فيما تحجز العجوة، موقعها المتقدم في خريطة تمور المدينة المنورة، يبحث عنها كثير من الناس، ويحرصون على شرائها مهما غلا ثمنها، ربما يكون ذلك لحجم ما ورد فيها من نصوص متواترة، أكد متخصصون أن التواتر دليل يقيني على صحة ما ورد فيها، متعرضين لأبرز الأخطاء الشائعة حول تمرة العجوة.
لا تمت للحقيقة بصلة
وأكد عميد التعليم عن بعد بجامعة طيبة الدكتور فهد الوهبي لـ»مكة»، أن ما تم تداوله عن الآراء المختلفة في عجوة المدينة، لا تمت للحقيقة بصلة، مستشهدا بأحاديث وأقوال المؤرخين، كما أن النبي، صلى الله عليه وسلم، خصَّ طيبةَ الطيبة بخصائص عظيمة صحَّتْ بها الأخبار، فهي حَرَم، مباركة، طيِّبة، مُحَصَّنة، كان إذا قدم إليها من سَفَر فأبصر درجات المدينة أوضع ناقته أي أسرع السير بها من حبها.
الحديث والأثر
وأضاف: من الفضائل التي اختصها بها ما ثبت في الصحيحين عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قوله (مَنْ تَصَبَّحَ كُلَّ يَوْم سَبْعَ تَمَرَات عَجْوَة، لَمْ يَضرّهُ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ سُمّ وَلا سِحْر)، و ما ورد في صحيح مسلم أيضا قوله، صلى الله عليه وسلم: ( إن في عجوة العالية شفاء، أو إنها ترياق أول البُكرة).
وأشار إلى قول مؤرخ المدينة السمهودي المتوفى في وفاء الوفاء «ولم تزل العجوة معروفة بالمدينة يأثرها الخلفُ عن السلف، يَعْلَمُها كبيرُهم وصغيرُهم علما لا يقبلُ التشكيك».
صفة العجوة وألوانها
وقال الوهبي «جاءت صفة تمر العجوة مميزة باللون الضارب إلى السواد، وهو أحد أبرز صفاتها، إذ تختلف ألوان تمور المدينة، مستدلا بما ذكره ابن الأثير في كتابه النهاية عن بيان لون العجوة: «وهو نوع من تمر المدينة أكبر من الصيحاني يضرب إلى السواد»، مضيفا أن عددا كبيرا من الأئمة نقل هذا الوصف عنه بلا تعقب أو استدراك، فجاء وصفها بالسواد نقلا عن ابن الأثير بالنص أو بغيره عند كثير من المؤرخين.
وأضاف أن وصفها بالسواد وتتابع نقل العلماء هذا الوصف، يدل على ثبوته عندهم، ولو كان هذا الوصف غير صحيح لأنكره مؤرخ المدينة الإمام السمهودي، وهو عالم بتمور المدينة وقد ذكر في مؤلفه: «وأنواع تمر المدينة كثيرة، ذكرنا ما أمكن جمعه منها في الأصل فبلغ مائة وبضعا وثلاثين نوعا».
موقع عالية المدينة
وقال الدكتور الوهبي، ما يجب التنبه له أن عالية المدينة ليست منطقة محصورة بجزء صغير في المدينة، بل المدينة منقسمة إلى عالية وسافلة:
- ما كان جنوب المدينة على بعد نحو ميلين من المسجد النبوي فهو من عالية المدينة، فَهِيَ الْقُرَى الَّتِي حَوْلَ الْمَدِينَةِ أَبْعَدُهَا عَلَى ثَمَانِيَةِ أَمْيَال مِنَ الْمَدِينَةِ وَأَقْرَبُهَا مِيلَانِ وَبَعْضُهَا ثَلَاثَةُ أَمْيَال وَبِهِ فَسَّرَهَا مَالِك. وأيضا ما قاله السمهودي، والمعروف أن ما كان في جهة قبلة المدينة على ميل أو ميلين فأكثر من المسجد النبوي فهو عالية المدينة.
