مالك الروقي: علماني ولّا ريبراري؟

بعد النسيان
بعد النسيان

الأحد - 05 يونيو 2016

Sun - 05 Jun 2016

في فترة وجيزة أصبح هذا الفتى وجهًا جذابًا لمتابعي قناة (mbc)، وأصبحت فقرة (ترند السعودية) التي يشرف عليها وجبةً دسمة وخفيفة، ضمن مائدة (mbc في أسبوع)!

ولعل سر الجاذبية يكمن في فن التقاط الأفكار التي يطرحها (الترند)، ثم في زاوية المعالجة والعرض، التي تلخصها (الشحرورة) بقولها: آكلك منين يا بطة؟!

أما روعة أي برنامج فتتجسد في حيويته، وحيويته تتجلى في تعامله العفوي المباشر مع الجمهور، ولن يجد الإعلام شعبًا ملهمًا كالشعب السعودي في مهايطه المضحك حدَّ البكاء، المبكي حد الضحك! فهو شعب طيب حدَّ الدلاخة! والدلاخة السعودية لا تعني الغباء «اسم الله علينا»؛ بل تعني أن العبقرية إذا زادت عن حدها انقلبت إلى ضدها، وهو ما يفسر إجابات عينة من الشارع السعودي على سؤال (مالك الروقي) لها: ما هي العلمانية؟ وما هي الليبرالية؟

وكانت العينة المختارة كلها جميعها بلا استثناء، من الشباب دون (الشواكيش)، والذكور دون الإناث! وكأنَّ (الترند) أراد أن يقول مع سبق الإصرار والترصد: إن الشريحة التي تشكل أكثر من (60%) من الشعب السعودي لا تفهم معنى أشهر مصطلحين، يحارب بهما (المحرِّضون) التنوير والتطوير والتغيير!! وتتحكم ـ مع ذلك ـ في المرأة التي لم يضيع البرنامج ثواني ليسألها!

وهي الشريحة التي ستحمل على عاتقها صناعة ثقافة المستقبل، وأهم ركائزها: أن العلمانية خطر على الدين، والليبرالية دسيسة غربية صهيونية على المجتمع الأفضل في الدنيا والآخرة والبرزخ! هذا على المستوى التنظيري، أما على المستوى العملي فلا يخجل السواد الأعظم من هذه الشريحة أن يقول: لا أعرف ما هي العلمانية، لكن أعوذ بالله أن أكون علمانيًا! ولستُ ليبراليًّا لأنني لا أحلق شاربي كالإبط، واسمي (فريح)، وأركب (هايلوكس) وعندي حوش غنم!

أما الأستاذ (محظوظ) ـ المعلم المتهم بالردة عن الإسلام (2003) ـ فيبكي من الحرقة على هؤلاء الشباب، من جيل تلاميذه الذين جيء بهم في حافلة ليشهدوا على علمانيته وليبراليته؛ فما هم إلا ضحايا التدجين على أن العلمانية والليبرالية والتغريب تهمٌ تنافي العقيدة الصحيحة، دون أن يسألوا (مدجِّنيهم): ما معنى هذه الأشياء؟؟

ولهذا نقترح على (مالك الروقي) أن يطرح على الشريحة نفسها السؤال التالي: كيف ترى (المملكة 2030)؟؟؟؟