إبراهيم خليل البراهيم

ماذا أعددنا للشباب؟

الخميس - 02 يونيو 2016

Thu - 02 Jun 2016

تعاني بعض دول العالم مثل ألمانيا واليابان والصين من ارتفاع نسب الشيخوخة مع نقص شديد في معدلات الشباب، مما يؤثر تأثيرا سلبيا على الاقتصاد من نقص في الأيدي العاملة وتحول المجتمع من منتج إلى مستهلك، وتأثيره كذلك على القدرات العسكرية واللوجستية لتلك البلدان، بينما، ولله الحمد، المملكة العربية السعودية تتمتع بمجتمع ثلثا سكانه من الشباب، حيث يشكل الشباب أقل من سن٣٠ عاما أكثر من 67.1% من إجمالي السكان.

هؤلاء الشباب من طلاب المدارس والجامعات مقبلون على إجازة صيفية طويلة تمتد إلى أربعة أشهر لا يمنع أن يتمتعوا فيها بعد عام من الجد والاجتهاد، مع استثمارهم بعض هذه الأوقات الطويلة بما يعود عليهم بالنفع والفائدة. السؤال الذي يطرح نفسه هو ماذا أعددنا للشباب الذين يشكلون شريحة كبيرة من سكان هذا الوطن خلال هذه الإجازة الصيفية غير منعهم من دخول المهرجانات الصيفية بحجة أنها مخصصة للعائلات فقط مع عدم تخصيص جزء منها للشباب؟

اليوم لم يعد يغري الشباب المخيمات الوعظية المباشرة، بحيث يتحدث لهم شخص دون أن يستمع إليهم، بل يحتاجون إلى البرامج التي تناقش أفكارهم وتنصت إليهم وتجاوب على تساؤلاتهم، بالإضافة إلى الترفيه والمتعة التي تعزز فيهم القيم الإسلامية السليمة والسلوك القويم بطريقة غير مباشرة. خلال الإجازات يعاني الشباب من نقص في البرامج التي تلبي احتياجاتهم مما يؤدي إلى ضياع الكثير من أوقاتهم التي من الممكن تنميتها بما ينفعهم ويزيد من إبداعهم، على سبيل المثال لا الحصر يحتاج الشباب برامج لتأهيل وتنمية القادة ورواد الأعمال، وبرامج أيضا تلبي اهتمامات الشباب التقنية والبرمجية والمعلوماتية وبرامج مماثلة تهتم بالشأن الأدبي والثقافي أو الرياضي، وبرامج متعددة تلبي احتياجات الشباب المختلفة والمتنوعة.

المجتمع اليوم بحاجة ماسة لمؤسسات وجمعيات أهلية بدعم حكومي أو أهلي تعنى بالشباب وتنميتهم ودعمهم وتلبية احتياجاتهم واهتماماتهم ليصبحوا معاول بناء وتنمية لهذا الوطن الأبي. شبابنا هم ثروتنا الحقيقية وطاقة الوطن المتقدة غير الناضبة، لنحسن استثمار هذه الطاقة.