ذكريات حارتنا

تفاعل
تفاعل

الجمعة - 03 يونيو 2016

Fri - 03 Jun 2016

الذكرى ناقوس يدق في عالم النسيان هكذا قالوا قديما، فلذلك كلما تقدم بك العمر اشتقت إلى أيامك الخوالي التي ترجع بك إلى سني عمرك الماضية التي تمثل ذكرياتك وتصور لك في ذهنك كل تفاصيل تلك الحياة الجميلة والذكرى التي تحمل في طياتها السكك والشوارع والمنازل والأقارب والأصدقاء الذين كنت تلعب معهم في تلك الأحياء والحواري والطرقات، الألعاب التي كانت في نظرنا آنذاك لا يعادلها شيء في لعبها والتلذذ بها.

فيكفي عندما نجتمع ونحن صغار لنلعب (الحلول) كما يحلو لأهل الهفوف أن يسموها أو (التيل) كما يسمونها أهل المبرز، وكيف نقضي الوقت الطويل في سبيل تحديد من يحظى بالسبق والانتصار، ولا زالت الذكرى تحمل في طياتها وجعبتها لعبة الغميمة ولحظات الاختباء ليبحث عنا من عليه الدور ونحن نتراكض هنا وهناك للاختباء لكي لا يعثر علينا.

وأخيرا لا أنسى لعبة ثالثة، حيث كنا نلعب في حارتنا التي تكتظ بالأطفال لعبة (القب) وهي عبارة عن (عصاتين) واحدة صغيرة والأخرى كبيرة ويقف واحد منا وبيده الاثنتان في وسط دائرة قد تم رسمها على الأرض بالتراب ويرمي العصا الصغيرة بالكبيرة بعيدا بقدر ما يستطيع ليحاول اللاعب الآخر إدخالها من تلك المسافة في الدائرة ويحاول اللاعب الذي في الدائرة منعه من تحقيق ذلك عن طريق التصدي لها بالعصا الكبيرة.

وكل هذه الألعاب تتم بشكل جماعي وتجمع من صبية الحارة الذين لا يكفون عن بعضهم لا في وقت تسلية

ولا طعام ولا نوم أحيانا! وتكتمل فرحة الصغار في الحارة وتعلو صرخاتهم وقفزاتهم عند هطول المطر، حيث الترحيب به والأهازيج (طاح المطر على التين).

والشيء بالشيء يذكر فقد سقطت كميات هائلة من الأمطار على محافظتنا الحبيبة الأحساء قبل أيام فاسترعاني المنظر من بعض الأطفال فشدني وذكرني بأيام حارتنا الماضية عندما كنا في سنهم.

بقي أن نقول إن الذكرى شيء في غاية الجمال وهي التي تعيدك بروحك وقلبك إلى الماضي لتزودك منه بالحنين والزمن الجميل.