تخصيص العجوة بالعالية
وحول تخصيص العجوة بالعالية قال الوهبي، إن العلماء اختلفوا هل تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم، العجوة بالعالية مقصود لذاته، أو المقصود عجوة المدينة عامة، أو هو عموم تمر المدينة، فقد قال النووي«فِي الْحَدِيثِ تَخْصِيصُ عَجْوَةِ الْمَدِينَةِ بِمَا ذُكِرَ»، وليس الحديث في هذا، بل في صفة العجوة.
وحول لونها قال الوهبي، أما وصف لونها بالعسلي أو البني الفاتح فأهل الزرع في المدينة يصفونها بالسواد، وتختلف درجة سوادها باختلاف تغطيتها.
محاولات الغش فيها
وزاد الوهبي «أما وصف من يبيعها بأنه يضع عليها العسل، فلم نر ذلك فيما نعلم من أسواق المدينة، وتجارها المعروفين ببيع العجوة، بل نجد مصانع التمر مفتوحة للزوار يرون أصناف التمر في الأماكن المعدة له، ويختارون ما شاؤوا من أصناف فيوزن لهم ويشترون».
وأكد الدكتور فهد الوهبي، بأنه حتى ما غُلف من العجوة المعروفة لم نذق فيه طعم العسل، إلا أن يكون خفيا بطريقة لا تظهر لأحد، لافتا إلى أنه إذا لم يكتشفه أهل المدينة، فلا أظن أن غيرهم يمكن أن يكتشفوه.
عجوة المدينة تكسر الجغرافيا
وبحسب صاحب مزرعة «البساتين» في وسط منطقة العالية، والتي تعد من أشهر مزارع المدينة فهد الغري، فإن خارطة انتشار العجوة تمتد اليوم في أكثر من موقع باتجاه تبوك وينبع وخيبر والثمد، وإن كانت المدينة دائرتها الأساسية، مشيرا إلى أن تمور العالية تختلف بالنظر لما ورد فيها من أحاديث تنتشر في عدد من مصادر السيرة النبوية.
أجودها العالية
وأضاف الغري، أن جودة عجوة العالية يؤكدها حجم الطلب المستمر عليها من قبل سكان المدينة وزوارها، ويعود ذلك إلى طبيعة تربة العالية، ومقوماتها المناخية وقبل ذلك توفر المياه وعذوبتها في منطقة العالية.
وبين أن العجوة على شكلين «كروية» مثل عجوة العالية في قباء والعوالي وعجوة تسمى لدى المزارعين «عجوة أبو ذراع» وهي مستطيلة الشكل موجودة في جميع مناطق المدينة تقريبا، وإن كان مخرجها الأساس من منطقة العيون.
وأكد الغري، أن عجوة العالية الأغلى ثمنا، ويتوقف ذلك على حاجة السوق ونوع الثمرة ومدى جودتها، وعادة ما يتراوح سعر الكيلو بين 25 و90 ريالا.
و أكد أن هذه الادعاءات تحتاج إلى تفنيد وبيان كون العجوة المنتشرة لا تصلح للأكل للآدمي، وأنها للبهائم، فهو قول غريب، فلا يزال أهل المدينة يأكلونها، من مزارعهم التي توارثوها، ولم يسبق لأحد أن قال بعدم صلاحيتها للأكل.
وقال إن إطعام البهائم من بقايا ما يأكله الناس لا يعني فساد ذوقهم، بل قد يطعمون البهائم مما لا يصلح من جميع أنواع الطعام الذي لم ينضج أو أصابته آفة، أيا كان نوعه من أجود التمر أو رديئه، والتمر الذي يأكله الإنسان منه الجيد والرديء.
وفيما يخص أن العجوة لا تنبت إلا في عالية المدينة، فلم يقل به أحد من المزارعين، فغالب أصناف التمر تُنقل في جميع نواحي المدينة وتنبت كما هو معلوم ومشاهد لدى جميع المزارعين.
