قيـس إبراهيم شحبي

2030 من الرؤية إلى الحقيقة

الجمعة - 03 يونيو 2016

Fri - 03 Jun 2016

علمنا التاريخ أن نهضة الأمم مقرونة بالتخطيط والعمل على تنفيذ الخطط التي تتوافق مع إمكانات الدول والحكومات والتي تتسق مع الزمان والمكان. لذلك كنت سعيدا وأنا أستمع لولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وهو يعلن ويشرح رؤية العقد القادم من تاريخنا، سعادة المؤمن بعزيمة الشباب وأهمية التحول في هذه المرحلة الحساسة من حيث التغيرات الاقتصادية والسياسية في المنطقة بل والعالم أجمع.

إن أهمية الرؤى والخطط المستقبلية لأي دولة تكمن في شمولية الرؤية لكل جوانب العمل الحكومي والمعيشي الذي يهم المواطن والمقيم، والرهان الحقيقي هو في أن تخدم الرؤية كل الجوانب والمناطق والمحافظات. إن هذه الرؤية والبوادر الأولية في تأسيس هيئة عامة للثقافة وأخرى للترفيه تأتي في وقت أحوج ما يكون فيه المجتمع لعمل ثقافي حقيقي ينمي الوعي والحراك التنموي والوطني، ويتوافق مع حاجة المجتمع للترفيه وصنع البهجة وتنمية الدخل السياحي والفني، وما يمكن أن يصرف أوقات الشباب والشابات وطاقاتهم في أعمال تخلق لهم التوازن النفسي والسلوكي وتمكننا من استغلال أوقات الفراغ.

الرؤية مشروع كبير وتحد كبير أيضا إذ أنك عندما تعمل لا بد أن تقابلك العوائق بل وصناع العوائق أحيانا، أولئك الذين يحاولون التقليل من العمل أو تشويهه لأنه لا يتوافق مع مصالحهم وتوجهاتهم، لكن الرؤية التي تخدم مصالح البلاد والعباد وترتكز على ثوابت واعية ومتحضرة لا يمكن لأحد أن يقف في طريقها إذا ما كان ديدن العاملين عليها الإخلاص والجد المتواصل.

كل الأمنيات والدعوات الصادقة بنهضة هذه البلاد التي تستحق الكثير إنسانا وأرضا وتاريخا وكل الآمال في أن نرى حاضرنا ومستقبلنا ممتلئين بالنهضة المعرفية والحضارية في كل زاوية من زوايا الوطن.