلاسيكو التي لا يديرها سوى الحكم البارز. وطوال مشواري في عالم التحكيم قدت أكثر من 30 مباراة مهمة، أبرزها الهلال مع الاتحاد، والأهلي مع الشباب، والهلال مع الأهلي، وكلها لقاءات حملت الكثير من القوة والندية والإثارة، وكنت راضيا كل الرضا عن أدائي فيها.