عبدالحليم البراك

حدث لن يحدث في رمضان!

يمين الماء
يمين الماء

الجمعة - 03 يونيو 2016

Fri - 03 Jun 2016

لأول مرة تقرر القنوات الفضائية إيقاف مسلسلاتها الترفيهية في رمضان إيمانا منها بروحانية الشهر، وستبث سيلا من التلاوات القرآنية في النهار، بينما ستقلل موادها في المساء بهدف أن يخلد الناس للنوم مبكرا وقبل العادة ما قبل رمضان (أي قبل الساعة الحادية عشرة ليلا)، بينما ستكون المادة الترفيهية في القنوات الفضائية هي دورات تأهيلية وتوعوية للشباب والشابات عن الحياة والمساعدة الاجتماعية وكيفية المساعدة الخيرية في المجتمع وتفعيل مؤسسات المجتمع المدني!

(ودي أصدق لكن قوية!)

ونظرا لرغبة الموظفين في إنهاء أعمال الناس في الشهر الكريم طلبا للأجر والمثوبة فقد قرر الموظفون أن يزيدوا ساعات العمل ساعتين على ساعات العمل، نظرا لعدم وجود وجبة للغداء من ضمن الجدول اليومي للناس، فإن كان الموظفون يعملون في شعبان ست ساعات، فقد قرروا أن يزيدوها إلى 8 أو 10 ساعات، ويكون انتهاء العمل قبيل المغرب ليكون قريبا من وجبة الإفطار!

(أعرف ناس قدمت إجازة رمضان كله!)

وزادت رغبة الناس في الذهاب للأسواق والتبضع لكن ليس لهم شخصيا بل للفقراء، فصاروا يمضون فترة ما بعد التراويح في اختيار ملابس العيد للفقراء ثم إرسالها بالبريد لعناوينهم (أبشركم صار لكل بيت عنوان بريدي مجاني وليس بمقابل مالي يستنزف جيب المواطن)، ولم يشتر الناس لهم شيئا سوى ما يفرحون به يوم العيد مع ذويهم، (اقطع يدي لو صار شيء من هذا القبيل)، وقابل هذا التصرف النبيل من الناس تصرف أنبل من التجار، إذ انخفضت الأسعار بمقدار 30 % مساهمة منهم في الأجر والمثوبة، كما قرر أرباب العمل إيقاف العمل الميداني نهارا لكل الموظفين (إيه هين).

اللطيف جدا في هذا الصيف الحار والصيام تحسنت أخلاق الناس، وصارت حركة المرور أكثر هدوءا وقيادة السيارة أكثر لطفا، وصار الناس أكثر التزاما بالأنظمة من الأشهر الأخرى طلبا للأجر وتجنبا للإثم ولم يشتم أحد أحدا، وإن جاءه خاطر في الشتيمة لم يخرج من فمه إلا (اللهم إني صائم!) (قوية - قوية جدا).