لا تمت للحقيقة بصلة
وأكد عميد التعليم عن بعد بجامعة طيبة الدكتور فهد الوهبي لـ»مكة»، أن ما تم تداوله عن الآراء المختلفة في عجوة المدينة، لا تمت للحقيقة بصلة، مستشهدا بأحاديث وأقوال المؤرخين، كما أن النبي، صلى الله عليه وسلم، خصَّ طيبةَ الطيبة بخصائص عظيمة صحَّتْ بها الأخبار، فهي حَرَم، مباركة، طيِّبة، مُحَصَّنة، كان إذا قدم إليها من سَفَر فأبصر درجات المدينة أوضع ناقته أي أسرع السير بها من حبها.
الحديث والأثر
وأضاف: من الفضائل التي اختصها بها ما ثبت في الصحيحين عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قوله (مَنْ تَصَبَّحَ كُلَّ يَوْم سَبْعَ تَمَرَات عَجْوَة، لَمْ يَضرّهُ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ سُمّ وَلا سِحْر)، و ما ورد في صحيح مسلم أيضا قوله، صلى الله عليه وسلم: ( إن في عجوة العالية شفاء، أو إنها ترياق أول البُكرة).
وأشار إلى قول مؤرخ المدينة السمهودي المتوفى في وفاء الوفاء «ولم تزل العجوة معروفة بالمدينة يأثرها الخلفُ عن السلف، يَعْلَمُها كبيرُهم وصغيرُهم علما لا يقبلُ التشكيك».
صفة العجوة وألوانها
وقال الوهبي «جاءت صفة تمر العجوة مميزة باللون الضارب إلى السواد، وهو أحد أبرز صفاتها، إذ تختلف ألوان تمور المدينة، مستدلا بما ذكره ابن الأثير في كتابه النهاية عن بيان لون العجوة: «وهو نوع من تمر المدينة أكبر من الصيحاني يضرب إلى السواد»، مضيفا أن عددا كبيرا من الأئمة نقل هذا الوصف عنه بلا تعقب أو استدراك، فجاء وصفها بالسواد نقلا عن ابن الأثير بالنص أو بغيره عند كثير من المؤرخين.
وأضاف أن وصفها بالسواد وتتابع نقل العلماء هذا الوصف، يدل على ثبوته عندهم، ولو كان هذا الوصف غير صحيح لأنكره مؤرخ المدينة الإمام السمهودي، وهو عالم بتمور المدينة وقد ذكر في مؤلفه: «وأنواع تمر المدينة كثيرة، ذكرنا ما أمكن جمعه منها في الأصل فبلغ مائة وبضعا وثلاثين نوعا».
موقع عالية المدينة
وقال الدكتور الوهبي، ما يجب التنبه له أن عالية المدينة ليست منطقة محصورة بجزء صغير في المدينة، بل المدينة منقسمة إلى عالية وسافلة:
- ما كان جنوب المدينة على بعد نحو ميلين من المسجد النبوي فهو من عالية المدينة، فَهِيَ الْقُرَى الَّتِي حَوْلَ الْمَدِينَةِ أَبْعَدُهَا عَلَى ثَمَانِيَةِ أَمْيَال مِنَ الْمَدِينَةِ وَأَقْرَبُهَا مِيلَانِ وَبَعْضُهَا ثَلَاثَةُ أَمْيَال وَبِهِ فَسَّرَهَا مَالِك. وأيضا ما قاله السمهودي، والمعروف أن ما كان في جهة قبلة المدينة على ميل أو ميلين فأكثر من المسجد النبوي فهو عالية المدينة.
تخصيص العجوة بالعالية
وحول تخصيص العجوة بالعالية قال الوهبي، إن العلماء اختلفوا هل تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم، العجوة بالعالية مقصود لذاته، أو المقصود عجوة المدينة عامة، أو هو عموم تمر المدينة، فقد قال النووي«فِي الْحَدِيثِ تَخْصِيصُ عَجْوَةِ الْمَدِينَةِ بِمَا ذُكِرَ»، وليس الحديث في هذا، بل في صفة العجوة.
