تشويه الفن
تقريبا
تقريبا
الأحد - 05 يونيو 2016
Sun - 05 Jun 2016
كل نجوم الفن أصبحوا منتجين، وكل أعمالهم لم تتجاوز «التكرار».
اليوم، باستطاعة «أي مشاهد» أن يكتب لك أدوار وحوارات أغلب فناني الخليج قبل أن تعرض أعمالهم في رمضان القادم، وفي رمضان ما بعد القادم؛ لأن كثيرا من الفنانين والفنانات سكنوا شخصيات ونصوصا ثابتة لا يتغير فيها إلا اسم العمل وملابس الفنانات.
بعض الفنانات لا تكف عن الحديث عن حقوق النساء، وتظهر كأنها المدافع عن «الأنثى» في مجتمع يظلمها ويحتقرها، وفي أعمالها الفنية تُسيء إلى الأنوثة والأمومة بأدوارها، وتكرس صورة سلبية عن المرأة..!
وبعض أهل الفن يضطر إلى الظهور في البرامج الحوارية ليؤكد للمشاهد أنه يقدم رسالة فنية «سامية» في أعماله، ولو كان حقا يقدم رسالة؛ لما احتاج أن يقول ذلك صراحة بعد نهاية عرض العمل إلا إذا كان مقتنعا بأن الرسالة لم تصل.
لكل «رسالة».. نص، ومُرسِل، ومُستقبل.. الفن رسالة نصها «القصة والسيناريو» وغالبا ما تكون سطحية سخيفة مكررة، ومرسلها «فنان ومنتج» وأحيانا «الفنان هو المنتج»، لا يدرك إلا أن «الفن رسالة» بلا محتوى؛ لذلك المنتج يفكر بالفنان قبل النص، والفنان يفكر بالأجر قبل النص، وفي النهاية يصدم المستقبل «الجمهور» بسذاجة تلك الرسالة التي ينتظرها من رمضان إلى رمضان..!
الواقع الفني، اليوم، كشف أن الأعمال الفنية تقوم بـ«المال» ولأجل «المال».. ثم تأتي بعد ذلك «الرسالة» برفقة أهداف أخرى منها الشهرة كمطلب للفنان، فمال المنتج وشهرة الفنان أهم من الرسالة، وبسبب الطمع في الجمع بين المال والشهرة، أصبح لكل «نجم» مؤسسة إنتاج فني.
الفن لا يجني المال إلا بـ«المشاهدة»، والمشاهدة لا تأتي إلا بـ«الإثارة» سلبا أو إيجابا.. و«سلبا» هي الطريق الأسهل والأيسر والأوفر على المنتجين؛ لأنها لا تحتاج إلى إعمال الذهن والفكر والإبداع، فقط تحتاج إلى مخالفة الواقع وتقديم مسلسل لا تصدق أحداثه، واستفزاز المشاهد، وتصريحات صحفية يدعي فيها المنتج معالجة الظواهر الاجتماعية السلبية.
(بين قوسين)
مصيبة الفن، أنه يشوه بأيدي أهله.
اليوم، باستطاعة «أي مشاهد» أن يكتب لك أدوار وحوارات أغلب فناني الخليج قبل أن تعرض أعمالهم في رمضان القادم، وفي رمضان ما بعد القادم؛ لأن كثيرا من الفنانين والفنانات سكنوا شخصيات ونصوصا ثابتة لا يتغير فيها إلا اسم العمل وملابس الفنانات.
بعض الفنانات لا تكف عن الحديث عن حقوق النساء، وتظهر كأنها المدافع عن «الأنثى» في مجتمع يظلمها ويحتقرها، وفي أعمالها الفنية تُسيء إلى الأنوثة والأمومة بأدوارها، وتكرس صورة سلبية عن المرأة..!
وبعض أهل الفن يضطر إلى الظهور في البرامج الحوارية ليؤكد للمشاهد أنه يقدم رسالة فنية «سامية» في أعماله، ولو كان حقا يقدم رسالة؛ لما احتاج أن يقول ذلك صراحة بعد نهاية عرض العمل إلا إذا كان مقتنعا بأن الرسالة لم تصل.
لكل «رسالة».. نص، ومُرسِل، ومُستقبل.. الفن رسالة نصها «القصة والسيناريو» وغالبا ما تكون سطحية سخيفة مكررة، ومرسلها «فنان ومنتج» وأحيانا «الفنان هو المنتج»، لا يدرك إلا أن «الفن رسالة» بلا محتوى؛ لذلك المنتج يفكر بالفنان قبل النص، والفنان يفكر بالأجر قبل النص، وفي النهاية يصدم المستقبل «الجمهور» بسذاجة تلك الرسالة التي ينتظرها من رمضان إلى رمضان..!
الواقع الفني، اليوم، كشف أن الأعمال الفنية تقوم بـ«المال» ولأجل «المال».. ثم تأتي بعد ذلك «الرسالة» برفقة أهداف أخرى منها الشهرة كمطلب للفنان، فمال المنتج وشهرة الفنان أهم من الرسالة، وبسبب الطمع في الجمع بين المال والشهرة، أصبح لكل «نجم» مؤسسة إنتاج فني.
الفن لا يجني المال إلا بـ«المشاهدة»، والمشاهدة لا تأتي إلا بـ«الإثارة» سلبا أو إيجابا.. و«سلبا» هي الطريق الأسهل والأيسر والأوفر على المنتجين؛ لأنها لا تحتاج إلى إعمال الذهن والفكر والإبداع، فقط تحتاج إلى مخالفة الواقع وتقديم مسلسل لا تصدق أحداثه، واستفزاز المشاهد، وتصريحات صحفية يدعي فيها المنتج معالجة الظواهر الاجتماعية السلبية.
(بين قوسين)
مصيبة الفن، أنه يشوه بأيدي أهله.