صيام (بعد النسيان)!!
بعد النسيان
بعد النسيان
الثلاثاء - 07 يونيو 2016
Tue - 07 Jun 2016
يأتي رمضان الفضيل امتحانًا صعبًا، لكل كاتبٍ يومي يضطر لتغيير طقوسه التي اعتادها طيلة العام! فالذي عافاه الله من التدخين ـ أحمق عادة اخترعها الإنسان بعد الزواج ـ كيف يقاوم القهوة؟ والذي اعتاد أن يكتب فجرًا؛ كيف يجد المزاج وقد ملأ القربة بسحور يكفيه إلى يوم الجمعة؟ وإذا لم يتسحر جيدًا من أجل الكتابة، التي هي في أطراف الجوع؛ كالصحة في المثل النجدي الشهير، فكيف يكمل صومه؛ لا سيما في الأيام الأولى؟
ومن يعتقد أن للإبداع شياطين، ويستهلك ساعات طويلة في تحضيرهم في دفتر الدوام، والتأكد من أن (أحدهم) لم يوقع عن (خميسهم) المعتاد على التزويغ إلى البحرين، فماذا يفعل وقد صفِّدوا جميعًا؟ وماذا يفعل إذا كانت شياطينه (حمير قايلة)، لا تنشط إلا في عز الظهيرة، ما بين الواحدة والخامسة؛ حيث يكون الإعياء قد بلغ مداه في أول أيام الصيام؟
ومن يستطيع من الكتاب التحكم في هذه العادات والطقوس، فكيف يتحكم في العلل النفسية والجسدية؟ فمن معرفتنا الشخصية يندر أن تجد كاتباً لا يعاني من علتين على الأقل: اكتئاب وقلب.. سكر وضغط.. قرحة وقولون.. عيون و ربو.. وأهو من دا ودا.. كلهم كدا، على قول سيدنا (النواسي):
تعجبين من سقمي؟ صحَّتي هي العجبُ !
وبالمناسبة فقد لحن الأخوان (رحباني) هذا البيت والبيتين السابقين له:
حامل الهوى تَعِبُ * يستخفُّه الطربُ..
إن بكى يحقُّ له * ليس ما به لَعِبُ..
واختارا له إيقاعًا سريعًا يبدو غير مناسب للمعاناة، ولكن حين تتمعن: كيف يستخفه الطرب وهو يتألم؟ ستحار: أين تدهش هذا المساء؟ في عبقرية (النواسي)، أم في عبقرية الأخوين رحباني (الفيروزية)؟!
و... أين وصلنا؟ آه.. فالحل الأفضل للكاتب هو أن يتمتع بإجازته السنوية في رمضان، كما يفعل الكثيرون، وآخرهم كاتب (العفاريت) في عكاظ (خلف الحربي)!
أما الأخخخخ/ أنا، فيتعجب مع (جمال التحرير خاشقجي) من كاتبٍ يطلب إجازةً ولو يومًا واحدًا ! تخيل أن تطلب الوردة إجازة من لونها؟ أو الكلب من وفائه؟ أو البعير من اعوجاج رقبته، وكأن فيه عضوًا آخر مستقيمًا؟
ومع هذا فهو أكثر كاتب يومي تمتع بإجازات قصيرة ومتوسطة وطويلة (رغم أنفه)!!
ولم يطلب إجازةً باختياره منذ (2007) سوى مرتين، وليس ليرتاح بل (ليريح)!!!
ومن يعتقد أن للإبداع شياطين، ويستهلك ساعات طويلة في تحضيرهم في دفتر الدوام، والتأكد من أن (أحدهم) لم يوقع عن (خميسهم) المعتاد على التزويغ إلى البحرين، فماذا يفعل وقد صفِّدوا جميعًا؟ وماذا يفعل إذا كانت شياطينه (حمير قايلة)، لا تنشط إلا في عز الظهيرة، ما بين الواحدة والخامسة؛ حيث يكون الإعياء قد بلغ مداه في أول أيام الصيام؟
ومن يستطيع من الكتاب التحكم في هذه العادات والطقوس، فكيف يتحكم في العلل النفسية والجسدية؟ فمن معرفتنا الشخصية يندر أن تجد كاتباً لا يعاني من علتين على الأقل: اكتئاب وقلب.. سكر وضغط.. قرحة وقولون.. عيون و ربو.. وأهو من دا ودا.. كلهم كدا، على قول سيدنا (النواسي):
تعجبين من سقمي؟ صحَّتي هي العجبُ !
وبالمناسبة فقد لحن الأخوان (رحباني) هذا البيت والبيتين السابقين له:
حامل الهوى تَعِبُ * يستخفُّه الطربُ..
إن بكى يحقُّ له * ليس ما به لَعِبُ..
واختارا له إيقاعًا سريعًا يبدو غير مناسب للمعاناة، ولكن حين تتمعن: كيف يستخفه الطرب وهو يتألم؟ ستحار: أين تدهش هذا المساء؟ في عبقرية (النواسي)، أم في عبقرية الأخوين رحباني (الفيروزية)؟!
و... أين وصلنا؟ آه.. فالحل الأفضل للكاتب هو أن يتمتع بإجازته السنوية في رمضان، كما يفعل الكثيرون، وآخرهم كاتب (العفاريت) في عكاظ (خلف الحربي)!
أما الأخخخخ/ أنا، فيتعجب مع (جمال التحرير خاشقجي) من كاتبٍ يطلب إجازةً ولو يومًا واحدًا ! تخيل أن تطلب الوردة إجازة من لونها؟ أو الكلب من وفائه؟ أو البعير من اعوجاج رقبته، وكأن فيه عضوًا آخر مستقيمًا؟
ومع هذا فهو أكثر كاتب يومي تمتع بإجازات قصيرة ومتوسطة وطويلة (رغم أنفه)!!
ولم يطلب إجازةً باختياره منذ (2007) سوى مرتين، وليس ليرتاح بل (ليريح)!!!