وحول لونها قال الوهبي، أما وصف لونها بالعسلي أو البني الفاتح فأهل الزرع في المدينة يصفونها بالسواد، وتختلف درجة سوادها باختلاف تغطيتها.
محاولات الغش فيها
وزاد الوهبي «أما وصف من يبيعها بأنه يضع عليها العسل، فلم نر ذلك فيما نعلم من أسواق المدينة، وتجارها المعروفين ببيع العجوة، بل نجد مصانع التمر مفتوحة للزوار يرون أصناف التمر في الأماكن المعدة له، ويختارون ما شاؤوا من أصناف فيوزن لهم ويشترون».
وأكد الدكتور فهد الوهبي، بأنه حتى ما غُلف من العجوة المعروفة لم نذق فيه طعم العسل، إلا أن يكون خفيا بطريقة لا تظهر لأحد، لافتا إلى أنه إذا لم يكتشفه أهل المدينة، فلا أظن أن غيرهم يمكن أن يكتشفوه.
عجوة المدينة تكسر الجغرافيا
وبحسب صاحب مزرعة «البساتين» في وسط منطقة العالية، والتي تعد من أشهر مزارع المدينة فهد الغري، فإن خارطة انتشار العجوة تمتد اليوم في أكثر من موقع باتجاه تبوك وينبع وخيبر والثمد، وإن كانت المدينة دائرتها الأساسية، مشيرا إلى أن تمور العالية تختلف بالنظر لما ورد فيها من أحاديث تنتشر في عدد من مصادر السيرة النبوية.
أجودها العالية
وأضاف الغري، أن جودة عجوة العالية يؤكدها حجم الطلب المستمر عليها من قبل سكان المدينة وزوارها، ويعود ذلك إلى طبيعة تربة العالية، ومقوماتها المناخية وقبل ذلك توفر المياه وعذوبتها في منطقة العالية.
وبين أن العجوة على شكلين «كروية» مثل عجوة العالية في قباء والعوالي وعجوة تسمى لدى المزارعين «عجوة أبو ذراع» وهي مستطيلة الشكل موجودة في جميع مناطق المدينة تقريبا، وإن كان مخرجها الأساس من منطقة العيون.
وأكد الغري، أن عجوة العالية الأغلى ثمنا، ويتوقف ذلك على حاجة السوق ونوع الثمرة ومدى جودتها، وعادة ما يتراوح سعر الكيلو بين 25 و90 ريالا.
و أكد أن هذه الادعاءات تحتاج إلى تفنيد وبيان كون العجوة المنتشرة لا تصلح للأكل للآدمي، وأنها للبهائم، فهو قول غريب، فلا يزال أهل المدينة يأكلونها، من مزارعهم التي توارثوها، ولم يسبق لأحد أن قال بعدم صلاحيتها للأكل.
وقال إن إطعام البهائم من بقايا ما يأكله الناس لا يعني فساد ذوقهم، بل قد يطعمون البهائم مما لا يصلح من جميع أنواع الطعام الذي لم ينضج أو أصابته آفة، أيا كان نوعه من أجود التمر أو رديئه، والتمر الذي يأكله الإنسان منه الجيد والرديء.
وفيما يخص أن العجوة لا تنبت إلا في عالية المدينة، فلم يقل به أحد من المزارعين، فغالب أصناف التمر تُنقل في جميع نواحي المدينة وتنبت كما هو معلوم ومشاهد لدى جميع المزارعين.
الأكثر قراءة
4 سائقين سعوديين يستعدون للمشاركة في سباق سال جدة جي تي 2024
10 حكايات بين الطبيعة والتراث والمغامرة تجذب السياح إلى زيارة حائل
نظم فرع وزارة البيئه والمياه والزراعه بمنطقة مكه المكرمه ورشة عمل تحت عنوان (ادارة الصحة والسلامة المهنية)
كاوست ومركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة يتعاونان لتعزيز الرعاية الصحية للأشخاص ذوي الإعاقة
"أنجز" توحّد التواصل مع الجهات الحكومية وتوفّر الجهد والوقت
خادم الحرمين الشريفين يفتتح مشروع قطار الرياض