حسن ملفي الودعاني

المحسوبية تقضي على آمالنا

الخميس - 02 يونيو 2016

Thu - 02 Jun 2016

في اليوم الذي ينتظر فيه كل خريج وخريجة فرصة (لقمة عيش) إعلان وظيفي حكومي، حتى يتسنى له التقدم إليها إلا أن هناك أشواكا وعوائق كبيرة ستواجهه في الطريق! من أهمها في المجتمع السعودي المحسوبية والتدخل البشري.. فهذا هو الداء الرئيسي في المسابقات الوظيفية.. وصعب القضاء عليه وينتظر كل سعودي وسعودية من الإدارة السعودية كف جماح هذا الفساد المستشري حتى يسود العدل والمساواة بين أفراد المجتمع.. لكي يؤدي مهامه وأعماله تجاه دينه ووطنه ومجتمعه، حيث يطالب المجتمع السعودي ككل يوما بعد يوم القضاء على هذه الظاهرة التي تظلم أغلبية الخريجين.. من هنا يلجأ الشباب والفتيات إلى مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا عندما تصم الآذان وتبكم الأفواه لكي يبثوا همومهم وشكاواهم ويطالبوا ويصل صوتهم إلى من يملك القرار في الدولة سواء القيادة العليا أو من دونها في الصلاحيات، حيث أتى جهاز هيئة مكافحة الفساد بعد أمر ملكي صدر قبل أربع سنوات لكي يساعد في القضاء على مظاهر سيئة عديدة في أجهزة حكومية أخرى.. منها ما يسمى المحسوبية أو الواسطة..

حينما تتعدى نسبة الفساد الإداري وتتعلى المحسوبية و(الواسطة) أعلى رتبة في تصنيف نزاهة من حيث أنواع الفساد الأكثر انتشارا في القطاعات الحكومية السعودية بنسبة 63 % هذه دلالة واضحة على أن هناك قصورا في الإدارة العليا والجهات المسؤولة (هيئة مكافحة الفساد، هيئة الرقابة، هيئة التحقيق والادعاء العام، وإدارة المؤسسات الحكومية وغيرها من الأجهزة الحكومية)! فبكل تأكيد صوت المجتمع موحد، نريد حلا (للمشكلة) يا نزاهة وليس إحصائية ودراسات فقط، لماذا لم تنزلوا الميدان في أي مسابقة وظيفية سرا أو علنا حتى تروا العجب العجاب!

فهل تتحرك مكافحة الفساد والإدارات العليا بالتدخل وإيقاف العبث الذي يحل بنظام المسابقات الوظيفية في الجامعات والوزارات والمؤسسات الحكومية.. وإيجاد حل لهذه المشكلة بكف الأيادي البشرية.. وإنشاء نظام إلكتروني (محدث) متكامل يضمن العدل والمساواة لكل المتقدمين والمتقدمات في كل أجهزة الدولة كل جهاز حسب طبيعة نشاطه؟

نظام المسابقات التقليدي غير كاف لضمان العدل والمساواة بين أفراد المجتمع بل نريد أن يحل النظام الالكتروني هذه المشكلة، بحيث تكون آلية المسابقات الوظيفية ( 20 % على أقدمية التخرج و10 % على المقابلة الشخصية و70 % على الاختبار التحريري الالكتروني).

الإدارة العليا وضعت رؤية السعودية 2030 الاقتصادية فكيف تتحقق والاستثمار والاستقطاب البشري يتعرض للظلم والمحاباة؟ يجب على رجال الوطن المخلصين أن ينظروا في هذا الداء المستشري في القطاعات الحكومية ويقطعوا دابر الظالمين فعندما يرتقي المجتمع بالمحسوبية والمحاباة فلا خير ولا عيش هنيئا ولا أمن وظيفيا ولا أمان على المعيشة.