مانع اليامي

زوجات على القائمة السوداء

الأحد - 05 يونيو 2016

Sun - 05 Jun 2016

قال لي صديقي العربي المغلوب على أمره: كل شيء في وقتنا الحالي صار له قائمة سوداء إلا زوجات النكد.. قلت له ممازحا الذي أعرفه أن ثمة قوائم للراغبات في الزواج، قوائم تنتشر وتشتهر في الوطن العربي وتشرق وتغرب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا لا يلغي دور الخاطبات وتكاثرهن في هذا الزمن.

غضب صاحبي من هذه المداخلة وهي بالنسبة له من فئة القول المستهلك، وبالطبع لن يتقبلها وهو المحمل بثقل التفكير في الخروج من مأزق الزواج بعد أن تعذر عليه تعديل الميل والتمتع بالمتسهل من السعادة بعيدا عن الوعيد والصوت الشديد، وثقل البحث عن الزوجة البديلة مع الخوف من تكرار التجربة التي أقضت مضجعه وشتت تفكيره.

قلت له ذات مرة: اجمع بينهن، فقال بغضب: افعل أنت. لا ألومه فمعطيات حياة صديقي الأسرية بحسب الشواهد تقول بأنه يخرج لعمله من بيت مشحون بالسلبية ويعود إلى نفس البيت وقد اكتسى البيت نفسه بالرتابة والضجيج والمنغصات.

عموما، يظهر أن المشاكل الأسرية تتفاقم ولكل بلد جغرافيته الخاصة في هذا الشأن أيضا، يبدو أن الخصومات بين الأزواج تتجه إلى أعلى نقطة على السطح في الكثير من البلدان العربية على الأقل في وقتنا الحاضر، والدليل على ذلك ظاهرا في الرأي العام العربي ويمكن رصده في الكثير من الحوارات في وسائل الإعلام ومواقع التواصل وبعض القصص المنقولة، وفي هذا ما فيه من الانعكاسات السلبية المحتملة على التكوين الأسري وفي طريق العلاقات الأسرية باتجاه تفكيك الوحدة المجتمعية. لا خلاف هنا على أن الأسرة تشكل المحضن الأول للتربية، فمن خلالها يكتسب الفرد ذكرا أو أنثى أنماط السلوك واتجاهات التفكير وفي هذه المسألة ما فيها من الانعكاسات على وحدة المجتمع وسكينته سواء سلبيا أو إيجابيا، أي بحسب المخرجات النهائية للأسرة، فإن كانت مستقرة متماسكة بناء على التوافق بين الزوجين دعمت ترابط المجتمع وعززت سلامته، وإن كانت مضطربة غير مستقرة فالعكس متوقع، ولهذه النتيجة آثارها المحتملة على الإنسان من حيث فقدان القدرة على التكيف مع النفس والمجتمع، وأي حال نتوقعه حينما يصل الأمر إلى هذا الحد؟!

ختاما، صديقي الذي نقلت لكم قبل مطالبته بقائمة سوداء «للزوجات النكديات» فقد الكثير من حيويته في بيئته الاجتماعية، وفاعليته تناقصت في مجال عمله، أما إنتاجيته فقد أصابتها الهشاشة وحالها يميل إلى الانحدار. الزوجة الصالحة مطلب عصري أليس كذلك! وبكم يتجدد اللقاء.

[email protected]