تفشي الليشمانيا بين السوريين يعيد شبح أمراض الحروب للواجهة

أعاد انتشار مرض الليشمانيا الجلدية بين لاجئي الصراع الدائر في سوريا والعراق الأمراض الخطرة التي تصاحب الحروب إلى الواجهة مجددا، والتي يخشى ألا يقتصر أثرها على النطاق الجغرافي لمنطقة الحرب بل يمتد للمناطق المجاورة نتيجة تحرك اللاجئين وانتقالهم من منطقة إلى أخرى.



في حين وضع الباحث السعودي الدكتور وليد السالم 6 حلول للحد من مرض الليشمانيا الجلدية ضمن ثلاث أوراق عمل ضمنها رسالته للدكتوراه، أوضح رئيس الجمعية السعودية للوبائيات الدكتور علي الزهراني أن هناك 23 مرضا خطرا ترافق انهيار المنظومة الصحية في الدول التي تنشب فيها الحروب لفترات طويلة، فيمتد أثر الحروب من انعدام الأمن والتهديد المباشر لحياة الناس إلى تفشي الأمراض المعدية، وعودة ظهور أمراض كان مسيطرا عليها بشكل محكم عبر التطعيمات، وتفاقم الأمراض المزمنة، وظهور سرطانات وتشوهات أجنة نتيجة لاستخدام أسلحة محرمة دوليا تحوي مواد مشعة كاليورانيوم وغيره.

وضمن تعاونه مع فريق بحثي في كلية ليفربول البريطانية لطب الأمراض المدارية، وضع الباحث السعودي في الأمراض المستوطنة ونواقل الأمراض الدكتور السالم 6 حلول للقضاء على تفشي مرض الليشمانيا الجلدية كأحد الآثار المدمرة للصراع في منطقة جغرافية شملت سوريا وجنوب تركيا والعراق وجزءا من الأردن ولبنان.

وقال إن عددا من العوامل أسهمت في تفشي المرض، حتى سجل في سوريا وحدها نحو 100 ألف حالة جديدة خلال عامين فقط، في حين سجل في لبنان ألف حالة أخرى خلال الفترة نفسها، ولفت الدكتور السالم إلى أن مرض الليشمانيا الجلدية نوعان هما:



- حيواني تنقله ذبابة الرمل من القوارض للإنسان.

- نوع ينتقل من الإنسان المصاب لإنسان آخر بواسطة ذبابة الرمل.

ويسبب المرض تقرحات جلدية يعتمد عددها على عوامل عدة، أهمها:



أ- عدد مرات لدغ الذبابة للإنسان.

ب- مقدار مناعته ومقاومته للأمراض.



وتستغرق مدة حضانة المرض من وقت اللدغ لحين ظهور الأعراض بين شهرين وستة أشهر.



مناطق موبوءة



وبين الدكتور السالم أن بعض مناطق سوريا مثل حلب وإدلب أصبحتا موبوءتين بالكامل بمرض الليشمانيا الجلدية، في حين لم يسجل في السعودية ازدياد لمثل هذه الحالات رغم استقبالها لمليون ونصف المليون سوري، ويعود ذلك لقوة برنامج وزارة الصحة في مكافحة مرض الليشمانيا، وتوفر العلاجات للجميع.



الحشرة تنشط مساء



وأوضح الدكتور السالم أن نشاط الحشرة في اللدغ يكون مساء، وتحديدا وقت الغروب، وعلاجها يكون بنحو 13 جرعة علاجية من البنتوستام في الفترة العلاجية الواحدة.

وينقل رئيس الجمعية السعودية للوبائيات الدكتور علي الزهراني صورة أشمل عن أمراض الحروب التي تخلق نتيجة لـ 10 عوامل بيئة خصبة لتكاثر الميكروبات من بكتيريا وفيروسات وفطريات، فتنتشر الأمراض المعدية وتتفاقم الأمراض المزمنة وتعود للظهور أمراض اختفت منذ زمن، وذلك بسبب:

• انهيار المنظومة الصحية.


• توقف العمل بالأساليب الوقائية الصحية التي تمنع ظهور المرض.


• تراكم النفايات لتصبح بؤرا لتجمع البعوض والذباب والحشرات.


• تجمع المياه الراكدة والمستنقعات في الأحياء السكنية.


• تسرب مياه المجاري لانهيار نظام الصرف الصحي وعدم وجود من يصلحه أو يسحب المياه الملوثة.


• تلوث مصادر مياه الشرب.


• تلوث مزارع الخضراوات والفواكه بالمواد الكيميائية الناجمة عن استخدام أنواع الأسلحة المختلفة.


• نقص الإمدادات الطبية ولا سيما التطعيمات للأطفال وأدوية علاج الأمراض المزمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم وغيرها.


• استخدام أسلحة محرمة دوليا تحوي شظايا ومواد مشعة، كالأسلحة النووية والقنابل العنقودية وغيرها.


• عدم دفن جثث أموات الحروب وتركها تتعفن في الشوارع والأماكن العامة.

أسباب تفشي الليشمانيا في مناطق الصراع

1. نقص الأدوية والعلاجات الطبية


2. تنقل اللاجئين وانتقال المرض بينهم


3. إقامة مخيمات اللاجئين بشكل عشوائي لا يراعي أدنى المعايير الصحية


4. اكتظاظ المخيمات أكثر من طاقتها الاستيعابية

حلول للوقاية والحد من تفشي الليشمانيا هناك

1. إجراء مسح صحي في المناطق المزمع إقامة مخيمات للاجئين فيها


2. القضاء على القوارض الحاضنة للمرض


3. رش المبيدات الحشرية بشكل مدروس للقضاء على ذبابة الرمل الناقلة للمرض


4. توفير فرق علاجية متنقلة بين المخيمات للكشف عن الحالات ووصف العلاج


5. إيجاد آلية للتخلص من النفايات في المخيمات بطريقة صحية


6. توفير مرافق صحية تمنع تسرب المجاري وتراكم الفضلات وانتشار القوارض للحد من انتشار ذبابة الرمل