بندر السالم

الترفيه والتهريج والبذاءة

الأحد - 05 يونيو 2016

Sun - 05 Jun 2016

إن النفس البشرية بطبيعتها تحتاج للترفيه والراحة بين فترة وأخرى، لذلك كان العرب في الجاهلية يروحون عن أنفسهم بطريقتين إحداهما مفيدة كالصيد وسباق الخيل والتحدي بمبارزة السيوف أو الرماية بالقوس، والأخرى سيئة ألا وهي معاقرة الخمور ومسامرة الغواني، وعندما جاء الإسلام أباح الترفيه بالأمور الجائزة فقط كما في حديث «يا حنظلة ساعة وساعة» وحديث «إن لنفسك حقا».

وفي ظل الحياة المتسارعة التي نعيشها فإن حاجة المرء إلى الترفيه أضحت أكبر ليروح به عن نفسه ضغوطات الحياة وعناءها، وبالنظر إلى أنواع الترفيه الحالية فإنها لا تكاد تخرج عن ثلاثة أنواع ألا وهي:

أولا: الترفيه الإيجابي وهو الترفيه الذي يصاحبه فوائد أخرى غير الترويح عن النفس مثل برامج المسابقات الثقافية والأنشطة الرياضية، حيث إن من يتجه إلى هذا النوع من الترفيه يروح عن نفسه ويكسبها فوائد علمية وجسمانية.

ثانيا: التهريج وهو الترفيه الذي يقتصر على الترويح عن النفس كمتابعة المباريات والمسرحيات والمسابقات الشعرية ومعارض الفنون فإن من يقوم بذلك يسلي نفسه فقط دون أن يخرج بأي فوائد أخرى.

ثالثا: البذاءة وهو ما يقوم به الكثيرون في وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك ما تقدمه بعض الجهات على أنه كوميديا وأنشطه ترفيهية في الأعياد والمناسبات العامة، والمشكلة أن هذا النوع هو الأكثر انتشارا، فكم رأينا من برامج تقدم على أنها كوميديا وهي في حقيقتها برامج ليست خادشة للحياء فقط بل ملغية له بسبب ما تحويه من ألفاظ بذيئة، والمؤسف أنها تقدم بحضور الأطفال والمراهقين، وقد يكون لوسائل الإعلام دور في انتشار هذا النوع، حيث إنها تبرز هؤلاء الحمقى من مقدمي هذه البرامج بصورة الرموز والمبدعين مما ساهم في جعلهم مشاهير.

ولقد سعدنا بقرار إنشاء الهيئة العامة للترفيه وكلنا أمل في أن يكون لها دور كبير في حماية المجتمع من البذاءة المنتشرة تحت ستار الكوميديا، وذلك عن طريق التنسيق مع وزارة التعليم ومراكز الأحياء من أجل تقديم برامج للتعليم بالترفيه واستغلال مواسم الإجازات والأعياد لتقديم أنشطة ترفيهية رياضية وثقافية بعيدة عن البذاءة والتهريج.