منى عبدالفتاح

قوالب العشق

الأربعاء - 01 يونيو 2016

Wed - 01 Jun 2016

يدور حديث يتجدد في عالم الكتابة الأدبية عن كثير من المؤلفات بعضها أتى على شكل روايات تستحضر شخصيات تاريخية معروفة في تاريخ العشق وبعضها لم يخرج عن الطابع السردي البحثي لقصص قديمة تترك لخيال القارئ العنان فيسافر إلى ذلك الزمان على دفتي صفحتي كتاب.

من هذه الكتب «مراتب الحب عند العرب وأشهر محبيهم»، للكاتب الأردني مروان أبوصلاح، يشرح فيه المؤلف حالة الحب عند العرب قبل الإسلام وبعده ويقارن بينه وبين الحب هذه الأيام في انسجام كامل مع الرؤية الثقافية والعقائدية والاجتماعية المعاصرة.

استعرض الكتاب تصنيف العرب للحب في قسمين، حيث يتكون القسم الأول من أربع مراتب وهي: العلاقة، الصبابة، الوداد، والشغف، أما القسم الثاني فيتكون أيضا من أربع مراتب وهي: الغرام، العشق، الهيام، والتتيم. وذهب الكاتب في أحد فصوله إلى استعراض قصص المحبين والعشاق العرب القديمة المحكومة ببيئتها وشخوصها، مما جعلها تخرج في قالب أقرب إلى الأسطوري.

أما الكتاب الآخر والذي نال قسطا كبيرا من القراءة وإعادة التدوين على صفحات الانترنت فهو «سفر العشاق» لعزت السعدني، ونالت نساء التاريخ العاشقات قدرا كبيرا من أقسام هذا الكتاب، فهناك جزء مخصص عن الجميلة الرومانية مريت آتون التي أحبت الضابط المصري أحمس وكتبت فيه قصيدة منذ أربعة آلاف عام بعنوان «سأكون في انتظارك... دائما في انتظارك». كما لم ينس الكتاب زليخة امرأة العزيز التي عشقت يوسف عليه السلام، وحكاية بلقيس ملكة سبأ مع سيدنا سليمان صاحب أعظم مملكة في التاريخ وبعض الروايات عنهما وتلخيص ذلك في أن ما حدث بين بلقيس وسليمان عليه السلام يتجاوز مرحلة الإعجاب العادي بما آتى الله الملكين من قدرات وسلطان.

وأفرد الكاتب بالطبع قسما كبيرا لعجائب الفراعنة في الحب فلم يترك قصة الملك رمسيس ونفرتاري، والملك أحمس وحتشبسوت، والملكة نفرتيتي وأخناتون ثم كليوباترا ومحبيها يوليوس قيصر ومارك أنطونيو، وغيرها من قصص الغرام في التاريخ.

ولكن الدكتورة بولا بيرن زميلة كلية هاريس مانشستر بجامعة أوكسفورد جاء بحثها المنشور مؤخرا يتحدث عن تأثير الرواية الرومانسية على نفسية الجنود المقاتلين في جبهات القتال، وخصت روايات الروائية الإنكليزية الشهيرة جين أوستن والتي اعتبرت من أكبر المهدئات تأثيرا على الحياة المضطربة للجنود البريطانيين الذين كانوا يقاتلون في الحربين العظميين. فقد تقرر تداول رواياتها آنذاك في المشافي الصحية الإنكليزية لعلاج الصدمات الشديدة والاكتئاب والاضطرابات النفسية التي عانى منها الجنود. وتم تخصيص أبرز روايات جين أوستن بالأخص رواية «العقل والعاطفة» الصادرة عام 1811 و»كبرياء وتحامل» عام 1813م.

يحقق هذا النوع من الأدب متعة عالية للقارئ ابتداء من السباحة في العوالم الرومانسية والتحليق في عالم المثاليات. ولكن ولأن لكل شيء إذا ما تم نقصان، فإن النقص الذي يعتري هذا الضرب من الأدب يتمثل في أن سحره لا يدوم طويلا.

بالرغم من عدم ميلي إلى تهويمات أحلام مستغانمي، لاعتمادها في تحقيق شهرتها على الحديث في الممنوع، واختراق التابوهات عنوة، إلا أن كلمتها التي جاءت بمثل حكمة الجدات، تبدو مثيرة للاهتمام.

ففي كتابها «نسيان. كوم»، كتبت أحلام مستغانمي في وصاياها لقبيلة النساء بعد أن حظرت بيع الكتاب للرجال وحذرتهم من ألا يدخلوا ولا يتلصصوا عليه «أحبيه كما لم تحب امرأة وانسيه كما ينسى الرجال». وفي إهدائها كتبت «... إلى النساء اللاتي عقدن قرانهن على الانتظار، وإلى «الرجال الرجال» الذين بمجيئهم تتغير الأقدار». وقول مستغانمي يعني: أن تكن نسوة، هو أن تجمعن ما بين الحب والنسيان وانتظار الأقدار.

[email protected]