عوالي المدينة تحتضن نخيل سلمان الفارسي

الاحد - 05 يونيو 2016

Sun - 05 Jun 2016

ما يزال المكان الذي غرس فيه الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه 300 نخلة باقيا في منطقة العوالي بالمدينة المنورة، إذ ظلت البئر المنسوبة إليه شاهدا على تلك الحقبة التاريخية بحسب عميد عمادة التعليم عن بعد في جامعة طيبة الدكتور فهد الوهبي للصحيفة. وأوضح الوهبي أن موقع النخل بالقرب من إحدى المدارس الأهلية بجوار إحدى المحطات في العوالي، لافتا إلى النخلة وأجزائها ورد ذكرها في17 سورة من القرآن الكريم منها قوله تعالى في سورة ق الآية 10 و»النخل باسقات لها طلع نضيد» وفي قوله عز وجل في الآية 148 من سورة الشعراء «وزروع ونخل طلعها هضيم»، كما وردت النخلة في كثير من الأحاديث النبوية. وقال إن النخيل ارتبط بالسيرة النبوية في مواقع عدة ومن أشهر القصص المتعلقة بالنخيل قصة سلمان الفارسي، رضي الله عنه، حين كان يعمل في الزراعة قبل دخوله في الإسلام عند أحد اليهود لما جاءه الخبر بقدوم النبي صلى الله عليه وسلم وهو في أعلى النخلة فنزل وسأل عن النبي عليه الصلاة والسلام فذهب إلى قباء لمقابلته. وأشار إلى قصة أخرى ورد ذكر النخل فيها وهي أيضا تدور حول الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه مع سيده عندما طلب منه أن يعتقه فاشترط عليه زراعة 300 فسيلة من النخيل فساعده النبي صلى الله عليه وسلم وعدد من الصحابة، وروى سلمان تلك القصة لابن عباس. وأبان الوهبي أن الرسول الكريم لما نزل ببنى النضير وحاصرهم فتحصنوا في حصونهم أمر بقطع نخيلهم وإحراقها، فجزع أعداء الله عند ذلك وقالوا «زعمت يا محمد أنك تريد الصلاح، أفمن الصلاح عقر الشجر المثمر وقطع النخيل؟ فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تبارك وتعالى «ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين» الآية 5 من سورة الحشر، تصديقا لمن نهى عن قطعه وتحليلا لمن قطعه، وأخبر أن قطعه وتركه بإذنه تعالى. وتابع «اقترح النبي على بعض الصحابة ألا يوبروا النخل -أي لا يعملوا على لقاحه- وقال لهم لو لم تفعلوا لصلح فقد أخرج مسلم عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقوم يلقحون النخل فقال: لو لم تفعلوا لصلح، قال: فخرج شيصا «تمرا رديئا» فمر بهم فقال: ما لنخلكم؟ قالوا: قلت كذا وكذا.. قال: أنتم أعلم بأمور دنياكم». وقال الوهبي إن من القصص المشهورة الجذع الذي حن للنبي صلى الله عليه وسلم فقد روى ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع، فلما اتخذ المنبر تحول إليه ، فحن الجذع حتى أخذه فاحتضنه فسكن فقال: لو لم يحتضنه لحن إلى يوم القيامة. وفيه قال صل الله عليه وسلم «والذي نفس محمد بيده لو لم ألتزمه لما زال هكذا حتى يوم القيامة حزنا على رسول الله»، فأمر به رسول الله فدفن. رواه البخاري