ناصر عليان الخياري

إلا الأطباء أيها المغردون!

الأربعاء - 08 يونيو 2016

Wed - 08 Jun 2016

الأطباء هم الملجأ الوحيد – بعد الله – حين يداهم المرض الإنسان. عند المرض تحل المحظورات في الحالات الحرجة. الإنسان إذا ما أوشك على الهلاك جاز له شرعا أن يأكل حتى من الميتة. حياة الإنسان شرعا وعقلا ثمينة جدا ولا يستهين بها سليم الفطرة والعقل والدين.

هناك مسلمات لا يمكن القفز عليها، فهي ليست محل جدل، إذ لا يمكن أن تخلق مبررا للاعتداء على طبيب ينقذ حياة مريض في مستشفى حكومي. فمهما كان الاعتراض فإن هناك قنوات رسمية ونظامية يمكن من خلالها الاعتراض، ويمكن أيضا التصعيد إلى جهات أعلى في حال لم تتم الاستجابة. أما أن يتم الاعتراض بطريقة عدوانية همجية، فيتم استدراج الطبيب، وإطلاق النار عليه فهذه جريمة جنائية لا يستحق مرتكبها التعاطف ولا التبرير لتلك الجريمة البشعة التي تجاوزت في فداحتها كل الحدود اللائقة.

إن حياة المريض داخل المستشفى هي أمانة ملقاة على عاتق الأطباء، ولا يمكن أن يتخلى الطبيب عن مساعدة مريض أو إنقاذ حياته لاختلاف الجنس بين الطبيب والمريض. فالطبيب مؤتمن على حياة المريض بغض النظر عن (لونه ومعتقده وجنسه). برزت في الفترة الأخيرة حالات اعتداء من قبل المرافقين للمرضى، وهي حالة يمكن تمريرها لولا أنها ارتبطت بإشهار السلاح حتى بلغ التهور إلى الشروع بالقتل. المؤسف جدا أن البعض في وسائل التواصل الاجتماعي قد سعى عن جهل أو عمد إلى محاولة تبرير تلك الاعتداءات أو الدفاع عن مرتكبيها بسطحية فجة.

هناك مثلا من ربطه باكتشاف تزوير الشهادات، وهناك من ربطه بعدم إنشاء مستشفيات مستقلة للنساء، وهناك من ربطه «بخرابيط « لا تستحق الذكر، إذ إن ما يتم تداوله من تبريرات هو شحن إعلامي يدعم العنف ويشرعن له، وهذا الفكر المهووس بالعنف أو التبرير له يحتاج إلى دراسة لمعرفة طبيعته وأسبابه وآثاره.